غزة-(الأيام)- عادت أسعار معظم أنواع الخضراوات للانخفاض بصورة ملحوظة في كافة أسواق قطاع غزة، بعد فترة تعافٍ قصيرة، فيما عبر مزارعون عن قلقهم بعد تجدد خسائرهم، خاصة مع قيامهم بزراعة مساحات كبيرة من الأراضي بمختلف أنواع المحاصيل.
فقد وصل سعر كيلو الخيار إلى أقل من شيكل واحد، بينما انخفضت أسعار البندورة إلى شيكل ونصف الشيكل للكيلو فقط، وحدث انخفاض مماثل على أسعار الباذنجان، والفلفل، والكوسا، ومعظم الأنواع الأخرى.
مزارعون قلقون
وقال المزارع عبد الله حمدان، إن أسعار الخضراوات الحالية تقلقه وباقي المزارعين، فالخيار يباع بخسائر كبيرة، والبندورة بالكاد تحقق سعر التكلفة، أما البطاطا التي خزنها المزارعون في ثلاجات لأشهر طويلة، وتكلفوا ثمن كهرباء ومتابعة، تباع، الآن، بأسعار زهيدة، وهذه الخسائر لا يحتملها المزارعون المنهكون أصلاً.
وأكد أن فترة التعافي القصيرة لأسعار الخضراوات دفعته وباقي المزارعين للتوسع في الزراعة، على أمل تحقيق أرباح، وقد زُرعت مئات الدونمات بخضراوات مختلفة، لكن المزارعين فوجئوا بانخفاض حاد وغير متوقع على الأسعار، والوضع في السوق لا يشير إلى أن ثمة ارتفاعا قريبا، ويبدو أن مسلسل الخسائر للمزارعين سيستمر خلال الفترة المقبلة.
وأشار إلى أن مشهد عربات الكارو وهي تتجول في الأحياء والشوارع، وتنادي على صندوق الخيار سعة 11 كيلوغراما مقابل خمسة شواكل فقط ولا يجد من يشتريه، فالخيار من الخضراوات التي تحتاج إلى ري منتظم، ومتابعة متواصلة، وجهد، وأسمدة، ومبيدات، وحتى يصل المحصول لمرحلة الإنتاج يكون المزارع تكلف مبالغ كبيرة، وفي النهاية لا يغطي حتى أجرة العمال ممن يقومون بقطفه.
فائض في الإنتاج
فيما عزا البائع محمود الشاعر أسباب الانخفاض لعدة أمور، أهمها الفائض الكبير في الإنتاج الزراعي في تلك الفترة، والذي تزامن مع حدوث انخفاض حاد في القدرة الشرائية في الأسواق، فكميات الخضراوات التي ترد للأسواق بصورة يومية أكبر بكثير من حجم الطلب، وبالتالي تميل الأسعار للانخفاض.
وأشار إلى أن محدودية التصدير بسبب إجراءات الاحتلال، وإغلاق معبر كرم أبو سالم أياما طويلة خلال الشهر المنصرم، بسبب "الأعياد اليهودية"، زاد الأمور سوءا، وتسبب في تكدس الإنتاج الزراعي في القطاع.
في حين أكد المزارع عبد الرحمن سلامة، أن المشكلة في الأساس تعود لعدم وجود تخطيط وتنسيق في عمليات الزراعة، فإذا حدث ارتفاع على أسعار البندورة على سبيل المثال، يتوجه غالبية المزارعين لزراعتها، وحين تبدأ المزارع بالإنتاج تكون الأسعار انخفضت بسبب الفائض في الثمار، ويواجه المزارعون الخسائر من جديد.
وأكد مواطنون أنهم فوجئوا بانخفاض الأسعار بصورة كبيرة، إذ قال المواطن أحمد منصور، إنه حتى البصل الذي يحدث شح فيه في مثل هذا الوقت من كل عام، وترتفع أسعاره، لدرجة تدفع جهات الاختصاص باستيراده من مصر، يتوفر في الأسواق بأسعار أقل.
وقال منصور، رغم أن انخفاض الأسعار في صالح المستهلك، لكن الجميع لا يشعرون بالراحة، جراء تعرض المزارعين للخسارة المستمرة، ويتمنون لو وصلت جهات الاختصاص لمعادلة زراعة محسوبة، توفر الخضراوات بسعر مناسب للمستهلك، وفي نفس الوقت لا يتعرض المزارع للخسارة.
يذكر أن المزارعين يستعدون للبدء بالدورة الزراعية الشتوية، وهي تنقسم لقسمين، خضراوات شتوية مكشوفة، مثل الملفوف، والبازيلاء والبطاطا وغيرها، وخضراوات صيفية تتم زراعتها في دفيئات، مثل الخيار، والفلفل الأخضر والبندورة، والأخيرة تكلفتها كبيرة.