الكمامات الطبية .. بين النقص والاحتكار

تاريخ النشر
الكمامات الطبية .. بين النقص والاحتكار
مصنع لانتاج الكمامات في تركيا-تصوير رويترز

رام الله-وفا- معن الريماوي-بات موضوع الكمامات ومدى القدرة على تأمينها يقلق المواطنين، خاصة في ظل النقص الحاد للكميات في الصيدليات وحتى نفادها هذه الفترة، مع تسجيل عدة إصابات بفيروس كورونا في فلسطين.

عدد من الصيدليات العاملة في مختلف محافظات الضفة الغربية، أكدت لوكالة الأنباء الرسمية "وفا" عدم توفر الكمامات، بينما يستغل بعض التجار الموضوع، ويطلبون مبالغ كبيرة ثمنًا لأي كمية، حيث كانت تباع الكرتونة الواحدة في السابق بمبلغ لا يتجاوز العشرة شواقل وحاليا في ظل انتشار الفيروس وصلت إلى 80 شيقلا.

وأكدت الصيدليات أن الكميات التي تستعمل في السوق مستوردة من الصين، مشيرين الى أن الصيدلية تحتاج في ظل هذه الظروف من 2000-3000 كمامة يوميا، فيما أن الكمامات المحلية لا تلبي حاجة السوق كافة.

محليًا، ينتج مصنع الزغير للكمامات في الخليل يوميا من 5-7 آلاف كمامة، وتوزّع لمنطقة الوباء في بيت لحم بالدرجة الأولى، ثم للمؤسسات الحكومية، ولفت صاحبه أمجد الزغير الى أن هذه الكمية لا تلبي حاجات السوق الذي يحتاج الى أكثر من 200 ألف كمامة يوميًا.

واوضح الزغير أنه يتم توزيع البضاعة مباشرة، دون اللجوء الى وكيل أو مورد، مؤكدًا السعي لتطوير الأيدي العاملة، والأدوات والماكينات المتوفرة من أجل زيادة القدرةالانتاجية.

بدوره، أكد مدير شركة نابلس للمستحضرات الطبية، التي توزّع لكل محافظات الضفة، جمعة حشاش، أن المصدر الرئيسي لها هو الصين، في حين تمنع الدول الأخرى حاليا من تصدير أي من منتجاتها، للاحتفاظ بها في ظل هذه الأزمة.

ولفت الى أن الصين رفعت من سعر "كرتونة" الكمامات لمن يريد الشراء من الخارج بقيمة 55 شيقلا، بعد أن كانت تباع بـ 6 شواقل، الأمر الذي سيرفع السعر حال استيرادها، وهذا سيثير غضب واستهجان المواطنين، وسيعتبر الموضوع استغلالا من طرفنا، لذلك لن نستورد هذه الفترة، وهو ما أكده أيضًا مدير شركة سختيان للمستلزمات الطبية أسامة بدوي.

وأضاف بدوي، "منذ انتشار الوباء في الصين، تفاجأنا أن الشركات هناك لا تعطي أسعارا للتوريد، نظرًا لمنع بيع الكمامات للخارج، ولكن بعدما سيطرت الصين على الوباء، رفعت السعر بشكل كبير".

ورجّح أن يكون هناك كميات كبيرة من الكمامات لدى التجار، ويحتكرونها وينتظرون بيعها بأسعار باهظة، داعيا المواطنين إلى شراء قطعة قماش وغسلها وتعقيمها، واستخدامها كبديل!

وكان وزير الاقتصاد خالد العسيلي أكد إغلاق أي جهة تقوم بالاحتكار أو يقوم صاحبها برفع السعر، وإحالة أي تاجر للقضاء بشكل عاجل، وتم إخطار المستودعات والموزعين بعدم بيع الكمامات خارج السوق الفلسطينية.

وناشدت وزارة الاقتصاد المواطنين تقديم شكاوى على رقم "129"، في حال تعرّضوا لأي عملية استغلال من قبل التجار أو في حالة رفض بيع الكمامات بالسعر المعلن عنه.

بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الصحة طريف عاشور: إنه حتى اللحظة لا توجد توصية من الوزارة من منظمة الصحة العالمية بارتداء الكمامات الواقية في الشارع، باستثناء المريض والمخالط، والطواقم الطبية.

ولفت الى أن كل مريض توجهه الوزارة للحجر المنزلي يتم تزويده بكمامة، مشيرا الى أن الكمامات متوفرة في مستودعات الوزارة، ولكن الحاجة التي كانت في السوق هي نتيجة تهافت الناس على الشراء، وأصحاب الأمراض المزمنة مطلوب منهم المكوث في البيوت وليس ارتداء الكمامات، لأن الفيروس ينتقل بالرذاذ وليس بالهواء.