تل أبيب-أخبار المال والأعمال- يواصل الدولار الأمريكي انخفاضه أمام الشيقل الإسرائيلي ليبلغ أدنى مستوى له منذ أكثر من 24 عامًا.
وانخفض الدولار، ظهر يوم الاثنين إلى 3.206 شيقل، مقارنة بـ 3.21 في نهاية الأسبوع الماضي. قبل أن يعاود للارتفاع إلى 3.21 شيقل.
وتدخل البنك المركزي في تداولات العملة، واشترى مئات الملايين من العملات الأجنبية لمعادلة قوة الشيقل التي تضر الصادرات، وبالتالي تضر الميزان التجاري، وتضر بالتعافي الاقتصادي.
ويرى المراقبون أن بنك إسرائيل حتى الآن قام بشراء مبالغ ليست كبيرة في هذه المرحلة من أجل كبح الانهيار، موضحين أن سعر الدولار يستمر في الانخفاض لأسباب عديدة منها: إغراق السوق الإسرائيلي بالدولار بما في ذلك الإغلاق الثالث لمواجهة تفشي فيروس كورونا والإغلاق شبه الكامل للرحلات إلى الخارج، وفرض الحجر الصحي على المسافرين العائدين من الخارج، مما يقلل بشكل كبير عدد الإسرائيليين الذين يشترون العملات الأجنبية هذه الأيام.
وأضاف المراقبون أن تأثير بداية العام وبداية الشهر ألقى بظلاله على انخفاض الدولار، حيث يتم دفع الرواتب بالشيقل في صناعات التصدير، خاصة في مجال التكنولوجيا الفائقة، مما يتطلب من الشركات تحويل الدولارات واليورو المدفوعة لها إلى شيقل. وبهذه الطريقة يقوى الشيقل أكثر فأكثر مقابل سلة العملات.
وترتهن تحركات الشيقل أيضًا بسياسات الإدارة الأمريكية الجديدة نقديًا، فلو استمرت سياسات الإنفاق الميسر، والتحفيزات النقدية، سيضعف الدولار الأمريكي في الأسواق العالمية. ومن المتوقع استمرار تلك السياسات مع وجود وزيرة خزانة كجانيت يلين، والتي أعلنت أنها ستعمل عن كثب مع الفيدرالي لتوفير ما يلزم الاقتصاد الأمريكي. كما ويتأثر الشيقل بأرباح المستثمرين المؤسسين في البورصات الأجنبية، وهي ما ترتفع في الوقت الراهن، بما يدفعهم لاعتبار الشيقل عملة تحوط.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إن تراجع الدولار لم يتوقف منذ عدة أسابيع، وتدخل بنك إسرائيل المستمر في تداولات العملات الأجنبية، وشراء ما يقرب من 3 مليارات دولار في الأسابيع الأخيرة لم يحقق أي فائدة. ويستمر الشيقل في التعافي بشكل يومي بسبب تدفق العملات الأجنبية إلى إسرائيل...ولن تنتهي هذه الظاهرة حتى يعود الاقتصاد إلى النشاط الكامل.
وأبقى بنك إسرائيل، يوم الاثنين، سعر الفائدة الأساسية دون تغيير عند 0.1%، رغم الأصوات التي تدعو بخفضها إلى صفر. وكان البنك خلال فترة الإغلاق الأول في نيسان 2020 الماضي، قد خفض سعر الفائدة من 0.25٪ إلى 0.1٪.
وفي سياق متصل، قال محافظ بنك إسرائيل أمير يارون، مؤخرًا، إن على المصدّرين التعود على بيئة معدل الصرف الجديدة.
ورغم انهيار الائتلاف الحكومي وحل الكنيست والدعوة لانتخابات جديدة في آذار المقبل هي الرابعة في عامين، إلا أن التوترات السياسية هذه لم تنل من صعود الشيقل أمام مؤشر الدولار الأمريكي.
وقال محللون لموقع "غلوبس" الإسرائيلي إن قوة الشيقل مستمرة رغم الفوضى السياسية، فالأسواق لا تعبأ بعدم استقرار النظام السياسي في إسرائيل، ولا تعبأ كذلك بالعجز عن تمرير الموازنة العامة.
ويستبعد المحللون أن يدخل بنك إسرائيل أي تغييرات في السياسة النقدية، رغم استمرار قوة الشيقل. واشترى البنك خلال عام 2020 أكثر من 17 مليار دولار أمريكي من العملة الأجنبية، وهو أعلى معدل شراء منذ 2019.