رام الله-أخبار المال والأعمال- قال وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إسحق سدر، إن خدمة الاتصالات والإنترنت ستتوقف بالكامل في قطاع غزة يوم الخميس المقبل، بسبب نفاد الوقود، ما سيساهم في تعميق الكارثة الإنسانية، لعدم قدرة المواطنين على التواصل مع خدمات الطوارئ والإغاثة والنجدة.
وأضاف سدر، خلال مؤتمر صحفي عُقد، اليوم الأحد، بمقر الوزارة بمدينة رام الله، بالتعاون مع شركات الاتصالات الخليوية والثابتة، حول التطورات الكارثية القادمة ومستقبل قطاع الاتصالات في القطاع بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أن الأمر سيؤثر في الاتصال بطواقم الدفاع المدني والهلال الأحمر فيما بينها ومع مراكزها، ما قد يتسبب بعدم القدرة على توجيه هذه الطواقم إلى أماكن الاستغاثة، ما يعني فقدان الكثير من الأرواح، وحرمان أهلنا في غزة بشكل متعمد من حقهم في الاتصال والتواصل، ولا سيما في ظل النزوح والقصف المستمر.
واعتبر هذه الأفعال مخالفة للقانون الدولي والحقوق الأساسية المنصوص عليها في الأعراف الدولية، وتلعب دورا في إخفاء جرائم الاحتلال، مشيرا إلى أن العدوان الغاشم على قطاع غزة طال كل شيء، بما في ذلك البنية التحتية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، محذرا من التداعيات والعواقب الناتجة عن ذلك الاستهداف.
وأضاف، أن الطواقم الفنية بذلت جهودا جبارة في الميدان، من أجل إصلاح الأعطال وإبقاء الخدمة مستمرة رغم العدوان المستمر والمخاطر المحيطة بهم، مشيرا إلى أن شركات الاتصالات تحولت من مبدأ تقديم خدمات الاتصالات والإنترنت إلى شركات تقوم بمبادرات وطنية وإنسانية ومجتمعية.
ونوه إلى أن سبعة من كوادر قطاع الاتصالات ارتقوا بعد أن عملوا بدوافع إنسانية ووطنية، وخاطروا بحياتهم طوعا، وببطولة تسجل لهم، بعد أن تركوا عوائلهم ولبوا نداء الواجب في ظل هذا الظرف الصعب، لضمان استمرار تقديم خدمات الاتصالات في القطاع.
وأردف: أن هذه الشركات قامت بإعادة جميع الخطوط المفصولة، وتم منح حزم إنترنت ومئات الملايين من الدقائق والرسائل المجانية لجميع مشتركيها في القطاع، إذ بلغت كلفتها أكثر من مليون شيقل بالرغم من حجم الدمار، والخسائر التي تكبدتها هذه الشركات أسوة بمقدرات أبناء شعبنا.
وتابع: "نحن اليوم أمام أزمة كبيرة في ظل نفاد الوقود بشكل كامل، فقد بدأت الشركات الفلسطينية تفقد عناصر رئيسة من الشبكة بشكل تدريجي، وذلك بسبب نفاد كميات الوقود اللازمة لتشغيل المولدات الكهربائية التي تزود محطات الشبكة، في ظل انقطاع التيار الكهربائي منذ اليوم الأول للعدوان على القطاع".
وطالب سدر كل المؤسسات الدولية، والاتحاد الدولي للاتصالات بشكل خاص، و"الأونروا"، والهلال الأحمر العربي، والصليب الأحمر، والجهات الحقوقية، والمنظمات الأهلية بالتدخل الفوري من أجل إدخال الوقود إلى قطاع غزة بدءا من اللحظة، لتمكين كل القطاعات الحيوية بما فيها الاتصالات من تقديم الخدمات إلى أهلنا في القطاع.
