لندن (رويترز) - انخفض سعر النفط يوم الجمعة مع فرض الصين إجراءات إغلاق جديدة لمكافحة كوفيد-19 وارتفاع أسعار المستهلكين الأمريكيين أكثر من المتوقع، لكن أسعار الخام لا تزال في طريقها لتحقيق مكاسب أسبوعية أخرى بسبب الطلب القوي على الوقود في الولايات المتحدة.
وتراجع خام برنت 90 سنتا أو 0.7 بالمئة إلى 122.17 بحلول الساعة 1333 بتوقيت جرينتش، كما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 84 سنتا أو 0.7 بالمئة إلى 120.67 دولار للبرميل.
ومع ارتفاع الأسعار بشكل عام في الشهرين الماضيين، يتجه خام برنت لتحقيق مكاسب للأسبوع الرابع على التوالي، والخام الأمريكي للأسبوع السابع على التوالي.
وقال جيفري هالي، كبير محللي السوق في واندا "استمر النفط في التراجع في آسيا، مدفوعا بمخاوف التباطؤ في الصين بعد الإعلان عن توسيع نطاق فحوص كوفيد الجماعية لشنغهاي في مطلع الأسبوع".
وزادت واردات الصين من النفط الخام في مايو أيار 12 بالمئة تقريبا عنها قبل عام.
وقال كارستن فريتش المحلل في كومرتس بنك "هذا لا يشير إلى أن الطلب على النفط يرتفع. وإنما من المرجح أن تكون الصين قد تصرفت بشكل انتهازي، حيث اشترت النفط الخام من روسيا بسعر أقل بكثير من مستوى السوق العالمية من أجل تجديد مخزوناتها"..
وتعرضت الأسعار لضغوط أيضا بعد تقرير مؤشر أسعار المستهلكين الصادر عن وزارة العمل الأمريكية.
وتسارعت أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة في مايو أيار حيث سجلت أسعار البنزين مستوى قياسيا وارتفعت تكلفة الخدمات بشكل أكبر، مما يشير إلى أن مجلس الاحتياطي الاتحادي قد يواصل رفع أسعار الفائدة لمكافحة التضخم.
وأدت ذروة الطلب على الوقود في الصيف في الولايات المتحدة إلى دفع البنزين إلى ما يقرب من خمسة دولارات للجالون.
وقال محللون في فيتش سلوشنز "يشهد موسم الصيف الذي تزيد فيه معدلات قيادة السيارات في الولايات المتحدة ارتفاعات قياسية في استهلاك البنزين والديزل".
كانت أسعار النفط قد تلقت دعما في وقت سابق من مخاوف من تعطل محتمل في الإمدادات في أوروبا وأفريقيا.
وقال مهندسان نفطيان بحقل السرير النفطي في ليبيا يوم الجمعة إن إنتاج الحقل انخفض بعد إغلاق ميناءي رأس لانوف والسدر ومع تهديد من إحدى الجماعات بإغلاق ميناء الحريقة. كما بدا أن احتمالات التوصل لاتفاق نووي مع إيران ورفع العقوبات الأمريكية المفروضة على قطاع النفط فيها تتراجع مما دعم زيادة أسعار النفط.
وقال رافائيل جروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران وجهت يوم الخميس ضربة شبه قاصمة إلى فرص إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بعد أن بدأت في إزالة جميع معدات المراقبة التي وضعتها الوكالة بموجب الاتفاق.
وقال محللون في (بي.سي.إيه ريسيرتش) "التوافق الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وإيران سيسمح بعودة مليون برميل من صادرات الخام الإيراني يوميا للأسواق العالمية وبالتالي سيسمح لأسعار النفط العالمية بالتقاط الأنفاس".