بيت لحم-شبكة فلسطين الاخبارية-انطلاقا من مسؤولياتها تجاه المجتمع الفلسطيني، تنفذ جمعية بيت لحم العربية للتأهيل برنامجا خاصا للتمكين الاقتصادي للأشخاص ذوي الاعاقة لادماجهم في سوق العمل الفلسطيني، والتركيز على الصعوبات والتحديات التي تواجههم اتصالاً بالواقع الاقتصادي بشكل يساهم بتحقيق العدالة لهم في مجال تعزيز الفرص الاقتصادية لهم على أكثر من صعيد.
وفي هذا الاطار يقول مهران الطويل مدير برنامج التمكين الاقتصادي في جمعية بيت لحم العربية للتأهيل أن البرنامج يتسهدف الاشخاص ذوي الاعاقة في المجتمع الفلسطيني وتحديدا المهمشين منهم، ويهدف إلى تمكينهم واكسابهم المهارات المهنية الاكاديمية المختلفة لتحسين منافستهم والحصول على فرص عمل لائقة في سوق العمل الفلسطيني، ويالتالي تمكينهم العيش في حياة كريمة ومستقلة.
وأضاف الطويل في حديث مع شبكة PNN: "الاشخاص ذوي الاعاقة هم جزء من التنوع الطبيعي البشري الموجود في اي مجتمع والاعاقة ليست الصعوبة الحسية او الحركيةأو الذهنية الموجودة عند الفرد وانما هي التفاعل السلبي ما بين الصعوبة الموجودة عند الفرد وما بين بيئة مادية لا تأخذ بعين الاعتبار المتطلبات والاحتياجات المختلفة عند الفرد".
وأشار الطويل إلى أن البرنامج يحتوي على العديد من التدخلات سواء على المستوى الفردي او على مستوى المجتمع ككل، وتهدف التدخلات الفردية على تمكين الفرد ومساعدته لتحديد مساره المهني الذي يتلاءم مع ميوله وقدراته المهنية تمهيدا لاحقا لانخراطه في اطر تدريبية، كمراكز التدريب المهني ولاحقا تسهيل وصوله لفرص العمل في القطاع الخاص والعام.
وأضاف: "يتخذ البرنامج العديد من الاجسام الحكومية والغير الحكومية كالوزارات والبلديات والغرف التجارية من اجل الضغط لتنفيذ حقوق الاشخاص ذوي الاعاقة والارتقاء بالمنظومة الحقوقية والاخلاقية، للتواءم وتنسجم مع الاتفاقية الدولية للاشخاص ذوي الاعاقة بالاضافة إلى ان البرنامج يقدم الادوات المساعدة وقد واءم ويوائم الكثير من الاماكن العامة لتسهيل وصول الاشخاص ذوي الاعاقة للخدمات المختلفة في المجتمع".
أشخاص استفادوا من برنامج التمكين الاقتصادي:
بدورهم عبر عدد من الاشخاص ذوي الاعاقة من اولئك الذين استفادوا من برنامج التمكين الاقتصادي التابع للجمعية العربية للتاهيل ان البرنامج ساهم بتغيير حياتهم بشكل ايجابي ومهم .
وقال بلال الدبابسة من مدينة يطا وهو أحد المستفيدين من برنامج التمكين الاقتصادي، اكمل دراسته الابتدائية والثانوية في مدرسة الكرمل الثانوية ثم التحق بجامعة القدس المفتوحة تخصص تربية اسلامية يعاني من اعاقة بصرية بنسبة 70%.
يتحدث بلال عن العزيمة والارادة والايمان التي كانت محفزة له لان يتغلب على هذه الارادة فاكمل مسيرته التعليمية ولم توقف هذه الاعاقة احلامه وطموحاته، ويحلم الان بالحصول على وظيفة لاكمال حياته.
