قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس، "إنه بعد ما شاهدنا واستمعنا لما يقوم به المجلس الأعلى للإبداع والتميز من مشاريع، وما انتجته العقول الفلسطينية، لن يبقى أمامنا إلا أن نقيم دولة فلسطين إن شاء الله في أقرب وقت ممكن".
وشدد الرئيس خلال افتتاحه، اليوم الاثنين، أعمال المنتدى الوطني الرابع "الثورة الصناعية الرابعة"، الذي ينظمه المجلس الاعلى للإبداع والتميز، على أن التميز والابداع هما شريطة هذا العصر، وقال: "لقد تنبهنا إلى هذا منذ نصف قرن تقريباً وكانت تسمى باللجنة العلمية التي أنشئت في نهاية ستينيات القرن الماضي، واللجنة العلمية تعني الإبداع والتميز، لأننا كنّا في ذلك الوقت بأمسّ الحاجة إلى الإبداع، في خضم المحاولات الكثيرة من أجل قتل هذه الثورة. كنّا لا بد أن نحتاج إلى مثل هذا الإبداع الذي أطلقنا عليه اللجنة العلمية."
وتابع: بسبب الظروف التي كنّا نعيشها والتنقل مجبرين من بلد إلى بلد، فكنّا ننتقل من بلد إلى بلد ولكن هذا كان لا يجدي، كان لا بد لنا من بلدنا لكي نؤسس هذه المؤسسة وفعلنا وبدأنا هذه المسيرة، مسيرة الإبداع والتميز.
وقال: "اليوم الثورة الرابعة الصناعية والمنتدى الرابع لهذا العمل. أتمنى أن ينتج كل ما نريد، ونصبو إليه، لأنه ليس لدينا ثروات طبيعية، ليس لدينا بترول، ليس لدينا غاز، لدينا عقول. وما رأيته في المعرض قبل قليل، فعلاً أكد لي أننا نملك هذه العقول منذ زمن طويل، ولكن هذه العقول تحتاج إلى من يستثمرها، إلى من يشغلها، إلى من يستفيد منها وهذا ما نفعله هذه الأيام، نبارك لكم هذا العمل العظيم، نبارك لشعبنا، وأصبحت متيقناً أكثر فأكثر بأننا بالعقول الفلسطينية قادرون على الوصول إلى ما نصبو إليه".
في الجانب السياسي، قال سيادته: "نعاني الكثير، ونواجه الكثير ولكننا في هذه الأيام واجهنا ما لم نواجهه في الماضي، رغم أن مثله كان قد حصل عدة مرات، لكن في السنوات الأخيرة كانت هناك الأمور أقسى بكثير مما مررنا به".
وبالنسبة لما يسمى بـ"صفقة العصر"، قال الرئيس: كنا نتوقع من الولايات المتحدة الأميركية باعتبارها أكبر دول بالعالم أن تحترم القانون الدولي، والشرعية الدولية، وأن تحترم القرارات التي وقعت عليها وساندتها وأيدتها، لكن اكتشفنا أن لها شرعيات خاصة، وقوانين خاصة، وأنها تظن أنها تأمر فتطاع ولذلك صدر قرار بنقل سفارتها إلى القدس، رغم أننا كنا متفقين على عكس ذلك مع الإدارة التي سبقت، ويبدو أن الإدارة الجديدة لا تعترف بقرارات الإدارة القديمة.
وتابع سيادته: "كنا متفقين تماما مع الحكومة الأميركية ومع الرئيس الاميركي أن لا ينقل سفارته من تل أبيب إلى القدس، لكن الرئيس الأميركي نقل السفارة من دون وجه حق، ثم أعلن ببساطة أن القدس عاصمة لدولة إسرائيل، رغم اننا كنا قبل أشهر من هذا الكلام قد أخذنا قرارا بموافقة الولايات بأن القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، وبمزيد من الاجراءات بدأوا بوقف دعم الأونروا، وبوقف دعم السلطة باعتبار أن أراضي فلسطين أراض مختلف عليها، ولمن يستطيع أن يشغلها، أي أن اسرائيل حرة لتعمل في الاراضي الفلسطينية ما تريد، الأمن لها وكل شيء لها، و"نحن موجودون بالصدفة في هذا البلد".
وأكد الرئيس أنه بعد هذه القرارات التي اتخذتها الحكومة الاميركية كان علينا أن نقول باسم الشعب الفلسطيني لا، لن نسمح بمرورها، لذلك رفضنا صفقة العصر، ورفضنا ورشة المنامة، ورفضنا مؤتمر وارسو، ورفضنا كل هذه القرارات وكل هذه المواقف، وصمدنا.
وتابع: جاءت الحكومة الاسرائيلية وبدأت تتلاعب كعادتها وتشتغل كما تريد وآخر اختراعاتها أن أموالنا التي نقدمها للشهداء والأسرى والجرحى هي أموال تقدم "للمجرمين والارهابيين"، وبناء عليه فقد قررت الحكومة الاسرائيلية أن تخصم هذه الأموال التي ندفعها من المقاصة التي تجمعها لنا كضرائب، ورسوم، وغيرها والتي تجمعها بسبب سيطرتها على الحدود وتأخذ أجرتها عليها، لكن هذه المرة، بالإضافة إلى الخصومات الأخرى التي لا نعرف عنها شيئا خصمت اموال الشهداء والأسرى والجرحى قلنا لا، لن نقبل أن نستلم الأموال ناقصة قرشا واحدا، خاصة الشهداء، لأن الشهداء هم أقدس ما لدينا، ولأن الجرحى أقدس ما لدينا، ولأن الأسرى أقدس ما لدينا، وبالتالي لا يمكن أن نفرّط بهم، لا يمكن أن نفرّط بعائلاتهم ولو بقي معنا قرش واحد سنقدمه لهذه العائلات.
وقال الرئيس: "هذا بعض ما نعانيه، ولكن ثقوا تماماً أن الله معنا وثقوا تماماً أننا سنصل إذا بقينا متمسكين بالأمل وهذا أهم شيء، متمسكين بالوطن وهذا أهم شيء. نحن يجب أن نبقى متمسكين مرابطين في هذا الوطن مهما فعلوا، مهما بنوا من مستوطنات ومن مستعمرات ومن اضطهادات ومن اجتياحات وغير ذلك، سنبقى متمسكين بهذا الوطن. ونطبق الآية الكريمة التي تقول،-"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون"، ولا يوجد شعب في العالم مرابط غيرنا، ونعم سنفلح وسنصل إلى الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية رغم أنف الجميع الذين يعترضون على هذا، رغم أنف كل من يرفض تطبيق الشرعية الدولية، لن نقبل أن نتعامل معهم، نحن صحيح شعب صغير ولكن له إرادة وله كرامة، ونحن نحتفظ بكرامتنا".