غزة-الأيام-عيسى سعد الله: يعاني قطاع الخياطة والنسيج في قطاع غزة من نقص حاد في العمال المهرة؛ بسبب توقف العمل بشكل شبه كامل في هذا القطاع منذ 15 عاماً؛ جراء الحصار الإسرائيلي.
ورغم تردي أوضاع هذا القطاع وتوقف معظم المصانع، إلا أن العديد من المسؤولين يرون أهمية زيادة أعداد العمال المهرة استعداداً للقادم، في ظل التحسن الطفيف الذي طرأ على حركة المصانع خلال الأشهر الأخيرة.
وطالب هؤلاء المسؤولون، خلال أحاديث منفصلة مع "الأيام"، بضرورة تشجيع الشباب على تعلم مهنة الخياطة، خصوصاً مع تقدم العمال المهرة الحاليين بالسن وعدم قدرتهم على العمل لساعات طويلة.
ويرى مدير الغرفة التجارية في محافظة شمال غزة، عماد الغول، أن التحسن الذي طرأ على وضع مصانع الخياطة يتطلب ضخ المزيد من العمال المهرة في السوق لتلبية حاجة المصانع التي ازداد عددها مؤخراً.
وقال الغول لـ"الأيام": إن الغرفة التجارية في شمال غزة تعمل ومنذ فترة على تنفيذ مشروع لتدريب مهنة الخياطة يستهدف عشرات الشباب والشابات بتمويل من مؤسسة التعاون الألمانية "giz".
وأضاف الغول: إن الأعداد المتاحة من العمال المهرة في السوق لا تستطيع تغطية حاجة قطاع الخياطة والنسيج، خصوصاً أن جميعهم قد تقدموا بالسن ولم يعودوا قادرين على مجاراة المهنة.
وأوصى الغول الجهات المسؤولة، خصوصاً قطاع ومراكز التدريب المهني، بالاهتمام بتخريج أعداد كبيرة من عمال الخياطة المهرة.
وأشار الغول إلى أن عودة استئناف بعض المصانع لعملها بعد 15 عاماً من التوقف يتطلب الاهتمام بشكل أكبر بهذا القطاع وتأهيل العاملين فيه على الأقل.
ولفت إلى وجود رغبة قوية لدى المصانع في تخريج جيل جديد من الفنيين في مجال الخياطة، وهذا ما تسعى له الغرف التجارية بالتعاون مع مؤسسات أخرى.
وعزا الغول التحسن الطفيف في عمل قطاع النسيج إلى سماح الاحتلال بتصدير الملابس والتعاون مع شركات خارجية.
وأشار الغول إلى وجود إقبال شديد في أوساط الشباب لتعلم مهنة الخياطة.
ولفت إلى وجود توجه للمشاركة في معارض دولية متخصصة والتشبيك مع شركات ملابس ومصانع، ولكن ذلك مرتبط بحرية الحركة والتسهيلات على المعابر.
من جانبه، أشار زكي خليل رئيس نقابة عمال الغزل والنسيج إلى وجود اهتمام كبير وجهود حثيثة لتطوير قطاع النسيج.
وقال خليل لـ"الأيام": إن ذلك يتوقف بشكل أساسي على فتح المعابر وحرية التصدير والاستيراد، التي ستعيد الاعتبار لهذا القطاع الذي كان يشغل قبل انتفاضة الأقصى نحو أربعين ألف عامل في ألف مصنع تقريباً.
وشدد خليل، على ضرورة ضخ دماء من العمال المهرة في السوق لضمان تطور قطاع الخياطة ومواكبته للتطورات الجديدة التي قد تطرأ مع أي حل سياسي قادم.
وأكد أن قطاع الخياطة، تضرر بشكل كبير، نتيجة الوضع الاقتصادي السيئ، حيث أغلقت معظم المصانع بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض منذ بداية انتفاضة الأقصى.