قلقيلية-وفا-ميساء أمجد-"شعور رائع عندما تزرع وتجتهد وتحصد ثمار تعبك، لا يمكن أن أصف شعوري عندما أتوجه إلى بيارتي، مهما شعرت من تعب نفسي وجسدي بمجرد أن أقطف ثمار مزرعتي أتخلص من هذا الشعور".
كلمات لخصت ما يختلجه صدر المزارع جميل المدلل من مشاعر فرح واعتزاز، بما تنتجه أرضه في قرية فلامية شمال شرق قلقيلية كل عام من محصول الجوافة إلى جانب محاصيل أخرى، حيث يملك 10 دونمات مزروعة بالجوافة، ويبيع ما يقارب 1500 صندوق منها أسبوعيا.
ويقول المدلل: "بدأت بزراعة الجوافة منذ التسعينات بعد أن ورثت ثلاثة دونمات من والدي؛ واهتممت بزراعة الجوافة وتوسيعها بالرغم من الجهد والتكلفة التي تحتاجها، حيث تحتاج الى عناية فائقة خلال فصول السنة المختلفة من تقليم وسماد وري خاصة في فصل الصيف".
وأكسبت الجوافة مدينة قلقيلية شهرة ميزتها عن باقي المدن الأخرى، فبالإضافة إلى كونها تشكل مردودا اقتصاديا، تعتبر من أغنى الثمار، ولها فوائد للعلاج من عدة أمراض، حيث تعمل على الحماية من الإصابة بالسرطان، والوقاية من نزلات البرد، والسعال، وأمراض أخرى.
ويبين رئيس الغرفة التجارية في محافظة قلقيلية طارق شاور لمراسلة "وفا" أن نحو (100) ألف شجرة جوافة تزرع في قلقيلية، وتدر دخلا يقترب من 12 مليون دولار سنويا، منها ثلاثة ملايين من التصدير للخارج، ويستفيد من الموسم ما يقارب "800" عائلة.
ويقول مدير عام مديرية زراعة قلقيلية احمد عيد لـ"وفا": إن موسم الجوافة يعتبر مشروعا تنمويا للمدينة، فهو يلبي احتياجات السوق الفلسطيني ويمتد للسوق الخارجي بتصديره إلى الأردن كما كل عام".
وكان وزير الزراعة سفيان سلطان قد أعلن الأسبوع الماضي، عن قرب تصدير محصول الجوافة، مؤكدا جودة المحصول لهذا العام مقارنة بالأعوام السابقة.
وهو ما يشيد به المزارعون في المحافظة، فيقول المزارع محمد شريم "ان سماح المملكة الأردنية بدخول محصول الجوافة إلى الأسواق الأردنية، من شأنه زيادة مبيعات المنتج والعودة بمردود مادي ملائم لنا".
ويؤكد شاور أن تصدير الجوافة سيبدأ الأسبوع القادم، الموافق الخامس والسادس عشر من الشهر الجاري؛ وكل الترتيبات جاهزة بين فلسطين والاردن.
وفي هذا يقول عيد "في السابق كان الفائض من هذا المنتج يكدس في الأسواق الفلسطينية ما يؤثر سلبا على أسعاره في السوق المحلي، والذي كان بالكاد يغطي مصاريفه الإنتاجية، أما اليوم نجحت وزارة الزراعة بتنظيم أيام تسويقية والترويج لها للداخل والخارج، فتخلص المزارع من المشاكل التي كانت تلحق به جراء عدم تسويق محصولهم وتكديسه".
ويبين أن توافر العناصر البيئية للزراعة في المدينة من درجة حرارة ورطوبة ومياه ساعد على نمو فاكهة الجوافة وازدهارها، وما تميز به المحصول هذا العام عن الأعوام السابقة زيادته بنسبة 30%.
المزارع أسامة خضر يرى "بالفاكهة المدللة" مصدر رزق ثابت له ولعائلته، ويشير إلى أن قلقيلية تتميز بثلاثة انواع من الجوافة، وهي "الغبرة"، و"الشواط"، و"المصرية"، ولكل منها مذاقها المميز، ولونها الجذاب.
ويضيف "يمتد موسم الجوافة لنحو شهرين ونصف ونبدأ بقطفه من منتصف أغسطس وينتهي أواخر أكتوبر".
من جانبه، رئيس بلدية قلقيلية هاشم المصري يشير إلى أن "قلقيلية تواجه صعوبات عدة، فلا يوجد غير مدخل ومخرج واحد، بالإضافة إلى القيود الإسرائيلية، وإحاطتها بجدار الفصل العنصري، الذي يعيق عمل المزارعين، ويهدد وصولهم إلى الكثير من محاصيلهم، ومحاولته الاستيلاء على مياهها عن طريق سرقة الآبار الارتوازية، وبيع المياه للأهالي بأسعار مرتفعة".
وبالرغم من ذلك جسدت مدينة قلقيلية مثال التحدي والصمود، فلم يقف المزارعين أمام كل هذا، وعلى العكس تماما يحاولون إصدار تصاريح بشكل مستمر، تسمح لهم بالدخول إلى محاصيلهم داخل الجدار، ولو لأوقات وساعات معينة.
Publishing Date