عمان-(شينخوا)- عزّزت عطلة عيد الأضحى، الأسبوع الماضي السياحة الداخلية وأعمال الشركات في الأردن، لكن خبراء في وزارة الصحة الأردنية حذروا من عواقب عدم التزام المواطنين بإجراءات الوقاية والصحة العامة.
واحتفل الأردنيون كما بقية المسلمين في العالم الأسبوع الماضي بعيد الأضحى، الذي جاء في وقت خففت فيه الحكومة القيود المفروضة جراء مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، وذلك بالسماح لجميع الشركات والقطاعات الاقتصادية تقريبًا بالعمل.
وشهدت الإجراءات المريحة موجة من المطالب والجولات المحلية، خاصة خلال العطلة التقليدية للتجمعات العائلية.
وقال رئيس غرفة تجارة عمان خليل توفيق، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن بعض القطاعات، مثل المطاعم ومحلات الحلويات، شهدت زيادة في الطلب خلال العطلة، رغم أنها لا تزال أقل من السنوات السابقة قبل الوباء.
وأضاف توفيق "لقد أثر الوباء بشكل كبير على القوة الشرائية للمواطنين، وفاقم مشاكل موجودة من قبل مثل البطالة".
بدوره، قال مفوض الشؤون الاقتصادية في منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة شرحبيل ماضي، إن حجوزات الفنادق في مدينة العقبة المطلة على البحر الأحمر جنوب المملكة بلغت نحو 80 بالمائة خلال عطلة عيد الأضحى.
وأضاف ماضي في بيان نشرته وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) أن أكثر من 50 ألف شخص زاروا العقبة طوال العطلة.
من جانبه، قال الخبير الاقتصادي في الأردن محمد الشيخ، إن العطلة كانت موسما جيدا للسياحة المحلية والشركات التي تكبدت خسائر فادحة خلال الوباء.
وأضاف الشيخ لـ (شينخوا) أن "المطاعم كانت ممتلئة، خاصة أن رجال الأعمال كانوا ينتظرون هذه العطلة وكثير من الناس لم يتمكنوا من السفر للخارج، لذلك شهدت مناطق الجذب السياحي المحلية مثل العقبة والبحر الميت تدفقا للزائرين".
وأضاف أن هناك توازنات لازمة لحماية الأعمال التجارية والصحة العامة. مشيرا إلى أنه "كان من المؤسف أيضا أن نرى الكثير من الناس يتجاهلون ارتداء الكمامات الواقية تماما".
وانتقد عضو اللجنة الوطنية للأوبئة بسام حجاوي، عدم التزام المواطنين بإجراءات الصحة العامة خلال العطلة، حيث دعت الحكومة المواطنين إلى تجنب التجمعات والالتزام ببروتوكولات السلامة.
وحذر حجاوي في مقابلة مع قناة (المملكة) من عدم وجود التزام إطلاقا خلال العطلة بالإجراءات الصحية المطلوبة.
وأشار إلى ارتفاع عدد حالات الإصابة بمرض فيروس كورونا خلال الأسابيع الماضية، وستكون عواقب عدم الامتثال لتدابير الصحة العامة واضحة في الأيام الـ 14 المقبلة.
وقال حجاوي "كانت هناك مشاهد لأشخاص لا يرتدون أقنعة واقية على الإطلاق ... كثير من الناس زاروا بعضهم البعض وحضروا الأعراس دون اتباع الإجراءات الصحية".
من جهته، قال محمد أديب المستشار الطبي في مستشفى خاص في عمان، إن حالات كورونا بجانب حالات الدخول إلى وحدة العناية المركزة، على وجه الخصوص، آخذة في الارتفاع.
وتابع أديب "الوضع مقلق للغاية"، مشيرا إلى أنه من المحتمل أن يتم الإبلاغ عن المزيد من الحالات بعد أسبوعين من العطلة.
وحذرت الحكومة الأردنية من "الارتفاع الحادّ" لنسب الإصابات بمرض فيروس كورونا.
وحذّر وزير الدّولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية صخر دودين من "الارتفاع الحاد" لنسب الإصابات بمرض (كوفيد-19).
وشدّد دودين في تصريحات للصحفيين على أنّ ارتفاع نسبة الفحوصات الإيجابيّة إلى هذا الحد "يدق ناقوس الخطر ويؤشر بشكل واضح إلى أن خطر مرض كورونا ما زال داهماً"، متمنياً أن لا تكون الأرقام التي سجلت اليوم "مؤشراً على انتكاسة وبائية جديدة".
وأكد أن التطورات السلبية للحالة الوبائية تتطلب التحلي بأعلى درجات المسؤولية، من حيث الإقبال على تلقّي اللقاحات والالتزام بإجراءات الوقاية والسلامة العامة، مشدداً على أن هذه المسؤوليّة ملقاة على عاتق الجميع لحماية أنفسهم والمقربين منهم وأفراد المجتمع.
واعتبر دودين أنّ الأيّام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد المسارات المحتملة للمنحنى الوبائي، مجدّداً التأكيد على أنّ "إقبال المواطنين على تلقّي اللقاحات والتزامهم بإجراءات السلامة والوقاية هما المساران الرئيسان اللذان يحددان وجهتنا، إما نحو طوق النجاة من وباء كورونا، أو باتجاه انتكاسة جديدة ، مثلما تشهد بعض دول الجوار والعالم حالياً".
وينفذ الأردن حملة تطعيم وطنية باللقاحات المضادة لكورونا منذ منتصف يناير الماضي.