غزة-أخبار المال والأعمال- للمرة الأولى منذ أكثر من عقدين، يشهد محصول الحمضيات في قطاع غزة غزارة في الإنتاج عكستها وفرة أصناف متنوعة في الأسواق بأسعار متدنية، ما دفع وزارة الزراعة بغزة الى رفض منح اذونات للتجار لاستيراد الحمضيات من السوق الإسرائيلية كما جرت العادة في مثل هذه الأوقات من كل عام، وتحديدا بعد منتصف شهر كانون الثاني الذي يشهد شح المعروض من الحمضيات المحلية.
ويحول الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، وقرار الاحتلال بمنع إخراج الحمضيات من القطاع للتسويق في الضفة الغربية أو للتصدير الخارجي للدول الأوروبية والعربية دون حل مشكلة الفائض غير المسبوقة في كميات الإنتاج لبعض أصناف الحمضيات، خصوصا الأصناف سهلة التقشير التي لا تزال تباع بأسعار لا تتجاوز شيكلا ونصف الشيقل للكيلو الواحد، كصنف "الكلمنتينا" والليمون.
وقال المتحدث باسم وزارة الزراعة بغزة أدهم البسيوني، إن رفض الاحتلال السماح بتسويق الحمضيات في الضفة وتصديرها للخارج أسهم في انخفاض أسعارها، وتوفرها بكميات كبيرة في أسواق القطاع حتى الآن.
وأشار البسيوني في حديث لصحيفة "الأيام"، إلى وجود وفرة كبيرة تفوق حاجة سكان القطاع من أصناف متعددة من الحمضيات، وخصوصاً "الكلمنتينا" و"المخال" و"أبو صرة" والليمون، ما أدى إلى انخفاض أسعارها لعدم وجود أي حلول بديلة كالتسويق الخارجي أو شحنها للضفة.
وأوضح البسيوني أن وزارة الزراعة لن تسمح باستيراد الحمضيات من الأسواق الخارجية، خصوصاً السوق الإسرائيلية، طالما توفر الإنتاج المحلي بهذه الكميات، مبينا أن طواقم الوزارة تراقب الأسواق يومياً للتأكد من وضع المنتوج المحلي قبل إقدامها على أي خطوة في هذا الاتجاه، مشيرا إلى أنها المرة الأولى التي يتأخر ضخ إنتاج الحمضيات المحلية في الأسواق، بسبب إنتاج غير مسبوق تجاوز 45 ألف طن من مختلف الأصناف.
وأوضح البسيوني أن إنتاج الحمضيات بشكل عام بات يغطي أكثر من 70% من حاجة السكان، وهي نسبة غير مسبوقة خلال السنوات الماضية، بعد أن امتدت المساحات المزروعة إلى مستوى قياسي بلغ نحو 19 ألف دونم.
وقال البسيوني إن محصول الحمضيات تعافى بشكل كبير جدا بعد الدمار الذي حل به عقب حربي 2008 و2014، اللتين شهدتا تدمير مساحات واسعة من بيارات ومزارع الحمضيات في شمال وشرق قطاع غزة، حيث يتركز معظم زراعتها فضلاً عن إدخال تقنيات جديدة في الزراعة أسهمت في زيادة إنتاج الشجر.
وتوقع البسيوني أن يستمر توفر المنتج المحلي في الأسواق خلال الأيام القادمة، في ظل إحجام الكثيرين من أصحاب المزارع عن القطف حالياً بسبب تدني الأسعار.
المصدر: صحيفة الأيام