رام الله-أخبار المال والأعمال- قد يسود الاعتقاد بأن أضرار التدخين تصيب المدخن فقط، وهو وحده الذي يكون عرضة للإصابة بالأمراض جراء التدخين. العلم يكشف لنا أن دائرة الضرر أوسع من ذلك بكثير؛ إذ أن المخاطر الصحية تطال من هم حول المدخن وإن كانوا غير مدخنين، هو ما يعرف بالتدخين السلبي.
في هذا الإطار، فإن معظم الدراسات الحديثة تحذر من مضار التدخين السلبي باعتباره سلبياً تماماً كما التدخين المباشر؛ إذ أنه لدى إشعال السيجارة التقليدية فإن الأشخاص المحيطين بالمدخن حتى الأجنة، لا خيار أمامهم سوى التعرض لدخان سيجارته واستنشاقها بصفة غير إرادية، وذلك نظراً لأن السيجارة المشتعلة تنتج سحابة دخان تعلق داخل المكان المغلق وعلى الملابس والأسطح بعد أن تبرد إثر النفث، حتى وإن تمت تهوية المكان. هذا الأمر يعني وجود احتمالية كبيرة للإصابة بمجموعة من الأمراض المرتبطة بالتبغ.
يحتوي الدخان غير المباشر على العديد من المواد الكيميائية التي تضرّ العين والأنف والحنجرة والرئتين. وتعدّ هذه المركبات ضارة بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من أمراض الرئة مثل التهاب الشعب الهوائية أو الربو، ويمكن أن يؤدي التعرض للتدخين غير المباشر إلى ظهور أعراض هذه الأمراض أو تفاقمها.
ويشار إلى أنه تمّ تطوير مجموعة من المنتجات التي أقصت عملية حرق التبغ التي تم استبدالها بعملية التسخين، لتنتج هباء جوياً، "رذاذاً" محتوٍ على النيكوتين، مع مستويات أقل بكثير من المواد الكيميائية الضارة مقارنة بالسجائر التقليدية والتي قد تكون خياراً أفضل للمدخنين البالغين بالرغم من عدم خلوها التام من الضرر، حيث أن المنتجات البديلة التي تعتمد على نظام التسخين تعمل على تسخين التبغ حتى 350 درجة مئوية دون حرقه أو إنتاج دخان أو رماد.
وعلى ذلك، يمكن النظر إلى المنتجات التي تعتمد على نظام التسخين بدائل أفضل للتدخين التقليدي، وذلك بالرغم من احتوائها على النيكوتين الذي قد يؤدي إلى الإدمان والذي يشكل المركب الأساس في السجائر التقليدية، والذي لا يمكن إغفال حقيقة أنه ليس السبب الرئيس للأمراض المترتبطة بالتدخين.
إنّ تقديم بدائل جديدة، على الرغم من انها لا تخلو من الضرر، من شأنها أن تعتبر وسيلة أفضل للمدخنين البالغين للابتعاد عن استهلاك السجائر التقليدية وحماية الآخرين من أضرار التدخين والتدخين السلبي.