واشنطن-أخبار المال والأعمال- انخفضت المؤشرات الرئيسة في وول ستريت عند الافتتاح أمس، إذ جدد اضطراب في بنك كريدي سويس المخاوف من أزمة مصرفية، في حين أبقت بيانات اقتصادية أمريكية الآمال على تحرك السياسة النقدية بحدة أقل من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل. وبحسب "رويترز"، تراجع مؤشر داو جونز الصناعي 395.53 نقطة بما يعادل 1.23 في المائة إلى 31759.87 نقطة. وانخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بواقع 42.55 نقطة أو 1.09 في المائة إلى 3876.74 نقطة، في حين نزل مؤشر ناسداك المجمع 136.98 نقطة بنحو 1.20 في المائة إلى 11291.17 نقطة.
وتراجعت أسهم بنك كريدي سويس بنحو 30 في المائة أمس بعد أن قال أكبر مساهميه "إنه لا يمكن تقديم مزيد من الدعم له"، ما دفع رئيسه التنفيذي إلى تقديم ضمانات جديدة بشأن قوة البنك المالية.
وتراجعت أسم بنك كريدي سويس، الذي يسعى إلى التعافي من فضائح قوضت ثقة المستثمرين والعملاء به، بنحو 24 في المائة عند الإغلاق أمس بعد انخفاضها بنحو 30 في المائة في وقت سابق.
وفي إشارة إلى متابعة السلطات التنظيمية لتطورات الموقف، تواصل مسؤولون في البنك المركزي الأوروبي مع المقرضين الذين يشرف عليهم البنك للاستفسار عن الوضع المالي لـ"كريدي سويس"، حسبما قال مصدر مطلع لـ"رويترز"، مؤكدا تقرير "وول ستريت جورنال".
وأدى الانخفاض في القيمة السوقية لبنك كريدي سويس إلى تحرك إليزابيث بورن رئيسة الوزراء الفرنسية، مشيرة إلى أن برونو لو مير وزير المالية سيتحدث مع نظيره السويسري بشأن البنك.
وقالت بورن أمام مجلس الشيوخ الفرنسي "الأمر متروك للسلطات السويسرية للتعامل مع وضع كريدي سويس". وتحرك أولريش كورنر، الرئيس التنفيذي لبنك كريدي سويس، لتهدئة الموقف، قائلا "إن السيولة الموجودة في البنك لا تزال قوية وتتجاوز جميع متطلبات الجهات التنظيمية". وكان كورنر قد قال في وقت سابق من هذا الأسبوع، "إن متوسط معدل تغطية السيولة في كريدي سويس بلغ 150 في المائة خلال الربع الأول من هذا العام".
وامتنع البنك الوطني السويسري "البنك المركزي" عن التعليق على تراجع أسهم "كريدي سويس".
ونشر بنك كريدي سويس أمس الأول تقريره السنوي لعام 2022 قائلا "إنه رصد نقاط ضعف جوهرية في الضوابط على التقارير المالية، ولم يستطع بعد وقف خروج أموال العملاء".
وشهد بنك كريدي سويس، وهو ثاني أكبر بنك في سويسرا، خروج أكثر من 110 مليارات فرنك سويسري "120 مليار دولار" من أموال العملاء خلال الربع الأخير من العام.
وقال محللو "إكسان"، "إنهم يرون أن خطة إنقاذ من قبل البنك الوطني السويسري والهيئة التنظيمية المالية في سويسرا (فينما)، إلى جانب بنك آخر أو أكثر من البنوك الأخرى، هي السيناريو الأكثر ترجيحا بالنسبة إلى بنك كريدي سويس".
ومن بين أكبر البنوك الأوروبية الخاسرة أمس كان المقرض الفرنسي "سوسيتيه جنرال" الذي انخفض 12 في المائة و"بي.إن.بي باريبا" الذي تراجع 9 في المائة.
وقال رالف هامرز، الرئيس التنفيذي لبنك يو.بي.إس السويسري، في مؤتمر نظمته شركة مورجان ستانلي أمس، "إن بنكه استفاد من الاضطراب الذي شهدته السوق أخيرا وشهد تدفقات مالية".
وأضاف "في اليومين الماضيين، شهدنا تدفقات مالية كما توقعتم. من الواضح أنها رحلة إلى بر الأمان من هذا المنظور، لكنني أعتقد أن ثلاثة أيام لا تكفي لإصدار حكم".
