غزة-(الأيام)-تضطر الكثير من العائلات في قطاع غزة للجوء لوسائل تدفئة تقليدية مثل الفحم والحطب، لمواجهة موجات البرد والمنخفضات الجوية المتعاقبة التي تضرب المنطقة، على الرغم من خطورة ذلك، وتحذيرات جهات الاختصاص.
ففي غضون أسابيع قليلة، وقعت أكثر من حادثة اختناق لعائلات في القطاع، كان آخرها أول من أمس، حيث توفي رجل من سكان وسط القطاع، وأصيبت زوجته بحالة حرجة، بعد إشعالهما الفحم في غرفة نومهما بهدف التدفئة.
بديل قسري
ويقول المواطن محمود ناصر إن بيته المسقوف بألواح الصفيح بارد جدًا، خاصة خلال ساعات الليل، وهو مُجبر على استخدام وسيلة تدفئة، ورغم أنه يمتلك مدفأتين، إحداهما تعمل بواسطة الطاقة الكهربائية، والأخرى على الغاز المنزلي، إلا أنه يضطر إلى إشعال النار بصورة شبه يومية.
وبين ناصر أن انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة وأزمة غاز الطهي المستمرة يحرم عائلته من استخدام وسائل تدفئة أكثر أمنًا، وجعلت الشتاء الحالي أكثر قسوة.
وأوضح أنه اشترى كمية من الحطب الجاف، وعدة كيلوغرامات من الفحم، ويشعل "الكانون" بواسطة الحطب في البداية، ثم يضيف كمية من الفحم، ويجتمع وأسرته حول النار للتدفئة، ويستخدمونها في إنضاج بعض المأكولات والمشروبات، مبينًا أنه على دراية كاملة بمخاطر هذا النوع من التدفئة، ويحرص قبل وخلال إشعالها على اتخاذ كل إجراءات الأمان، خشية اندلاع حريق في منزله، أو خوفًا من حوادث الاختناق، لذلك يعمد إلى إبقاء منافذ للتهوية، وقبل أن تخلد عائلته للنوم يخرج الكانون، ويعمل على تهوية المكان جيدًا، ويتأكد أن الأوكسجين يتدفق بشكل كاف لغرف نوم أبنائه.
من جهته، يؤكد المواطن عبد الله الشاعر، أنه لأول مرة منذ عدة سنوات يضطر لاستخدام وسائل تدفئة يدرك خطورتها، فقد بات يعتمد بصورة شبه كلية على الفحم، ويشعله بصورة يومية في منزله، خاصة خلال المنخفضات الجوية، فهو بات وسيلة التدفئة شبه الوحيدة المتوفرة في ظل الأزمات التي يمر بها القطاع.
وبين الشاعر أنه صمم مدفأة للفحم بطريقة تجعلها سهلة الحمل، وخصص لها مكانًا في المنزل، وقبل إشعالها يحرص على إبقاء ثلاثة منافذ تهوية على الأقل في المنزل، تسمح بمرور الهواء.
وأوضح أنه لا يكتفي بما يفعله من إجراءات، بل ويشرح لأبنائه مخاطر الفحم، وسبل الوقاية من هذه الأخطار، ويطلب منهم الحرص والحذر، متمنيًا لو كان هناك وسائل تدفئة أكثر أمنًا حتى يلجأ إليها.
تحذيرات مستمرة
وأصدر الدفاع المدني، والبلديات، وجهات خدماتية عدة، تحذيرات متتالية بشأن المخاطر المترتبة على الاستخدام غير الآمن لوسائل التدفئة خلال فصل الشتاء، خاصة إشعال الفحم والحطب، وطالبت المواطنين بضرورة الإبقاء على مصادر تهوية، وتجنب إشعال المدافىء في غرف أو مناطق مغلقة، وعند الشعور ببوادر اختناق المسارعة بفتح النوافذ والأبواب، والاتصال على جهات الاختصاص عند اللزوم.