ويقول الدبابسة: "تعرفت على برنامج التمكين من خلال صديق لي في مدينة يطا وانتسبت في الجمعية وبدأت بحضور محاضرات ومن خلالها انتسب لبرنامج المشاريع الذي قدم لنا محاضرات عن كيفية فتح مشاريع خاصة والتخطيط لها وادارتها، وباشرت بالتخطيط لمشروع الملعب وفتح كافتيريا لخدمة المواطنين الموجودين في الملعب".
وأضاف: "في البداية قدموا لنا دورات تدريبية لنتمكن من فتح المشروع والسير في الخطوات الصحيحه وحضروا لنا الدعم المادي، واستطعنا احضار كافة مستلزمات الكافتيريا، كان هذا الموضوع ايجابي لي ولعائلتي في تحسين الوضع الاقتصادي ومليء وقت فراغي وانا بالنهاية اعمل واحضر عائد لاسرتي، وصاحب اي اعاقة يجب ان لا يستسلم و يسير في حياته بشكل طبيعي كأي شخص اخر دون أي عوائق".
بدوره، يقول محمد فطافطة 34 عاما وهو أيضا أحد المستفيدين من برنامج التمكين الاقتصادي انه يعاني من اعاقة في يده اليمنى بسبب اصابته طلق ناري من جيش الاحتلال، انه توظف في شركة يونيفيرسال ( الشركة العالمة لصناعة الفرشات) منذ عام من خلال البرنامج.
ويضيف فطافطة: "برنامج التمكين الاقتصادي بالجمعية العربية احد المشاريع التي كانت دفعة في حياتي، حيث استفدت من هذا الموضوع بالخبرة كما وقدم لي دفعة في الحياة وساهم بتحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي، حيث قدموا لي مساعدة في الموضوع الاداري والمالي من خلال اعطائي دورات من قبل مدربين ذو خبرة وكفاءة".
وأضاف: "كافة الكادر في التمكين الاقتصادي لم يقصروا معي، وجعلوني جزء منه واتمنى ان يبقوا على تواصل دائم لانهم كانوا سببا في احداث نقلة ممتازة و ان العمل معهم كان ممتمعا وغير حياتي للاحسن، واشكر الشركة العالمة لصناعة الفرشات واخص بالذكر اخي حسن لانه كان سبب اساسي لتوظيفي".
وطالب فطافطة جميع الشركات الالتزام بقانون ال 5% من الموظفين بالشركات من الاشخاص ذوي الاعاقة كحد ادنى للمساهمة في دمج ذوي الاعاقة في العمل لانهم غير عاجزين عن اداء اي وظيفة لان معظمهم الآن مؤهلين للعمل ويمكلوا شهادات عليا وخبرات راجيا من الشركات ان تعطيهم الفرصة وتتقبل وجودهم.
الشركات تثمن اداء الاشخاص ذوي الاعاقة
من جهته أشاد مدير دائرة ضبط الجودة والمواصفات في الشركة العالمية لصناعة الفرشات حسن نيروخ باداء الاشخاص ذوي الاعاقة العاملين بالشركة مشيرا الى انهم يتمتعون بعمل واداء مهني عالي.
وقال نيروخ ان الموظف محمد فطافطة شخص ناجح جدا وفي مجال عمليه حيث يعمل بوظيفة فاحص جودة مسؤول عن كافة الاقسام لملفات ضبط الجودة التي ساعدتنا في الحصول على شهادات الآيزو، محمد متجاوب صاحب ارادة قوية جدا الاعاقة لم تشكل له اي خلل أو تقصير ونفسيته عالية اتمنى أن يكون اصحاب الاعاقة جميعهم كمحمد.
يشار الى ان برنامج التمكين الاقتصادي بالجمعية العربية للتاهيل يستهدف جميع الاطر المختلفة كالبلديات والوزارات والعديد من المؤسسات المختلفة من اجل تغيير الثقافة النمطية السلبية الملاصقة للأشخاص ذوي الاعاقة والارتقاء بثقافة اخرى مفادها انهم اشخاص فاعلين منتجين قادرين لعى العمل والانتاج ولاانخراط في المجتمع كباقي افراد المجتمع.