وارتفعت تكلفة تأمين سندات البنك ضد التخلف عن السداد. واتسعت مبادلات التخلف عن سداد الائتمان لأجل خمسة أعوام على ديون "كريدي سويس" إلى 574 نقطة أساس من 549 نقطة أساس عند الإغلاق الأخير بناء على بيانات من وكالة إس آند بي جلوبال ماركت إنتليجنس، وهو رقم لم يحدث من قبل.
من جهة أخرى، شهدت الأسهم الأوروبية أسوأ يوم لها منذ أكثر من عام أمس حيث استؤنفت عمليات البيع في أسهم البنوك بعد تجدد مخاوف المستثمرين بشأن الضغوط داخل القطاع، مع انخفاض "كريدي سويس" إلى مستوى قياسي جديد.
وهبط مؤشر ستوكس 600 الأوروبي 3 في المائة مع انخفاض قطاع البنوك 7.1 في المائة.
وهوت أسهم أكبر بائع تجزئة للأزياء في العالم "إنديتكس" المالكة للعلامة التجارية "زارا" بنحو 4.6 في المائة عند بدء الجلسة. وسجلت الشركة زيادة 27 في المائة في صافي أرباحها لعام 2022.
وأعلنت ثاني أكبر بائع تجزئة للأزياء في العالم "إتش آند إم" زيادة صافي مبيعاتها 12 في المائة في الفترة من كانون الأول (ديسمبر) إلى شباط (فبراير)، لكن المحللين قالوا إن النتائج كانت "مخيبة للآمال إلى حد ما". وهوت أسهم الشركة أيضا بأكثر من 8 في المائة.
وفي آسيا، أغلقت أسهم البنوك اليابانية على ارتفاع أمس، ما ساعد مؤشر نيكاي على إنهاء سلسلة خسائر استمرت ثلاثة أيام متتالية، إذ استعادت الأسواق بعض الهدوء بعد أن هدأت مخاوف المستثمرين من تسرب تداعيات انهيار بنك سيليكون فالي.
وارتفع مؤشر البنوك في بورصة طوكيو 3.3 في المائة بقيادة أسهم بنكي سوروجا وشيمان اللذين ارتفع كل منهما بأكثر من 5 في المائة.
وكان أداء المؤشر خلال الجلسة متقلبا، لكنه تعافى في آخر 15 دقيقة من التداول ليغلق عند 27229.48 نقطة. وكان المؤشر قد تراجع على مدى الأيام الثلاثة الماضية 5 في المائة تقريبا. وارتفع مؤشر توبكس الأوسع نطاقا، الذي يتأثر بشكل أكبر بأسهم البنوك، 0.7 في المائة إلى 1960.12 نقطة.
إلى ذلك، تخلت معظم أسواق الأسهم في الخليج عن مكاسبها في التعاملات المبكرة لتغلق على انخفاض أمس بسبب قلق الأسواق العالمية إزاء بنك كريدي سويس.
وواصلت أسهم القطاع المصرفي التي تعرضت لضربة بعد انهيار بنك سيليكون فالي خسائرها مع فقد سهم بنك كريدي سويس نحو ربع قيمته لينخفض إلى أدنى مستوياته على الإطلاق.
وتراجع المؤشر القطري 1 في المائة مع هبوط معظم الأسهم المدرجة فيه، بما في ذلك سهم بنك قطر الدولي الإسلامي الذي انخفض 5.8 في المائة.
وهبط مؤشر بورصة أبوظبي 0.7 في المائة إلى مستوى 9525 نقطة.
وأغلق مؤشر دبي على ارتفاع قدره 0.2 في المائة منهيا ست جلسات من الخسائر لكنه قلص المكاسب بعد أن كان قد صعد بأكثر من 1 في المائة في التعاملات المبكرة.
وتراجع مؤشر البحرين 0.4 في المائة إلى 1898 نقطة. وانخفض مؤشر مسقط 0.6 في المائة ليغلق عند 4898 نقطة. وارتفع مؤشر الكويت 0.9 في المائة ليبلغ 7899 نقطة. وفي القاهرة، هبط المؤشر الرئيس للبورصة المصرية 4.2 في المائة ليغلق عند 14724 نقطة مع خسارة سهم المجموعة المالية "هيرمس" بأكثر من 12 في المائة.
Publishing Date