الرياض-أخبار المال والأعمال- قررت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو" خلال الدورة الخامسة والأربعين لليونسكو، المنعقدة في العاصمة السعودية الرياض، بتسجيل موقع أريحا القديمة/ تل السلطان على قائمة التراث العالمي.
ورحب رئيس دولة فلسطين، محمود عباس، الأحد، بقرار "اليونسكو" تسجيل موقع أريحا القديمة/ تل السلطان على قائمة التراث العالمي.
واعتبر القرار "أمرًا بالغ الأهمية ودليل على أصالة وتاريخ هذا الشعب الفلسطيني"، مؤكدا أن دولة فلسطين ستستمر في الحفاظ على هذا الموقع الفريد من نوعه للبشرية جمعاء.
وشكر الرئيس، باسم دولة وشعب فلسطين، المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده محمد بن سلمان، على استضافة لجنة التراث العالمي، كما شكر أعضاء اللجنة والأمانة العامة لليونسكو وكل الدول التي ساهمت في إدراج موقع تل السلطان على لائحة التراث العالمي.
وبهذه المناسبة، أعرب الرئيس عن تقديره الكبير للدور الذي قامت به جميع المؤسسات الفلسطينية في هذا الحدث الهام، كوزارة السياحة والآثار ووزارة الخارجية والمغتربين وبعثة فلسطين لدى اليونسكو.
ورحبت فعاليات ومؤسســـات فلسطينية، بقرار لجنة التراث العالمي التابعة لمنظـــمة الأمم المتحدة للتربية والعـلم والثقافة "اليونســكو"، بتسجيل موقع أريحا القـديمة/ تل الســـلطان على قائــمة التراث العالمي.
"الخارجية": إدراج أريحا القديمة على لائحة التراث العالمي اجماع على اصالة تراثنا الفلسطيني
قالت وزارة الخارجية والمغتربين، إن قرار لجنة التراث العالمي بإدراج مدينة أريحا القديمة/ تل السلطان على قائمة التراث العالمي لليونسكو، يؤكد القيمة العالمية الفريدة للموقع ولفلسطين بشكل عام، ويكشف عن الأصول التاريخية والجمالية والإثنولوجية والأنثروبولوجية للشعب الفلسطيني.
واعتبرت الخارجية القرار اثباتاً اضافياً على عمق وقدم الوجود الفلسطيني الأصيل في أرضه، واستمراره في البقاء عليها منذ أكثر من 10 الاف عام، وصدق الرواية الفلسطينية، وشهادة عالمية استثنائية على واحدة من أقدم المجتمعات التي أنشأت أول نظام اجتماعي واقتصادي وسياسي مجتمعي في العالم بالإضافة إلى أنه يمثل حقاً لدولة فلسطين العضو في منظمة اليونسكو في ممارسة سيادتها على اراضيها ومواقعها التراثية استناداً للمادة السادسة لاتفاقية الحفاظ على التراث العالمي للعام 1972.
وأكدت أهمية الحفاظ على مواقع التراث العالمي فيها من محاولات التخريب المتعمد الذي تتعرض له من قبل سلطات الاحتلال الاستعماري الاسرائيلي وادواته المختلفة التي تحاول طمس هذا التراث وتدميره وتشويه وتزوير التاريخ والرواية، وطالبت دول المجتمع الدولي واليونسكو بحماية فلسطين وشعبها.
وشكرت الدول الأعضاء في لجنة التراث العالمي التي ساهمت في تسجيل اريحا على لائحة اليونسكو وكافة الجهات الوطنية والدولية بما فيهم الخبراء.
معايعة: تل السلطان يمثل حضارة استثنائية لأول نموذج ناجح للاستقرار البشري
أكدت وزيرة السياحة والآثار رولا معايعة أهمية القرار، باعتبار الموقع جزءا اصيلا من التراث الفلسطيني المتنوع، ذو القيمة الإنسانية الاستثنائية، واهميته العالمية كأقدم مدينة محصنة في العالم، وكمثال نموذجي ناجح لرحلة الاستقرار البشري منذ العصر النطوفي، وبداية تدجين النباتات، والحيوانات، ونشوء الزراعة، ويستحق ان يكون أحد مواقع التراث العالمي.
وأشارت إلى التعاون الكبير مع كافة الجهات ذات العلاقة لتحقيق هذا الإنجاز، خاصة وزارة الخارجية وبعثة فلسطين لدى اليونسكو وايضا بلدية اريحا والخبراء المحليين والدوليين، وكل من شارك بإعداد ملف الترشيح.
وشكرت معايعة جميع الشركاء الدوليين والمحليين الذين ساهموا للوصول لهذا الانجاز، خاصة صندوق التراث العالمي الذي مول اعداد الدراسات التحضيرية للملف ومكتب اليونسكو في رام الله، واعتبرته ثمرة التعاون المشترك بين فلسطين والدول الصديقة والداعمة لهذا الانجاز.
