طوباس والأغوار الشمالية-وفا- الحارث الحصني-يقترب موسم البطيخ في طوباس والأغوار الشمالية من نهايته بشكل كامل، بعد أن قطف المزارعون أغلب المساحات المزروعة، لكن الموسم الذي يصفه الكثيرون بأنه سريع، بدأ بشكل سلبي من حيث الأسعار التي تأثرت بشكل كبير بالتسويق.
إلا أن نهاية الموسم كانت أفضل من بدايته.
فهذه الأيام أمكن مشاهدة صور بثها ناشطون وإعلاميون عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، عن البطيخ الفلسطيني في أكثر من مدينة بالضفة الغربية، وهذا الذي لم يكن في بادئ الأمر.
يقول الوكيل المساعد للقطاع الاقتصادي في وزارة الزراعة طارق أبو لبن: "أنتجت طوباس والأغوار الشمالية هذا الموسم ما يقارب 45% من مجمل الإنتاج الكلي".
بعدما أنهى غالبية المزارعين قطف البطيخ من أراضيهم، معلنين بذلك انتهاء الموسم السريع بشكل شبه كامل، كانت نتائج التسويق في البداية حسبما قال عدد منهم سلبية وليست كالمتوقع.
لكن هذه الأيام أمكن تدارك هذه المشكلة من خلال حملات البيع المباشر، التي ترمي لعرض البطيخ المحلي في عدة أماكن متفرقة من الضفة الغربية.
يقول المنسق العام لإئتلاف جمعيات حماية المستهلك صلاح هنية: "تحدثنا مع الغرف التجارية، والمزارعين، حول حملات منظمة للتسويق المباشر للبطيخ المحلي في مناطق الضفة الغربية".
وحسب الأرقام التقديرية التي أفاد بها أبو لبن لمراسل "وفا"، فإن معدل الاستهلاك السنوي للبطيخ في الضفة الغربية، يتراوح بين 32-35 ألف طن، لكن الأرقام ذاتها قالت إنه خلال الموسم الحالي، أنتجت المساحات المزروعة بالبطيخ في الضفة الغربية ما بين 12.5-13 ألف طن فقط.
وتدل الأرقام على أن كمية البطيخ الفلسطيني لم تغط أكثر من ثلث حاجة الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وعلى الرغم من أن وزارة الزراعة لم تصدر أية تصاريح لاستيراد البطيخ الإسرائيلي، إلا أنه أمكن سماع أحاديث من مدير غرفة تجارة طوباس معن صوافطة، عن وجود بطيخ إسرائيلي مهرب، أضر بأسعار البطيخ الفلسطيني.
ورغم أن المحصول المهرب قد أضر بأسعار البطيخ المحلي (لفترة من الزمن)، فإن مدير دائرة زراعة الأغوار الشمالية هاشم صوافطة، يرى أن البطيخ الفلسطيني هو الأفضل من حيث الجودة لأسباب تتعلق بنوعية الأسمدة، وكميتها، ونوعية المياه التي روي منها.
فبعدما بدأت حملات التسويق المباشر للبطيخ الفلسطيني، عادت الأسعار مجددا للارتفاع. فقد أمكن مشاهدة دعوات نشرت عبر فضاء التواصل الاجتماعي عن بطيخ الأغوار بسعر 2 شيقل للكيلو.
"كثير من المواطنين الذي اشتروا من هذه الحملات مدحوا البطيخ الفلسطيني". قال هنية.
ويقول أبو لبن إن متوسط بيع كيلو البطيخ لهذا الموسم تراوح بين 1.5-2 شيقل.
فيما يقول مهند صوافطة وهو أحد مزارعي البطيخ في الأغوار الشمالية، إن الكيلو الواحد من البطيخ يجب أن يباع بـ 1.2 شيقل وأكثر ليكون الموسم رابحا.
عندما ترتفع درجات الحرارة في البحر الميت بشكل أكبر من الأغوار الشمالية، وينضج البطيخ الإسرائيلي مبكرا، يبدأ الفلسطينيون بقطف ثمار البطيخ في مناطق طوباس والأغوار الشمالية، يكون السوق الفلسطيني حينها قد أغرق بالبطيخ الإسرائيلي المهرب.
يضيف هنية: "أمكن لنا أن نتغلب على هذه المشكلة من خلال التسويق المنظم للبطيخ الفلسطيني، لإيصاله لكل مناطق الضفة الغربية".
فعليا جاب البطيخ الفلسطيني هذه الأيام أغلب مناطق الضفة، وقد شوهدت تعليقات عن استحسان المشترين لمذاقه.
وتشير الأرقام التقديرية لدى مديرية زراعة طوباس، إلى أن إنتاج الدونم الواحد بحساب متوسط الكمية، يصل لــسبعة أطنان.
وهذا الموسم زُرع في طوباس والأغوار الشمالية قرابة 1100 دونم من البطيخ، وبذلك يتوقع أن تصل كمية الإنتاج السنوية أكثر من 7 آلاف طن.
"أنهينا الموسم بشكل شبه كامل(..)، سرعت درجات الحرارة المرتفعة من دورة حياة الموسم بشكل كبير". قال هاشم.
بشكل معتاد يبدأ موسم البطيخ بشكل سنوي من منتصف أيار، ويمتد لأبعد مدى لشهر كامل حسب درجات الحرارة، وتكون الذروة في إنتاجه في أول أسبوعين، ولتجنب تراكم الكميات في السوق، يجب في هذه المدة حماية المنتج الفلسطيني.
ويؤكد مدير دائرة تأهيل الأراضي في الإغاثة الزراعية مقبل أبو جيش أنه "يجب تشديد الإجراءات في هذه المدة ليظل المنتج الفلسطيني هو الخيار الوحيد".
"الموضوع يأخذ طابع الثقافة عند الناس"، قال معن صوافطة.