الخليل-أخبار المال والأعمال- اكتشفت شركة Eco-Bricks، حلا ذو إمكانات تصدير عالمية. وقد وجدت فكرة عملها، التي تتضمن مجموعة من مواد البناء عالية الأداء، نهجاً لمعالجة مشكلة بيئية محلية عن طريق تحويل النفايات إلى مورد قيم قابل للتدوير.
وأسس هذه الشركة الناشئة، التي تتخذ من الخليل مقرا لها، كل من: سعد ياسر جرادات، وعدي جرادات، وحنان جرادات. وكدليل على ابتكارها، تم تكريم شركة Eco-Bricks بالجائزة الثانية في النسخة الافتتاحية لعام 2021 لمسابقة فلسطين للابتكار في مجال التكنولوجيا النظيفة، والتي تنظمها منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية "اليونيدو" بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي ووزارة الاقتصاد الوطني.
ويتناول مقترح هذه الشركة الناشئة تحدياً ملحاً يؤثر بشكل كبير على صناعة الحجر والرخام الفلسطينية، وخاصة المحاجر الموجودة في المنطقة الشمالية من مدينة الخليل.
تعتبر هذه المحاجر أساسية للاقتصاد المحلي، مما يجعل هذه القضية وتأثيرها على البيئة ذو أهمية بالغة. وبسبب القيود المفروضة على استيراد المواد الكيميائية للتخلص من النفايات الحجرية، يواجه منتجو الرخام والحجر صعوبة في إدارة المخلفات الناتجة عن عمليات الإنتاج (الحمأة)، وهي منتج ثانوي لصناعة الحجر والرخام. كانت الممارسة التقليدية هي التخلص من هذه المياه في الأراضي المفتوحة، مما يؤدي إلى تلوث الحقول الزراعية ومصادر المياه الجوفية، إلا أن شركة Eco-Bricks للطوب البيئي قدمت نهجاً مستداماً لمواجهة هذا التحدي.
ويتمحور اقتراحها المبتكر حول تطوير مجموعة فريدة من الطوب مستغلة النفايات الحجرية (الحمأة) وتحويلها بشكل فعال من مادة ملوِّثة إلى مورد قيم. ومن خلال دمج هذه النفايات الحجرية في عملية تصنيع الطوب، لا تعالج الشركة المخاوف البيئية المرتبطة بالتخلص منها فحسب، بل تقدم أيضاً حلاً عملياً لقطاع البناء والتشييد.
يوفر الطوب المُصمَّم بواسطة Eco-Bricks العديد من المزايا. في المقام الأول، فإنه يقلل من الاعتماد على المواد الخام التقليدية عن طريق استخدام النفايات الحجرية (الحمأة) كبديل مستدام. وهذا لا يحافظ على الموارد الطبيعية الثمينة فحسب، بل يخفف أيضاً من التداعيات البيئية المرتبطة بتصنيع الطوب التقليدي. علاوةً على ذلك، يتميز الطوب الصديق للبيئة بقدرات عزل معززة وقوة هيكلية استثنائية، مما يجعله خياراً جذاباً لقطاع البناء والتشييد.
علاوة على ذلك، يعمل حل ECO-BRICKS بطريقة دائرية، مما يضمن إعادة التدوير الفعال للنفايات الحجرية (الحمأة) داخل الصناعة نفسها. وهذا يلغي الحاجة إلى طرق التخلص الخارجية وضمان عدم تلوث الأراضي الزراعية ومصادر المياه الجوفية. من خلال إغلاق الحلقة في مجرى النفايات هذا، تساهم ECO-BRICKS بنشاط في تعزيز صناعة الحجر والرخام الأكثر استدامة وصديقة للبيئة في فلسطين.
وخلال مشاركتها في مسابقة فلسطين للابتكار في مجال التكنولوجيا النظيفة، تلقت الشركة إرشاداً متخصصاً من خلال برنامج التسريع الذي استمر لمدة اثنتي عشر أسبوعاً، والذي قدم إرشادات أعمال شاملة ودعم فني لتحسين نموذج أعمال الشركة والتحقق من صحة حلولها. وقد حظيت القدرات التنافسية لشركة Eco-Bricks باعتراف لجنة التحكيم الدولية للمسابقة، مما أدى إلى حصولها على جائزة ثانية قدرها 25,000 يورو، بتمويل سخي من الاتحاد الأوروبي.
وساعد التقدير والدعم الذي حصلت عليه الشركة من خلال مسابقة فلسطين للابتكار في مجال التكنولوجيا النظيفة على تحسين عروضها. وقد أتاحت هذه الجائزة للشركة الناشئة التحقق من صحة نموذج أعمالها وتطوير واختبار مجموعة الطوب المبتكرة، مما يمهد الطريق لاعتمادها على نطاق أوسع في قطاع البناء والتشييد، ليس فقط في صناعة الحجر والرخام الفلسطينية، ولكن أيضاً في المنطقة.
كما نشطت اليونيدو في مساعدة Eco-Bricks على توسيع شراكاتها من خلال تسهيل التواصل مع المستثمرين المحليين والدوليين لتأمين التمويل لتطوير نموذج أولي متقدم يلبي متطلبات "كود" البناء الأخضر. وتجري الشركة الناشئة حالياً مناقشات مع صناديق المشاريع الإقليمية التي تستكشف إمكانية الاستثمار. علاوةً على ذلك، فهي تعمل على تطوير نظام لإدارة النفايات يستخدم الذكاء الاصطناعي. ويهدف هذا النظام إلى تزويد البلديات ببيانات قيمة حول إنتاج النفايات وجودتها، مما يتيح استراتيجيات فعالة لإدارة النفايات.
وتظهر جهود Eco-Bricks في تأمين الدعم، والامتثال للمعايير، واستكشاف فرص الاستثمار تصميمها على توسيع نطاق تأثيرها. فهي لا تساعد من خلال اتباعها نهجاً شاملاً على الحفاظ على البيئة فقط، وإنما تخلق أيضاً قيمة من المواد المهدورة، مما يدل على الإمكانات التي تتميز بها هذه الحلول القابلة للتدوير.
وشاركت الشركة في أيار/مايو الماضي، في عرض ابتكارها خلال اللقاء الإقليمي للاستثمار في التكنولوجيا النظيفة الذي نظمه مكتب "اليونيدو"-فلسطين، في العاصمة المصرية القاهرة، تحت عنوان "حلول التكنولوجيا النظيفة للتعافي المبكر وإعادة الإعمار في قطاع غزة والإنعاش الاقتصادي الأخضر في الضفة الغربية".
وهدف اللقاء إلى تعزيز فرص الاستثمار الجديدة للشركات الناشئة وتعزيز العلاقات التجارية داخل الشبكة الإقليمية الأوسع.