رام الله-أخبار المال والأعمال- نظم مركز التعليم المستمر في جامعة بيرزيت، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي، وجامعة الأزهر-غزة، وجامعة بوليتكنك فلسطين، وجامعة النجاح الوطنية، منتدى "آفاق الذكاء الاصطناعي: تطور منظومة التعليم العالي وتحديات مستقبل الأعمال"، في فندق الميلينيوم بمدينة رام الله، وتحت رعاية مجموعة بنك فلسطين وصندوق الاستثمار الفلسطيني.
وناقش المنتدى، أحدث التوجهات والابتكارات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي في المجال الأكاديمي والتعليمي مع استعراض كيفية تهيئة الطلبة والجامعات لمستقبل سريع التغير في سوق العمل.
وشارك في المنتدى، ممثلون عن مؤسسات أكاديمية وجهات حكومية، وشركات تكنولوجيا عالمية، إلى جانب خبراء دوليين في مجال الذكاء الاصطناعي عبر تقنية زوم.
وقال وزير التربية والتعليم العالي أمجد برهم، إن "الاحتلال قتل في غزة أكثر من 100 مواطن من الكوادر الأكاديمية والعلمية الفلسطينية البارزة على مستوى العالم، لكن عندما نتحدث عن التعليم داخل فلسطين فإننا نتحدث عن الإرادة الصلبة والجهد المتميز".
وأضاف: "استطعنا أن نعيد التعليم إلى القطاع بفضل الذكاء الاصطناعي، إذ إن هناك مئات الآلاف ينتظمون، وجامعات القطاع انتظم فيها أكثر من 80 ألف طالب من خلال التعليم الافتراضي".
وبين برهم أن التطور التكنولوجي من أهم الأدوات التعليمية على مستوى العالم، مطالبا بإدخال التكنولوجيا في التعليم لمواكبة التطور العالمي، لأننا نمتلك العقول المبدعة التي تطلع إلى بناء المستقبل.
بدوره، قال رئيس جامعة بيرزيت بالإنابة عاصم خليل، إن انعقاد هذا المنتدى يأتي في وقت حاسم يشهد فيه العالم ثورة رقمية شاملة، يتقدمها الذكاء الاصطناعي الذي بات أحد أعمدة الاقتصاد الرقمي العالمي.
وأضاف، أن الفعالية تكتسب أهمية خاصة، إذ إنها تناقش موضوعاً إستراتيجياً يؤثر في جميع مناحي حياتنا، من التعليم إلى سوق العمل، مروراً بالابتكار وريادة الأعمال.
وأردف، أن جامعة بيرزيت تواصل تعزيز دورها الريادي من خلال إطلاق برامج أكاديمية متقدمة، تُواكب التطورات العالمية وتلبي احتياجات سوق العمل المتغير. ومن بين هذه البرامج: برنامج الدكتوراه في علم الحاسوب، الذي يركز على الذكاء الاصطناعي وأنظمة البرمجيات، وبرنامج الماجستير في الأمن السيبراني، الذي يُعِدُّ مختصين قادرين على مواجهة التحديات الرقمية المتزايدة.
وطالب خليل بالعمل على توفير كل أشكال الدعم لأهلنا في غزة، سواء من خلال تعزيز الفرص التعليمية، أو توفير منصات للتكنولوجيا المتطورة التي تمكّنهم من الإبداع والتطوير رغم التحديات، لأن مستقبل التعليم في فلسطين لن يكتمل إلا بضمان تمكين كل أبناء شعبنا.
وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي أحدث تحولات جذرية في طبيعة التعليم والعمل والبحث العلمي، وعلينا كمؤسسات تعليمية أن نكون في طليعة المستجيبين لهذه التحولات، من خلال تطوير مناهجنا وبرامجنا الأكاديمية، وتعزيز قدرات كوادرنا الأكاديمية والإدارية، والاستثمار في بنية تحتية تكنولوجية متطورة.
وأكد أهمية التكامل بين القطاع الأكاديمي والقطاع الخاص، لتطوير حلول تكنولوجية مبتكرة تخدم احتياجات وطننا وتدفع عجلة التنمية، والخروج برؤية موحدة تعزز مستقبل التعليم العالي في فلسطين، وتسهم في تهيئة أجيال قادرة على قيادة التغيير وتحقيق التنمية المستدامة.
من ناحيته، قال مدير إدارة أعمال الأفراد في بنك فلسطين، سليم هودلي، إنه يمكن للذكاء الاصطناعي التأثير في جميع القطاعات، والمساعدة على تقديم المطلوب بشكل أسرع وأكثر تكاملية.
وأضاف، أن بنك فلسطين عمل على رقمنة خدماته والاستثمار في البنية التحتية لتبنّي الأفكار الريادية، والمساهمة في إقراض المشاريع المستدامة التي تُعنى بالتطور التكنولوجي.
إلى ذلك، قال مدير مركز التعليم المستمر في جامعة بيرزيت أسامة الميمي، إن المركز يسعى منذ تأسيسه إلى تعزيز الابتكار والتطوير وربط المعرفة الأكاديمية باحتياجات المجتمع.
وأضاف، أن المركز يعمل على عملية التعليم والتعلم، والريادة ودعم الرياديين ودعم المنشآت الصغيرة، وبناء القدرات المهنية لطلبة الجامعات والخرجين الجدد والعاملين في المؤسسات.
ولفت إلى أن الذكاء الاصطناعي له دور كبير في موضوع تطوير المجالات كافة، مشددا على ضرورة تبنّي سياسات تعليم جريئة تسائل المسلمات وتحتضن الذكاء الاصطناعي.
وتحدث البروفيسور جوجي جاغاناثان "V. Juggy Jagannathan" من جامعة وست فرجينيا في كلمة عبر تطبيق زوم عن مستقبل الذكاء الاصطناعي والآفاق التي يفتحها في مجالات التعليم والعمل والبحث العلمي، وكيفية توظيف هذه التقنية لإحداث تغيير إيجابي في عالمنا.
وتحدثت الجلسة الأولى عن الذكاء الاصطناعي ومستقبل التعليم العالي، وتناولت الجلسة الثانية خارطة طريق لتحول الجامعات نحو العصر الرقمي، والجلسة الثالثة ناقشت الاستخدام الأخلاقي والمسؤول للذكاء الاصطناعي، وتناولت الجلسة الرابعة موضوع "إعداد الطلبة لمستقبل الأعمال".
وتخلل المنتدى تكريم الرعاة والمؤسسات الشريكة.