رام الله-أخبار المال والأعمال- أصدر معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطيني (ماس) العدد الـ (25) من نشرة الأمن الغذائي، وهو الإصدار الثاني لعام 2021. تهدف النشرة لتتبع تطورات القطاع وذلك لدعم صانعي القرار والمؤسسات العاملة في مجال تطوير وتمكين قطاع الأمن الغذائي من خلال استعراض مؤشرات الأمن الغذائي بشكل نصف سنوي بالإضافة إلى زيادة المعرفة بقضايا ومفاهيم الأمن الغذائي وسط جمهور واسع وبشكل نصف سنوي. يركز هذا العدد على نتائج مسوح الأمن الغذائي للعام 2020 الصادر عن معهد ماس وبالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي (WFP) ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO)، والذي بدوره يسلط الضوء على تدهور مستويات الأمن الغذائي بين عامي 2018 و2020 في الأراضي الفلسطينية المحتلة، خاصة في قطاع غزة.
تبدأ النشرة باستعراض نتائج تقرير مسوح الظروف الاجتماعية والاقتصادية والأمن الغذائي للعام 2020 (SEFsec) الذي أصدره المعهد في كانون الأول 2021. يحذر التقرير من تدهور أوضاع الأمن الغذائي في الضفة الغربية وقطاع عزة حيث يشير إلى أن عدد الأسر الآمنة غذائياً في العام 2020 كان أقل من نصف عدد الأسر الفلسطينية، مع وجود فروقات شاسعة بين الضفة الغربية وقطاع غزة. كما تعكس نتائج التقرير تدهور مؤشرات الأمن الغذائي بين عامي 2018 و2020.
تنتقل النشرة لمناقشة تبعات قرار الحكومة الهولندية وقف تمويلها للاتحاد الفلسطيني للجان العمل الزراعي (UAWC) والذي يعد أكبر مؤسسة أهلية تعنى بتنمية قطاع الزراعة في فلسطين. القرار بدوره يعرض الاتحاد لمخاطر مالية كون الحكومة الهولندية الداعم الرئيسي له منذ العام 2013، وقد جاء استجابة لإعلان الحكومة الإسرائيلية المضلل بأن للاتحاد وعدد من المؤسسات الأهلية والحقوقية علاقات بفصائل فلسطينية أعضاء في م.ت.ف. تصنفها إسرائيل على أنها معادية.
تستعرض النشرة أيضاً النتائج التي توصل إليه تقرير إقليمي حول الأمن الغذائي والتغذية في الشرق الأدنى وشمال إفريقيا أعدته الفاو. يكشف التقرير أن الدول العربية لا تزال بعيدة عن مسار تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالجوع والتغذية حيث استمرت مستويات الجوع في الارتفاع منذ عام 2014.
كما تستعرض النشرة الحالية آخر تطورات أسعار المواد الغذائية عالميا وفلسطينيا، مع تحليل مقارن للتغييرات التي طرأت عليها خلال الفترة التي تغطيها النشرة (النصف الثاني من 2021)، أي قبل اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية. لكن حتى قبل تلك الأزمة التي تلقى بظلالها على الأمن الغذائي العالمي وخاصة للدول الفقيرة، توثق النشرة قفزة أسعار الغذاء العالمية بنسبة 28% نهاية العام 2021 مقارنة بعام 2020 لتصل إلى أعلى مستوى لها منذ عقد. في الختام، يبحث القسم المخصص لمراجعة الأدبيات في عدد من أهم الدراسات التي تم إصدارها محلياً وعالمياً في النصف الثاني من العام الماضي والتي تتعلق في الأمن الغذائي.