"اللجنة الوطنية للتربية والثقافة": تسجيل أريحا القديمة في قائمة التراث العالمي إنجاز وطني هام
أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رئيس اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم علي زيدان أبو زهري، أن هذا التسجيل لموقع أريحا، هو أول تسجيل لدولة فلسطين على قائمة التراث العالمي، بينما كانت المواقع الأخرى هي على قائمة التراث المهدد بالخطر، وبالتالي فإن هذا التنوع في الملفات المقدمة للمنظمات الدولية، يعتبر إنجازا وإضافة لما تقوم به دولة فلسطين من توثيق وإعداد للملفات، وترتيب للأولويات الوطنية، ومواءمتها مع التطلعات الدولية والعالمية.
وأشاد أبو زهري بكافة الجهود الوطنية والعالمية التي بذلت في سبيل تسجيل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" لمدينة أريحا القديمة (تل السلطان) في قائمة التراث العالمي، والتي تساهم في تثبيت الحق الفلسطيني بتاريخه العريق والممتد لآلاف السنين لحماية الحقوق والمقدرات الحضارية لشعبنا الفلسطيني، خاصة في ظل ما يمارسه الاحتلال من عرقلة على الصعيد الدولي، وانتهاك وسرقة على المستوى المحلي.
وثمن كل الجهود العربية والمنظمات المتخصصة (الألكسو والإيسيسكو) ومواقف الدول الصديقة التي دعمت الملف الفلسطيني (أريحا القديمة) في تسجله على لائحة تراث اليونسكو.
"تل السلطان في سطور":
يمتلك موقع تل السلطان استراتيجية فريدة نابعة من موقعه القريب من عين السلطان، والتي تشكل أساس وجود مدينة أريحا، وبداية الحياة البشــــرية خلال الفترة الناطوفية قبل ظهور النـــباتات قبل حوالي 10500 عام.
ويعد موقع تل السلطان، أقدم مدينة زراعية مسوّرة في العالم، ويمتد تاريخها لأكثر من 8 آلاف عام، وتمثل نموذجا معماريا فريدا في العصور القديمة.
وتتمثل الأهمية العالمية الاستثنائية لأريحا القديمة (تل السلطان) كونها من أقدم المدن المحصنة في العالم تعود إلى العصر الحجري الحديث (8350 ـ 7000 ق.م)، ففي تلك الفترة كانت المدينة محصنة بسور دفاعي ضخم وبرج دائري (قطره 9م وارتفاعه حوالي 8م)، وخندق مقطوع في الصخر (بعمق 3م، وعرض 8م)، ويحتوي البرج على مدخل وبهو مسقوف ودرج داخلي يتكون من 22 درجة يقود إلى قمة البرج (وهو أقدم درج مبني في العالم)".
ويقع تل السلطان في الجزء السفلي من سهل وادي الأردن على بعد 10 كلم إلى الشمال من البحر الميت، و2 كلم شمال مركز مدينة أريحا، ويقع 250م تحت مستوى سطح البحر وبالتالي أريحا القديمة هي أخفض وأقدم مدينة في العالم تمثل تاريخا حضاريا مميزا على مدى عشرة آلاف عام.
ويحتوي تل السلطان على 29 طبقة لحضارات قديمة ومبانٍ معمارية مهمة، منها المبنى الدائري "البرج"، الذي يعتبر منجزا معماريا فريدا، ويضم درَجا داخليا منحوتا من الحجر، وممرا بعرض 3 أمتار، وتم تشييد سور يحيط بالمدينة وخندق بعمق 3 أمتار، وتحتضن المدينة نظاما اجتماعيا واقتصاديا مزدهرا.
وزارة السياحة والآثار، كانت قد أعدت ملفا تراثيا فلسطينيا لتل السلطان، بالتعاون مع خبراء من وزارة السياحة، وآخرين فلسطينيين ودوليين، وقدمته عبر وزارة الخارجية وشؤون المغتربين إلى اليونسكو للتسجيل.
وكان أول موقع فلسطيني يتم تسجيله في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، هو البلدة القديمة وأسوار القدس، وذلك من قبل المملكة الأردنية الهاشمية في عام 1982.
وفي السنوات التالية، بالتحديد مع إنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية، تم تسجيل العديد من المواقع المهمة في قائمة التراث العالمي، ومنها كنيسة المهد ومسار الحجاج عام 2012، وفلسطين أرض الزيتون والعنب عام 2014، والمشهد الثقافي لمدرجات جنوب القدس- بتير، في العام ذاته، تم تسجيل البلدة القديمة في الخليل في عام 2017، وأخيرا تم إدراج التطريز فنا فلسطينيّا على قوائم "اليونسكو" للتراث الثقافيّ العالميّ عام 2021.
وفي الثاني عشر من الشهر الجاري، تبنت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو" خلال الدورة الخامسة والأربعين لليونسكو، المنعقدة في العاصمة السعودية الرياض، مشروع قرار حول البلدة القديمة للقدس وأسوارها، يؤكد القرارات السابقة للجنة، وإبقاء وضع البلدة القديمة للقدس وأسوارها على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر، إضافة إلى قرار الخليل، وبتير.