مصممة أزياء فلسطينية تعيد إحياء "فن التطريز"

Publishing Date
تصوير "شينخوا"

بيت لحم (شينخوا)- بعد أعوام عديدة من العمل الشاق والجاد تمكنت مصممة الأزياء الفلسطينية خولة الطويل، من بيت لحم جنوب الضفة الغربية من ترك بصمة مميزة في صنع الملابس النسائية بالمزج بين الموديلات الحديثة والتراث الفلسطيني باستخدام "فن التطريز".

وتنشغل الطويل لساعات مع مجموعة من العاملات يوميا بتصميم وإنتاج الملابس داخل متجرها الذي تحول إلى واحة جذابة يضم تشكيلة واسعة من الملابس المطرزة بألوان زاهية.

وعملت الطويل البالغة من العمر (44 عامًا)، وهي أم لثلاثة أطفال، على مدار 20 عامًا في تصميم العديد من أزياء الموضة الحديثة مع شركات فلسطينية، قبل أن تراودها الفكرة عندما شاهدت امرأة فلسطينية مسنة ترتدي فستانًا فلسطينيًا مطرزًا بشكل إبداعي وكأنه لوحة جمالية مرسومة، حينها قررت "تصميم وإنتاج أول مجموعة أزياء".

وتضيف الطويل بينما غص متجرها بالزبائن لوكالة أنباء ((شينخوا)) "لم يكن الأمر سهلاً في البداية (..) حيث احتاج المشروع إلى قدر كبير من الوقت والجهد، خاصة أنها كانت بمفردها ولم تلق أي مساعدة أو دعم".

وتضيف "لقد كان تحد كبير وخوف من الفشل في البداية، لكنني تمكنت من تجاوز كل المعيقات والمضي قدما لتحقيق هذا الحلم".

1


ومن أجل السير قدما نحو حلمها، قررت الطويل التخلي عن وظيفتها وتكريس حياتها للتحضير لمشروعها، حيث أمضت حوالي عاما كاملا في إنتاج مجموعتها الأولى من الأزياء المطرزة.

وفي عام 2009 تمكنت الطويل من المشاركة في عرض أزياء أقيم في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية ضمن فعاليات شهر رمضان، حيث نالت إعجاب جميع الحاضرين، ما أكسبها شهرة سريعة لتميز منتجاتها وتصاميمها.

وتقول الطويل كانت لحظات لا توصف شعرت أنها الخطوات الأولى للنجاح.

وبعد نجاحها، قررت المصممة الفلسطينية فتح متجرها الخاص الذي أطلقت عليه اسم "بنت البلد" من أجل خلق هويتها الخاصة في هذا المجال.

ولا تقتصر الملابس التي تنتجها الطويل على أعمار محددة، فهي تناسب جميع الأعمار.

وتقول الطويل "لقد أصبح هناك إقبال كبير على منتجاتها العصرية التي تعتمد على التراث الفلسطيني المطرز".

وتتطلع الطويل بعد أن أوجدت تصاميمها بصمة خاصة ونوعا جديدا من الأزياء للمشاركة في العروض التي تقام دوليا.

وفي كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي اعتمد طلب من السلطة الفلسطينية بتسجيل فن التطريز الفلسطيني على لائحة التراث غير المادي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) خلال اجتماع جرى عقده في باريس.

ويحتفل الفلسطينيون في يوم 25 تموز/ يوليو من كل عام بيوم الزي الفلسطيني للتأكيد على هويتهم ومنع تراثهم من الاندثار ومحاولات تقويضه أو تقليده من قبل مؤسسات إسرائيلية كجزء من التراث اليهودي.

وتقول الطويل "أشعر بسعادة بالغة لأن هذا تاريخنا وتراثنا، ومن المهم الاعتراف به على المستوى العالمي والشعب الفلسطيني لديه تاريخ وحاضر ومستقبل يجب أن يفخر به الجميع".

وتحرص الفلسطينية سهى (35 عامًا) من مدينة بيت لحم إحدى زبائن الطويل التي ترتاد محل "بنت البلد" على شراء ملابسها الخاصة منه بشكل دائم.

وتقول سهى لـ (شينخوا) بينما كانت تتفحص أحد المنتجات أن التطريز الفلسطيني هو فن ومكون هام في حياتنا وجزء من الفلكلور الشعبي نتمسك به على مر الأجيال، مشيرة إلى أن المزج بين التراث القديم والعصري مهم جدا لمواكبة التطور وفي نفس الوقت الحفاظ عليه من الاندثار .

وتضيف سهى أن الشعب الفلسطيني "فخور بتراثه وحضارته ودائما تجده متمسك به جيلا بعد جيل رغم كل المحاولات الإسرائيلية لطمسه وسرقته".

2