رام الله-أخبار المال والأعمال- أعلنت الحكومة الفلسطينية، مساء اليوم الجمعة، إلغاء الاتفاق مع الجانب الإسرائيلي حول تبادل لقاحات فايزر، بعد أن تبين أنها غير مطابقة للمواصفات.
وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة إبراهيم ملحم، في مؤتمر صحفي مشترك مع وزيرة الصحة مي الكيلة، إنه "بعد فحص الطواقم الفنية في وزارة الصحة للدفعة الأولى من لقاحات "فايزر" التي تم استلامها مساء اليوم من إسرائيل والمقدّرة بـ 90 ألف جرعة، فقد تبين لنّا أنها غير مطابقة للمواصفات الواردة بالاتفاق، وعليه فقد أوعز رئيس الوزراء محمد اشتية إلى وزيرة الصحة بإلغاء الاتفاق مع الجانب الإسرائيلي حول تبادل اللقاح وإعادة الكمية التي تم استلامها اليوم إلى إسرائيل".
وأضاف ملحم: "أكد رئيس الوزراء رفض الحكومة تلقي لقاحات تشارف صلاحيتها على الانتهاء كما جاء في بيان المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، وعليه فإن الحكومة تنتظر توريد اللقاحات من الشركة الأم على دفعات وفق الاتفاق المبرم معها بالشراء المباشر، والذي تم تسديد ثمنه مسبقًا للشركة".
بدورها، قالت الكيلة إنه ومنذ اللحظة الأولى التي أعلن فيها رئيس الحكومة محمد اشتية عن حجز 4 ملايين جرعة من لقاح "فايزر"، وقامت الحكومة بدفع قيمتها المالية مسبقًا، عملت الطواقم الفنية المعنية بملف اللقاحات في الوزارة بالتواصل المكثّف مع الشركة المصنّعة من أجل تحديد جدول زمني واضح وقريب من أجل تسلّم الكمية التي تم التعاقد على شرائها من الشركة.
وأضافت أنه ونتيجة للضغط الكبير والطلب الهائل من دول العالم للحصول على اللقاح من "فايزر" والضغط الكبير من الجانب الفلسطيني للحصول على اللقاح في أسرع وقت ممكن، قامت الشركة بتقديم العرض لعقد صفقة تبادل لمليون جرعة من اللقاح، بحيث يقوم الجانب الإسرائيلي بتسليم وزارة الصحة الفلسطينية هذه الكمية مقابل أن تقوم الشركة المصنّعة نهاية العام الجاري بتسليم مليون جرعة للجانب الإسرائيلي من الحصة التي اشترتها الحكومة الفلسطينية.
وبينت وزيرة الصحة أنه ومنذ اليوم الأول لهذه التفاهمات، تم التأكيد من قبل طواقم الوزارة الفنية للجانب الإسرائيلي أن تكون هذه اللقاحات مطابقة لكافة مواصفات وشروط السلامة والصلاحية والمأمونية، وبعد أن قامت مساء اليوم الطواقم الطبية والفنية باستلام الدفعة الأولى ومعاينتها، تبين عدم مطابقتها للمواصفات الفنية التي تم الاتفاق عليها مسبقًا لقرب موعد انتهاء صلاحيتها، وتم بعد ذلك الاتصال مع رئيس الوزراء محمد اشتية والحكومة وتم اتخاذ القرار بإلغاء الصفقة.
وأشارت إلى أن وزارة الصحة لم تكن على علم مسبق بأن مدة صلاحية اللقاحات لدى الجانب الإسرائيلي شارفت على الانتهاء، مؤكدةً أن الهدف من وراء التفكير بإبرام صفقة كهذه هو الوصول إلى المناعة المجتمعية بتطعيم ما لا يقل عن 70% من أبناء شعبنا، قبل العودة للمدارس والجامعات في آب/ أغسطس المقبل.
وأكدت الوزيرة الكيلة أن الحكومة ستبقى تمارس الضغوط على شركة "فايزر" من أجل الحصول على المطاعيم التي تم التعاقد على شرائها في أقرب فرصة ممكنة.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية، قد تسلمت بعد ظهر اليوم الجمعة، 100 ألف جرعة لقاح "فايزر" كدفعة أولى من "صفقة تبادل اللقاحات" مع الحكومة الإسرائيلية.
واتفقت الحكومتان الإسرائيلية والفلسطينية على صفقة تبادل لقاحات كورونا، حيث ستحوّل إسرائيل بموجبها أكثر من مليون جرعة من لقاح "فايزر" الأميركي لوزارة الصحة الفلسطينية. وفي المقابل ستتلقى إسرائيل الشحنة القادمة من جرعات اللقاح التي تعاقدت على شرائها الحكومة الفلسطينية مع الشركة الأميركية.
وجرى نقل الدفعة الأولى عبر ما يسمى "معبر بيتونيا التجاري" بالقرب من مدينة رام الله.
وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن صلاحية اللقاحات المشمولة في الاتفاق تصل إلى شهر ونصف على أبعد تقدير.
وفي وقت سابق، قال وزير الصحة الإسرائيلي نيتسان هوفروفيتس إنه "اتصل بوزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، فالكورونا لا تعترف بالحدود ولا تفرّق بين الشعوب. إن الخطوة المهمة في تبادل اللقاحات هي في مصلحة جميع الأطراف. آمل وأعتقد أن هذه الخطوة ستعزّز التعاون بين إسرائيل وجيرانها الفلسطينيين في مجالات أخرى أيضًا".
وردت الكيلة على هوروفيتس قائلةً "هذه خطوة مهمة ومفيدة جدًا لنا في مكافحة كورونا وأشكركم على تعاونكم. التنسيق مع إسرائيل في موضوع كورونا يسير بشكل جيد وآمل أن تستمر العلاقة بيننا في القضايا المتعلقة بالصحة وحقوق الإنسان".
وقالت صحيفة "غلوبس" الاقتصادية الإسرائيلية إن المفاوضات حول صفقة تبادل اللقاحات جرت بين وزارتي الصحة الإسرائيلية والفلسطينية بوساطة من "منسق عمليات الحكومة الإسرائيلية في المناطق" منذ أشهر، وقد تم تأجيل قرار مماثل في الأسابيع الأخيرة من الحكومة السابقة، والآن تقرر تنفيذه.