الخليل-وفا- أوصى المجلس المحلي للتشغيل والتدريب في محافظة الخليل، في مؤتمره الأول للتشغيل والتدريب من أجل التنمية المستدامة والحد من البطالة، بضرورة دعم المجالس المحلية للتشغيل والتدريب ومكاتب التشغيل في وزارة العمل، لشح فرص العمل مقارنة بعدد الوافدين الجدد إلى سوق العمل.
وأكد المشاركون في المؤتمر الذي عقد، مساء اليوم الثلاثاء، أهمية الوقوف على احتياجات السوق المحلي واستحداث تخصصات وبرامج غير نمطية، وتوحيد وتنسيق جهود المؤسسات الدولية والمحلية العاملة في هذه المنظومة من حكومية وخاصة وأهلية، من خلال المجلس الأعلى للتدريب والتطوير المهني.
وعلى صعيد محور "واقع مؤسسات التعليم المهني والتقني وجودته" أوصى المؤتمرون بإعادة رسم سياسات التعليم في فلسطين لتتواءم مع سوق العمل، حيث نسب البطالة في صفوف الخريجين في ارتفاع مضطرد والمشكلة في تفاقم متسارع، مشددين على ضرورة تأسيس مراكز ومدارس تعليم وتدريب مهني وتقني لاستيعاب آلاف الطلبة الجدد ولحل مشكلة ضعف الطاقة الاستيعابية لما هو متوفر منها حاليا، وسدّ الفجوة بين العرض والطلب على التخصصات المهنية سيّما في المناطق التي تفتقر لذلك كجنوب الخليل.
وشددوا على ضرورة، مواكبة الطلب في سوق العمل واقبال الطلبة من خلال استحداث برامج تدريبية باستمرار كالتسويق الالكتروني واللحام والترجمة وصيانة الماكينات الصناعية وغيرها، والتركيز على تخصصات القطاع السياحي والزراعي والصحي والتكنولوجيا الحديثة ومراجعة توصيات الدراسات المتعلقة باحتياجات سوق العمل.
وعلى صعيد محور "دور الغرف التجارية ومؤسسات القطاع الخاص في التدريب والتشغيل"، أكد المشاركون أهمية التشجيع على الريادة والابداع وتأسيس الشركات الناشئة والتشغيل الذاتي ودعمه لخلق فرص عمل جديدة ومنحه بعض الحوافز، وكذلك تذليل بعض العقبات الإدارية والفنية والقانونية في هذا السياق، وتوفير قاعدة بيانات وطنية وما يلزم من دراسات ومعلومات تشكل مرجعا للرياديين والمستثمرين وتوجههم للقطاعات والأسواق الواعدة للعمل فيها، وتوعية وتشجيع القطاع الخاص ورجال الأعمال على الاستثمار في الرياديين والمشاريع الصغيرة، وتأسيس شبكة من المستثمرين الفلسطينيين في الوطن والشتات، وتعزيز التكاملية واقعاً بين القطاعات الثلاث (العام والخاص والأكاديمي) والاستفادة من قصص النجاح في هذا المجال.
وعلى صعيد محور "التعليم الريادي وحاضنات الأعمال" نوه المشاركون في المؤتمر، إلى أهمية دمج التعليم الريادي بالتعليم والتدريب المهني والتقني من خلال نموذج متكامل وتعاون كافة الأطراف ذات العلاقة، وتطوير كفاءات وقوى بشرية في هذا المجال قادرة على تحقيق الهدف المرجو من التعليم الريادي والتنمية المستدامة، ومعالجة بعض الثغرات في منظومة الريادة وتوفير حزمة متكاملة من الخدمات النوعية للرياديين كتلك المتعلقة بالتمويل والتسويق ووضع معايير للخدمات المقدّمة للوقوف على جودتها وتقييم مخرجاتها.
وعقب المؤتمر الذي عقد بعنوان "دور برامج التدريب والتشغيل في التنمية المستدامة والحد من البطالة" بالشراكة مع وزارتي العمل والتربية والتعليم، وبدعم من برنامج الاتحاد الأوروبي "دعم التعليم والتدريب المهني والتقني في فلسطين" الذي تنفذه المؤسسة الألمانية للتعاون الفني (GIZ)، وبمشاركة لفيف من المؤسسات الوطنية العامة والخاصة والأهلية ومحافظ الخليل كامل حميد، ونائبه مروان سلطان، ومدير عام التشغيل في وزارة العمل رامي مهداوي، ومدير عام التدريب المهني في الوزارة نضال عايش، وممثلون عن وزارة التربية والتعليم والمحافظة والتعاون الألماني ورؤساء ومدراء غرفة تجارة الخليل وشمال الخليل وجنوب الخليل والجامعات والكليات المهنية والمجالس المحلية للتشغيل في الخليل وبيت لحم ورام الله، واتحاد صناعة الحجر والرخام، ومدراء حاضنات الأعمال في جامعة بوليتكنك فلسطين، وغرفة تجارة الخليل، وبلدية الخليل، وخبراء في التدريب والتشغيل.
وبارك المؤتمر للقيادة الفلسطينية الحرة والشرعية، وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، وأعضاء المجلس الوطني انعقاد المجلس، الذي يعزز بانعقاده في هذه اللحظة التاريخية الفاصلة الصمود والتحدي لشعبنا الفلسطيني وقيادته الحكيمة، وحرصها على المحافظة على الموروث التاريخي لشعبنا ومؤسساته الوطنية الشامخة، والمحافظة على المصالح الاستراتيجية لهذا الشعب.