تل أبيب-عرب48-اتشحت الشاشات في بورصة تل أبيب باللون الأحمر، لدى افتتاح التداول يوم الأحد. وهوَت مؤشرات أسهم كبرى الشركات بشكل كبير، إثر حالة الهلع التي أصابت إسرائيل في أعقاب انتشار فيروس كورونا المستجد، وتأثيره على الاقتصاد العالمي، وخاصة في مجالي النفط وحركة الطيران والسياحة.
وهبط مؤشر "تل أبيب 35" لكبرى الشركات الإسرائيلية بنسبة 6%، ومؤشر "تل أبيب 125" الأهم في الاقتصاد الإسرائيلي بنسبة 7%. وتسبب انخفاض أسعار النفط، أول من أمس، بهبوط أسهم "قطاع تل أبيب للنفط والغاز" بنسبة 11%، فيما انخفضت أسهم مجموعة "ديلك" بـ22%، "راتسيو" 18% و"ناويست" 14%.
كذلك تلقت البنوك، صناديق التقاعد، شركات التأمين والاعتماد ضربة شديدة، وانخفض مؤشر "تل أبيب البنوك" بـ8.7%. وانخفضت أسهم بنك هبوعليم بـ6.5%، وبنك ليئومي 7%، بنك ديسكونت 9.3%. وفي مجال السياحة، انخفضت أسهم شركة الفنادق "فاتال" بـ7%، وشركة الطيران "إل عال" بـ8%.
وأدى انهيار مجموعة "ديلك" النفطية إلى خسارة 700 مليون شيكل من القيمة المالية للشركة، التي تراجعت من 3.33 مليار شيكل إلى 2.52 مليار شيكل. واضطرت "إل عال"، التي فصلت حوال ألف من موظفيها من العمل إثر انتشار فيروس كورونا وتعليق خطوط طيران إلى العديد من الدول، إلى إصدار "تحذير أرباح" للبورصة.
ويذكر أن انخفاض أسعار النفط جاء في أعقاب تراجع الطلب إثر تقلص حركة الطيران في العالم بشكل كبير، وفرض قيود على المواصلات العامة عالميا وإغلاق مصانع. كما انهارت سندات الدين في الولايات المتحدة وأسهم البنوك،، شركات التأمين، الطيران والسياحة في بورصات العالم. وانخفضت أسعار النفط، أول من أمس، بأكثر من 10%، وتراجع سعر برميل النفط إلى 41.28 دولارا، علما أنه سعره كان أكثر من 68 دولارا في كانون الثاني/يناير الفائت.
"خطوات كبيرة لمواجهة كورونا"
ودعا وزير المالية الإسرائيلي، موشيه كاحلون، الأحد، المشغلين إلى السماح للعاملين بالعمل من البيت، وأن "صندوق الطوارئ" الذي سيتم تأسيسه سيعوض المصالح التجارية الحيوية بمبلغ 4 مليارات شيكل. وشدد كاحلون على أن "الهلع هو العدو الأكبر للاقتصاد ولمن يريد معالجة الأزمة. ونوفر لوزارة الصحة أي شيء مطلوب للحماية والعتاد ومواجهة الأزمة".
من جانبه، قال وزير الصحة، يعقوب ليتسمان، قبيل دخوله إلى اجتماع الحكومة الإسرائيلية الأسبوعي، إن ثمة احتمالا للإعلان عن تعليمات عامة جديدة في موضوع الكورونا، وأنه "ربما سيعلن عن خطوات كبيرة في وقت لاحق من اليوم". وفي رده على سؤال حول إذا كانت خلافات بينه وبين رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بشأن فرض قيود على القادمين من الولايات المتحدة، قال ليتسمان إنه "سنجتمع ونقرر".
وقال ليتسمان خلال اجتماع الحكومة إن حولي 20 ألف مواطن في إسرائيل أبلغوا وزارة الصحة بأنهم يتواجدون في حجر صحي منزلي، لكن التقديرات أن عدد المطالبين بالتواجد في حجر صحي منزلي أعلى بكثير. ويشار إلى أن عدد المواطنين في إسرائيل الذين أصيبوا بكورونا هو 25 مصابا.
وأفادت وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية، بوجود 3628 طالبا و250 معلما في حجر صحي منزلي حاليا. واعتبر ليتسمان أن الخطوات الإسرائيلية لمواجهة الكورونا ناجعة، قياسا بسويسرا حيث يوجد 270 مريضا بالفيروس، وعدد سكانها شبيها بعدد سكان إسرائيل.
وقال نتنياهو إن إسرائيل موجودة في وضع أفضل من العديد من الدول من حيث انتشار الفيروس. وحذّر نتنياهو من الأخبار الكاذبة، وطالب بالانصياع لبلاغات رسمية صادرة عن وزارة الصحة والجهات الرسمية. "حافظوا بحرص على تنفيذ أوامر وتعليمات الحكومة ووزارة الصحة، فهذه ليست مزحة". وكرر أقواله من أمس، بأن الحكومة ستبدأ بتعقيم أماكن عامة"، وأنه من أجل منع مس بالتزود الحيوي للاقتصاد "سنستخدم سلاح الجو وشركات الطيران".