بدوره، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات الفلسطينية، عبد المجيد ملحم، إن المجموعة فقدت خمسة من أبنائها في القطاع وعددا من أفراد أسرهم.
وأضاف، أن شبكة الاتصالات في قطاع غزة مصممة وفق معايير قياسية من ناحية الحماية، للتعامل مع الظروف الصعبة والحروب، فكل موقع يتوفر له مسار اتصالات رئيس ومسارات بديلة ومصادر طاقة مختلفة، منها: المولدات الكهربائية، والطاقة الشمسية، لكن القصف العنيف ألحق أضرارا غير مسبوقة في الشبكة، ما أدى إلى توقف ما يقارب 65% من عناصر شبكات الاتصالات الرئيسة الأرضية والخليوية.
وأشار إلى أن الوقود اللازم لتشغيل المولدات المغذية للأبراج والمقاسم الطرفية والرئيسة على وشك النفاد، ما سيؤدي إلى فقدان عناصر رئيسة في الشبكة بدءا من يوم غد الإثنين.
وبين، أن المجموعة تعمل منذ بدء العدوان على إبقاء أهلنا في غزة على اتصال وتواصل مع مؤسسات الإغاثة والإسعاف والطوارئ والدفاع المدني، من خلال تقديم مئات الملايين من الدقائق والرسائل المجانية.
من جانبه، قال الرئيس التقني التنفيذي لشركة أوريدو نعيم نزال، إن الشركة قدمت الإجراءات والتسهيلات إلى أهلنا في القطاع، ومنها تقديم حزم اتصالات وإنترنت مجانية لأكثر من مرة، وإبقاء كل خطوط الفاتورة فعالة مع ما تقدمه من امتيازات دون طلب السداد، وإلغاء كل الشروط الخاصة بعمليات التحويل إلى المشتركين، وإزالة الرسوم كلها، فضلا عن تقديم حزم اتصال وإنترنت مجانية إلى الصحفيين، رغم حجم الدمار الذي لحق بالشبكة، منوها إلى أن أكثر من 70% من شبكة الشركة معطلة، علما أن حجم استخدام الشبكة زاد بشكل كبير، ويعتبر الأعلى منذ تأسيس الشركة.
وذكر أن الشبكة متصلة مع الخطوط الرئيسة المزوِّدة للقطاع، وأي خلل أو عطل فني في هذه الخطوط سيؤدي بالضرورة إلى تأثر خدمات الشبكة في القطاع.
وتابع نزال، أنه بسبب قطع التيار الكهربائي، وعدم توفر الوقود، لن تستطيع شركات الاتصال الاستمرار في تقديم الخدمة.
وناشد الهيئات والمؤسسات الدولية وكل من له علاقة، بالضغط من أجل إدخال الوقود إلى غزة بأسرع وقت ممكن.
من ناحيته، قال رئيس اتحاد شركات أنظمة المعلومات "بيتا" تامر برانسي، إن توفر خدمة الاتصالات أمر مهم، لأن المواطنين الذين بحاجة إلى مناشدة الطوارئ لن يتمكنوا من الاتصال بأي خدمة من خدمات الطوارئ عند انقطاع الاتصالات.
وقال برانسي، "إن البيئة العامة لقطاع الاتصالات والتكنولوجيا فيها ما يقارب 677 مدرسة، تضم 625 ألف طالب، و16 جامعة، يلتحق بها 222 ألف طالب، دُمرت بشكل كامل، و130 شركة، و6 حاضنات أعمال، كلها تعرضت لضرر كامل أو جزئي، وانقطع الاتصال بـ12 ألف مهندس منهم 5 آلاف مهندس يعملون في قطاع التكنولوجيا والاتصالات، وتلك الشركات توظف حوالي 2800 شخص"، منوها إلى أن الدخل في هذا القطاع مرتفع نسبيا بمعدل حوالي 1200 دولار للفرد، ما سيكون له أثر طويل الأمد في القطاع.