رام الله-أخبار المال والأعمال- من المعروف أن التدخين يقتل أكثر من 8 ملايين شخص كل عام، أي ما يعادل ضعف عدد الوفيات الناجمة عن جائحة كورونا حتى الآن. وقد وقف تدخين التبغ ما بين 1999 و2019، كمسبب رئيس عن ما نسبته %20.2 من إجمالي الوفيات في العالم بشكل عام بين الذكور، وما نسبته 5.8% بين الإناث.
هذا الموضوع تم التطرق إليه ضمن جدول أعمال القمة العلمية الرابعة للحد من أضرار التبع، التي تناولت في جلساتها المنتجات البديلة بشكل رئيس، والتي أجمع خبراء البحث والسياسة فيها على أن تطبيق مفهوم الحدّ من أضرار التبغ هو خط الدفاع الأول.
وكانت القمة التي نظمتها جمعية SCHORE الدولية التي تعنى بمكافحة التدخين والحدّ من الضرر، والتي تسعى لإيجاد نهج جديد أوسع لسياسات مكافحة التدخين التي من شأنها أن لا تهمل المدخنين، قد شهدت مشاركة أكثر من 300 مشارك من 42 دولة، منهم 62 متحدثاً من 31 دولة من جميع أنحاء العالم، مغطية مختلف جوانب قضية مكافحة التدخين بشكل متكامل، وذلك بمشاركة شخصيات بارزة من خبراء الصحة العامة وممثلي الحكومات والمستثمرين والمصنعين والمشرعين والأطراف المعنية بصناعة التبغ، بالإضافة إلى شخصيات بارزة معنية بوضع استراتيجيات الحدّ من التدخين.
وخلال القمة، ناقش الأستاذ المشارك في أمراض القلب في قسم العلوم الطبية الجراحية والتقنيات الحيوية، في جامعة سابينزا -روما، البروفيسور جوزيبي بيوندي زوكاي، مفهوم "الحدّ من الضرر"، قائلاً: "وباء التدخين سيستمر ما لم نفعل شيئاً لوقفه وتقليل أعبائه. على مدى السنوات الماضية، استبدل العديد من المدخنين التدخين التقليدي بمنتجات معدلة المخاطر، وهي منتجات جديدة تطلق النيكوتين ولكنها تعدّ أقل ضرراً مقارنة بالسجائر التقليدية القابلة للاحتراق، هذا هو مفهوم "الحد من الضرر." هذا وأكد زوكاي خلال جلسته بأنه تم تحفيز التقدم العالمي في مكافحة التبغ عندما أقرت منظمة الصحة العالمية ذلك في مؤتمر الأطراف المشاركة في اتفاقية المنظمة الإطارية بشأن مكافحة التبغ FCTC التي دخلت حيز النفاذ عام 2005. وعلى الرغم من التقدم الذي تمّ إحرازه، إلاّ أنه لا يزال يوجد 1.14 مليار مدخن نشط حالياً.
ومن جانبه، أكّد أستاذ أمراض القلب، ومدير تخطيط صدى القلب ومختبر أمراض القلب الوقائية، قسم أمراض القلب الثاني في جامعة كابوديستريان الوطنية في أثينا، البروفيسور إغناتيوس إيكونوميديس، أن استراتيجية "الحدّ من الضرر" هي سلاح قوي يجب تعلّم كيفية استخدامه بفعالية، مشيراً إلى المخاوف التي أثيرت بشأن استخدام المراهقين للمنتجات البديلة الجديدة.
وفي هذا السياق، فقد اتفق كل من البروفيسور باربوني والدكتور لوند على الحاجة لوضع قواعد صارمة لتجنب استخدام منتجات التبغ البديلة من قبل المراهقين، وإيجاد طريقة للموازنة بين الفوائد التي تعود على المدخنين والمخاطر التي قد يتعرض لها الشباب.
وقد تناولت القمة مناقشة أعداد الإصابات بمرض السرطان، والتي بلغت في العام 2020، 2.7 مليون حالة، و1.3 مليون حالة وفاة في الاتحاد الأوروبي، متطرقة للخطة الأوروبية لمكافحة السرطان التي تم تقديمها في شهر شباط 2020، والتي دعت إلى أهمية الالتزام السياسي للحدّ من الإصابة بأمراض السرطان، وذلك استجابة للتحديات المتزايدة ومبادرة للحد من انتشار التدخين.
وقد تمّت مناقشة الخطة التي يجب اتباعها خلال جلسة "مستقبل التدخين في أوروبا" التي ترأسها رئيس منظمة SCOHRE، البروفيسور إغناتيوس إيكونوميديس، مبيناً والمشاركين معه في الجلسة أن الخطة لم تناقش الدليل على أن السجائر الإلكترونية ومنتجات التبغ الجديدة (NTPs) تبدو أقل ضرراً وتجعل فرصة مستخدمها ومن حوله أقل للتعرض للمواد السامة مقارنة بالسجائر التقليدية؛ مشيرين إلى أنه هناك إجماع على أنه وعلى الرغم من أن المستوى الدقيق للحد من المخاطر غير مؤكد، إلا أن هناك عوامل واعدة للحد من الضرر للمدخنين الذين يفشلون أو لا يرغبون في الإقلاع عن التدخين. هذا وتعطي الخطة الأولوية لحماية الشباب من التدخين التقليدي والسجائر الإلكترونية، كما تقترح تدابير مثل حظر النكهات غير التبغية للسوائل الإلكترونية والحماية التنظيمية لاستخدام المراهقين.
وخلص البروفيسور إيكونوميديس إلى أنه بناءً على الخبرة العالمية، يجب أن تتضمن "خطة التغلب على السرطان" سياسات "الحدّ من الضرر" لتحسين معدلات الإقلاع عن التدخين والمساهمة في الحد من عواقب التدخين، كما يجب أن يكون "الحد من الضرر" الركيزة الثالثة لمكافحة التبغ إلى جانب الإقلاع عن التدخين والوقاية منه.