غزة-أخبار المال والأعمال- اتجهت شريحة واسعة من مزارعي قطاع غزة، خصوصا مزارعي محافظة شمال غزة، لزيادة المساحات المزروعة بالذرة مع تزايد الطلب عليها خلال السنوات الأخيرة، بعد أن أدخلها الطهاة وأصحاب المطاعم في أنواع كثيرة من الأطعمة.
وأسهمت الأكشاك التجارية المنتشرة بكثرة في القطاع، وبشكل خاص على الشاطئ في زيادة استهلاكها، بعد أن أصبحت الوجبة الأساسية التي يتم تقديمها إلى الزبائن.
وأكد مسؤول دائرة الخضار في وزارة الزراعة بغزة محمد قنديل، أن زيادة ملحوظة طرأت على المساحات المزروعة بالذرة في القطاع العام الحالي، والتي وصلت العام الماضي إلى 3350 دونما انتجت نحو عشرة آلاف طن.
وقال قنديل لصحيفة "الأيام"، إن العام الحالي سيشهد طفرة كبيرة في المساحات المزروعة والإنتاج، سيما مع استيراد الوزارة لنوعيات جديدة من بذور الذرة تتحمل التغيرات المناخية، وتزرع في كل الأوقات، مبينا أن موسم زراعة الذرة مع هذا التطور لم يعد يقتصر على الفترة التقليدية الواقعة في شهر شباط بل يتم زراعتها في فصلي الصيف والخريف.
وأشار الى أن عددا من التجار أقدموا مؤخراً على تجميد الذرة لاستخدامها في أوقات وأشهر يكثر الطلب عليها، خصوصا في شهر رمضان، وكذلك في أشهر الصيف التي تشهد زيادة ملحوظة في أعداد بائعيها بأشكال تسويقية مختلفة.
ولفت قنديل إلى أن الأشكال التسويقية للذرة تغيرت كثيرا خلال السنوات الأخيرة وأصبحت تدخل في الكثير من الوجبات الغذائية، كالوجبات السريعة في المطاعم والأكشاك والاستراحات البحرية التي تنشط من الآن وحتى نهاية فصل الصيف.
وقال قنديل إنه ومع هذا التوسع في زراعتها ستصبح متوفرة طيلة العام، وسيتم تقليص الكميات التي يتم استيرادها من إسرائيل، مبينا أن نصف الكميات المزروعة بالذرة في القطاع تزرع في محافظة شمال غزة.
من جانبه، قال المزارع محمد الرحل إنه اتجه لزراعة وضمان مساحات واسعة من الذرة على حساب أنواع أخرى من المزروعات وخصوصا الفراولة بسبب الطلب الكبير عليها مؤخرا.
وأوضح الرحل لـ"الأيام"، أن الجميع هنّا في محافظة شمال غزة يريد زراعة الذرة، بعد ان أصبحت جدواها الاقتصادية أفضل كثيرا من غيرها من الأصناف، خصوصا بعد الخسارة الكبيرة التي تكبدها مزارعو التوت الأرضي هذا العام.
وقال الرحل إن السوق تستوعب جميع الكميات التي يتم انتاجها، بعد ان أصبحت تقدم منتجات الذرة بأشكال مختلفة، وعلى حساب أصناف كثيرة من الفواكه والوجبات السريعة.
وأشار الرحل إلى وجود سباق بين التجار لضمان الأراضي المزروعة، بعد الأرباح الملحوظة التي حققوها العام الماضي.
ولفت الى أن التوسع في زراعة الذرة سيوفر كميات كبيرة من الأطعمة، أيضا، للمواشي، سيما وأن الكثير من المربين يفضلون أشتال الذرة في إطعام الحيوانات نظرا لقيمتها الغذائية العالية وسعرها المنخفض نسبيا عن الأصناف الأخرى المستوردة.
المصدر: الأيام