بيروت-(وكالات)- تصدّر هاشتاغ "#قاطع ABC" مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان، على خلفية استبعاد المول التجاري إحدى الموظفات بسبب ارتدائها الحجاب.
البداية كانت بتدوينة نشرتها مدونة لبنانية تهتمّ بالطبخ، تُدعى سمية حجازي، عبر حسابها في "انستجرام"، تكشف عن طلب مول استبعاد موظفة بسبب حجابها. وأعلنت إدارة متجر "فول هاوس" المخصص لبيع الأدوات المنزلية أنها تبلغت من إدارة المول بضرورة استبدال موظفة لديه لأنها محجبة، حيث اعتبر الحجاب رمزاً دينياً.
المجمع التجاري برر طلبه بأن "ذلك يتنافى مع قوانين المؤسسة، التي تمنع أي دلائل دينية لدى العاملين فيه"، مؤكداً احترامه لجميع الديانات والمذاهب والتعامل معها على مبدأ المساواة وهو لذلك يحافظ على عدم إبراز أي شعار ديني أو سياسي أو حزبي لأي فئة كانت.
رد شركة "فول هاوس" كان حازماً حيث أكّدت أنّها قررت إغلاق متجرها في المجمع، مشددة على "معارضتها التمييز بجميع أنواعه"، وقالت إن الموظفة ما زالت تعمل لديها وستستكمل عملها في فروعها الأخرى الموجودة خارج المجمع.
قرار المجمع التجاري أثار موجة عارمة من الاستنكار، حيث وضعه الناشطون في إطار التمييز والعنصرية ضد النساء وتقييد الحريات الشخصية وتأجيج الصراعات الطائفية، رافضين وصف المجمع للحجاب بالإكسسوار، كما حيّوا موقف المتجر الذي دافع عن حقوق موظفته ورفض استبدالها، وتمت الدعوة إلى مقاطعة المجمع التجاري.
رئيسة لجنة المرأة والطفل النيابية النائب الدكتورة عناية عز الدين اعتبرت في بيان، أن "ما جرى أمر شديد الخطورة كونه يندرج في خانة الممارسات التمييزية ضد النساء، تصل إلى حد اعتماد سلوك إقصائي ضد شريحة كبيرة من النساء اللبنانيات".
ولفتت إلى أن "ما قام به المجمع التجاري يمثل وجها من أوجه التمييز الممنوع وفقا للدستور اللبناني والقوانين المرعية الإجراء والمراسيم الصادرة عن مجلس الوزراء اللبناني والاتفاقيات الدولية التي التزم بها لبنان".
واعتبرت الإجراء اعتداء على الحقوق الأساسية للإنسان، وعلى حريات الأفراد، ويحتمل شبهة عنصرية دينية في بلد قائم على التنوع والتعايش بين أبنائه على اختلاف الانتماءات الدينية والثقافية.
وأضافت: "البيان الذي صدر عن الشركة المعنية صاحبة المجمع لا يقل خطورة عن نفس الإجراء، فهو يعكس إصراراً على ممارسة هذا التمييز، ويتضمن تحريفاً لما يدعيه من احترام للتنوع اللبناني، فالاحترام في مكان مفتوح يترجم بالسماح بدخول كل الناس دون تمييز، كما أن البيان يتضمن مغالطات حول الحجاب الذي يرتبط بهوية المرأة التي ترتديه ولا يمكن وضعه في خانة الشعارات الدينية أو الحزبية أو السياسية".
وتابعت: "محاولة التوضيح التي قامت بها الشركة من خلال البيان ليست إلا إصراراً منها على ممارسة التمييز بذرائع واهية، وإمعاناً بإقصاء شريحة كبيرة من النساء اللبنانيات وهو غير مقبول تحت أي ذريعة من الذرائع. إن هذا السلوك مناقض لكل مزاعم التقدم والتطور ودليل تخلف، وهو سلوك ينتمي إلى عصر مضى وليس إلى القرن الحادي والعشرين".
وختمت بالقول: "هذه القضية ستكون محل متابعة من قبلي كرئيسة للجنة المرأة والطفل النيابية لأنها من القضايا التي لا تحتمل السكوت عنها".
النائب فؤاد مخزومي غرّد عبر صفحته على "تويتر" كاتبا: "ما قامت به إدارة مجمّع ABC في الأشرفية مرفوض ومستنكر. من المعيب أن تكون العنصرية موجودة في أماكن العمل بدل اعتماد الكفاءة والخبرة خصوصًا أن الشعائر الدينية حق تكفله شرعة حقوق الإنسان والدستور".
من جانبه، غرّد الإعلامي نيشان ديرهاروتيونيان عبر "تويتر": "الحجاب لا يُعَطِّل دور المرأة في عملها، ولا يُعيق تأديتَها مهامها. الحجاب يُغَطّي الرّأس. الحجاب لا يُغَطّي العقل ولا يحول دون والإبداع. التمييز المُجحف في حَقّ المُحَجَّبَة وحرمانها من وظيفتِها مُستَهجَن. في الـ2022، ارتكاب إقصاء مِهْنيّ بسبب الحِجاب! إسلاموفوبيا؟ تَطَرّف؟ جهل؟".