غزة: انطلاق موسم الجوافة وتوقعات بمحصول متواضع

Publishing Date
مزارع يقطف ثمار الجوافة في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة

غزة-(الأيام)- بدأ عشرات المزارعين بجني محصول الجوافة من أراض زراعية ممتدة في منطقة المواصي غرب محافظتَي خان يونس ورفح، جنوب قطاع غزة، في ظل توقعات بتراجع الإنتاج مقارنة بالسنوات الماضية.
ولوحظ انطلاق موسم جني الجوافة مبكرًا هذا العام، وقد علل مزارعون أسباب ذلك للارتفاع الكبير على درجات الحرارة، خاصة خلال شهر آب الجاري، ما سرّع في نضج الثمار مبكرًا.
وأكد مزارعون أن جوافة المواصي، التي كانت تشتهر بمذاقها المميز وكميات إنتاجها الكبيرة وتباع في الأسواق بأسعار زهيدة، لم تعد كذلك منذ عدة سنوات، فالمحصول يتراجع عامًا بعد عام، والمساحات المزروعة بأشجار الجوافة تقل لأسباب منها زيادة ملوحة المياه، وانتشار الآفات التي تلحق ضررًا بالأشجار، وتفضيل المزارعين للزراعات الموسمية قصيرة الأجل.
وقال المزارع إبراهيم شلوف: إن كثيرًا من المزارعين اقتلعوا أشجار الجوافة بعد تراجع الإنتاج، واستبدلوها بمزروعات وأشجار أخرى، وآخرون يبحثون عن المياه العذبة لريّ أشجارهم، والجميع ينتظرون هطول أمطار وفيرة خلال فصل الشتاء، لأن ذلك كفيل بتخفيف ملوحة التربة، وإعطاء الأشجار فرصة للنمو، والحد من تفشي الآفات المضرة.
وأكد أن كميات الجوافة بدأت تتدفق على الأسواق منذ نحو أسبوع، والموسم لا يزال في بدايته، متوقعًا استمرار الموسم حتى أواسط شهر تشرين الثاني المقبل، حيث تتعدد أنواعها، وكل نوع له موعد نضج يختلف عن النوع الآخر.
وأشار شلوف إلى أن أسعارها ما زالت مرتفعة، حيث يتراوح ثمن الكيلو ما بين 4-6 شواقل، متوقعًا أن تشهد الأسعار انخفاضًا في الأسابيع المقبلة، لكن لن تباع بأقل من ثلاثة شواقل للكيلو الواحد.
وقال المواطن محمد سلامة، ويمتلك أرضًا في منطقة المواصي: إنه قبل العام 2005 كان أكثر من ثلثَي أراضي المواصي مزروعًا بالجوافة، لكن بعد ذلك بدأت ملوحة المياه الجوفية تتزايد، ما أثر على الكثير من المزروعات، خاصة الجوافة، التي بدأت تختفي تدريجيًا.
وأضاف، بينما كان يشير بيده إلى مساحة قاحلة في منطقة مواصي القرارة: "هذه كلها كانت أشجار جوافة قبل 15 عامًا فقط".
وأكد ضرورة حل المشكلة، والعودة لزراعة الجوافة في تلك المنطقة من جديد، فتربتها من أفضل ما يمكن لنجاح هذه الأشجار، لكن هذا يحتاج إلى تحسين نوعية المياه، ومعالجة التربة للتخلص من آفة طفيلية تسكن التربة وتهاجم الجذور وتسمى "نيماتودا"، والتي فتكت بالأشجار.
وبالإضافة لتراجع إنتاج الجوافة المزروعة في منطقة المواصي، قال سلامة: إن ثمة مخاوف وقلقًا من أن يصاب محصول البلح في ذات المنطقة بنفس الكارثة، خاصة مع استمرار انتشار سوسة النخيل الحمراء التي تفتك بالأشجار، وتزايد مشاكل التربة، مشددًا على ضرورة دعم المزارعين ومساندتهم في تلك المنطقة، ليتمكنوا من الحفاظ على أشجارهم، ولتبقى منطقة المواصي سلة الفواكه المتميزة في قطاع غزة.