بقلم: فياض فياض- مدير عام مجلس الزيتون الفلسطيني- مستشار في المجلس الدولي للزيتون
يتم التعامل مع الزيتون في العالم من حيث الري بأشكال مختلفة.. فمنه:
- البعلي الذي يعتمد على مياه الأمطار فقط، وهو الأقل انتاجية وهو المنتشر في غالبية أراضي الضفة الغربية.
- زيتون بعلي ولكن يكون هناك ري تكميلي في أشهر الصيف.
- زيتون مروي.
- زيتون مروي بزراعة مكثفة.
ما يعنينا في هذه المقالة، هو الزيتون البعلي، مع إمكانية الري التكميلي.
متى نبدأ بالري؟
ذلك مرتبط مع آخر مرة نزلت الأمطار وكميتها... ولكن لا ينصح بالري التكميلي قبل تصلب العجمة...لأننا لا نريد للعجمة أن تزيد حجمها وتزيد كمية الجفت... يعني أن بداية الري التكميلي هي في منتصف الشهر السابع "تموز".
كيف نروي؟
هناك طرق متعددة للري التكميلي:
- أفضلها وأكثرها استفادة وتوفيرا للمياه هو الري بالتنقيط.
- الري بواسطة البراميل...يحفر للبرميل حفرة بعمق 20-25 سم عن سطح التربة ويوضع البرميل في الحفرة بعد أن يكون قد تم ثقب بواسطة مسمار نمرة 10... ويطمر تراب حول الجزء تحت الأرض من البرميل ويتم تثبيته.
- حفر حفرة بعمق 30 سم على الجهة الشمالية من الشجرة بعيدا عن الساق ..
- الري بالغمر.
السؤال: أين يوضع البربيش أو البرميل أو مكان الغمر بالمياه؟
لا ينصح نهائيا ومطلقا أن يكون الماء على ساق الشجرة...لأن الجزء المقصود من عملية الري هو "الجذور الشعرية" ومكان الجذور الشعرية هي على أطراف الشجرة وعلى عمق 25-30 سم... لذلك ينصح بأن يكون مكان البربيش هو على بعد مناسب من الساق، تحت أطراف الشجرة... ورأيت أنا في مزرعة نموذجية في إحدى الدول أن البربيش قد دفن في الأرض على عمق 30 سم والبربيش من النوع الحلزوني ليس له عيون وإنما لولبي...لا يمكن أن تغلق الفتحات.. وعندما نقول أنه مدفون على عمق 30 سم... يعني أنه ليس على سطح التربة ولن يكون هناك أعشاب. وكذلك الأمر بالنسبة للبراميل، يجب أن تكون على أطراف الشجرة في مكان ثابت بعيدة عن الساق...وفي الحالة الأخيرة وهي الغمر... يجب علينا أن نعمل جورة حول الساق لكي لا تصل المياه إلى الساق... وتكون هناك حفرة للمياه بعيدة عن الساق.
ملاحظتان مهمتان جدا جدا بخصوص الري التكميلي:
- الأولى: الانتظام في الري التكميلي... يعني إذا قمنا بالري كل أسبوعين مرة واحدة ... يجب أن نلتزم خلال فترة الري بمرة كل أسبوعين وبنفس القدر من المياه ما أمكن.
- الثانية: هو ثبات مكان الري بالنسبة للشجرة.
علينا أن نعلم أن الشجرة تمتص الماء والغذاء من خلال الجذور الشعرية للشجرة.
علينا أن نعلم أن الجذور الشعرية هي بالضبط مثل ليفة الحمام أو الإسفنج... متى وصل الماء إلى طرف فإن الماء ينتشر في كافة الجذور الشعرية للشجرة.
علينا أن نعلم أن الجذور الشعرية لشجرة الزيتون منحها الله مجسات ربانية للبحث عن المياه ولمسافة تصل إلى 20 مترا .
علينا أن نعلم أنه عندما نثبت البربيش أو البرميل أو حفرة المياه في مكان ما، فإن الجذور الشعرية للشجرة ستبحث عنها وتجدها... وتتم عملية التغذية... إذا جاء الموعد للمرة الأخرى ولم نقم بالري للشجرة فإن هذه الجذور الشعرية التي تشكلت تحت ذلك المكان تفقد حيويتها إن لم تجد الماء.
أخوتنا المزارعين، من المشاكل الهامة بين الشرق والغرب أو بين زيتون الدول العربية ومنها فلسطين والدول المستوردة للزيت هي ما تسمى مشكلة "دلتا سفن" وسببها هو عطش الزيتون وطعم الخشب بسبب كبر حجم العجمة مقارنة مع اللب...في حالة الري التكميلي فإننا نتخلص من هذه المشكلة وإن كان في السنوات الأخيرة تم التفاهم على هذه القضية في المجلس الدولي للزيتون.
سؤال قبل الأخير: إلى متى يستمر الري التكميلي؟
قلنا إن البداية بعد اكتمال تصلب العجمة في منتصف الشهر السابع... ونستمر في الري التكميلي في الطريقة التي نرغب بها حتى الثلث الأخير من الشهر التاسع وهو أيلول...لأنه في الثلث الأخير من الشهر التاسع وتحديدا عندما نقول "صلب الصليب" ودخول الأعياد المسيحية تدخل ثمار الزيتون في مرحلة جديدة وهي "تحرر الزيت" عند ذلك ينصح بالتوقف عن الري التكميلي لأن ذلك سيؤثر على جودة الزيت من حيث كمية المواد البلفونية في الثمار.
آخر سؤال: ما هي الفوائد التي سنجنيها من الري التكميلي؟
- اذا تم الاستمرار في الري التكميلي فإنه وبعد السنة الثالثة من العملية لن يكون عند المزارع قضية المعاومة... سنة ماسية وسنة شلتونية أو سنة ماسية يتبعها سنتان شلتوني.
- في نفس الموسم وحسب دراسات علمية تطبيقية واعية تمت في المركز الفلسطيني للبحوث والتنمية الزراعية... فإن كل كوب ماء أعطي للمزرعة أعطى 3 كيلو زيت زيتون زيادة عن المعتاد.
نصيحة: باستطاعة كل من يتوفر لديه إمكانية الري التكميلي أن يقوم بذلك في هذا الأسبوع... وحتى عشرة أيام من الآن.