غزة-الأيام-محمد الجمل: كالعادة، بعيد صرف رواتب الموظفين العموميين، تشهد الأسواق والمتاجر في محافظة رفح وعموم قطاع غزة انتعاشة ملحوظة، واكتظاظا بالمشترين، فيما يزيد الباعة من نشاطهم لاستغلال تلك الفترة القصيرة.
وتشهد السوق المركزية وسط محافظة رفح، ازدحاما شديدا وغير مسبوق منذ أكثر من شهر، وتكتظ أروقة السوق بالمشترين، ويكاد المار فيها لا يجد موطئ قدم، بينما تكدست في جنباتها البسطات التي وضع الباعة والتجار عليها كميات كبيرة من الخضراوات، والسلع المختلفة.
وتهافت مواطنون على شراء الخضراوات واللحوم والأسماك، إضافة للفواكه وغيرها من السلع، اذ شهدت بعض أنواع الخضراوات ارتفاعا طفيفا، فيما ثبتت أخرى على نفس الأسعار.
ويصف البائع أحمد الشاعر الانتعاشة بالمتوقعة، فالأيام التي تأتي بعد صرف الرواتب تنشط الحركة الشرائية، ويزيد إقبال الناس على الأسواق، وهذا تنبه له الباعة مبكراً، بشراء وتجهيز كميات مضاعفة من الخضراوات والفواكه، خاصة ليوم الجمعة، الذي يشهد ذروة التسوق.
وبين الشاعر أن هذا كان جلياً من خلال اتساع حجم السوق وامتدادها شمالاً، وتوافد باعة جدد، وخروج المواطنين من السوق وأيديهم مثقلة بحملها.
وأوضح الشاعر أن التجار والباعة نجحوا بتسويق وبيع ضعف الكميات التي كانوا يبيعونها في الوقت العادي، خاصة الخضراوات والمواد التموينية الأخرى.
انتعاشة مؤقتة
فيما يؤكد باعة في الأسواق، أن الانتعاشة المذكورة مؤقتة، وتستمر من 4-5 أيام بعد صرف الرواتب كل شهر، ثم تعود الأسواق للركود مجدداً.
وأكد البائع محمود شعبان "42 عاماً"، أن معظم الموظفين لديهم ثلاجات كبيرة، وانتظام الكهرباء يساعدهم في تخزين الخضراوات واللحوم والأسماك لفترة طويلة، لذلك يعتمدون على ما يشترونه بعد صرف الرواتب فترة طويلة قد تزيد على أسبوعين، وبعد نفاد ما خزنوه تكون أموالهم نفدت أيضاً أو شارفت على النفاد، فتصبح مشترياتهم محدودة، ما يدخل الأسواق في حالة ركود جديدة، تستمر إلى حين صرف الرواتب في الشهر الذي يليه.
وبين أن معظم الباعة باتوا يدركون حقيقة الدورة الشرائية في الأسواق، ويعمدون لاستغلال الانتعاشة القصيرة أفضل استغلال، لأن هذا من شأنه تحسين أوضاعهم، وزيادة قدرتهم على المواصلة بقية الشهر.
والى جانب جلب بضائع جديدة فبعض الباعة يضاعفون فترات عملهم، إما بالبيع على بسطات متجولة بعد إغلاق أسواق الخضار، أو بفتح المحال فترات أطول.
فيما أكد متسوقون ومعظمهم من الموظفين ممن تلقوا رواتبهم مؤخراً، أنهم توجهوا للسوق لشراء كل ما ينقص عائلاتهم، فمنازلهم منذ فترة خالية من أصناف مهمة من المواد الغذائية.
وأكد المواطن إبراهيم موسى "47 عاماً"، إنه توجه للسوق فور استلام راتبه برفقة اثنين من أبنائه، وعمد إلى شراء خضراوات، ولحوم، ومجمدات، تكفي أسرته أطول فترة ممكنة، لأنه على قناعة بأن الراتب سينفد في غضون أيام، والمهم بالنسبة إليه تأمين متطلبات أسرته أطول فترة ممكنة.
وأشار إلى أنه فوجئ بازدحام السوق، وارتفاع أسعار بعض أنواع الخضراوات خاصة الخيار، والملوخية، بصورة ملحوظة، فيما ارتفعت أسعار باقي الأنواع بشكل طفيف، رغم ذلك اشترى كميات كبيرة، ويستغل وجود فريزر كبير في منزله لتخزين ما أمكن من لحوم وأسماك.
وكانت شوارع مدن ومحافظات القطاع شهدت ازدحاما شديدا بالمارة والمركبات، منذ مساء الثلاثاء الماضي، بينما غصت المخيمات والأحياء والقرى بالباعة المتجولين.