رام الله-أخبار المال والأعمال- بدأت العديد من دول العالم، مؤخرًا، فتح مجالها الجوي تدريجيًا واستئناف العمل في المطارات، مع بوادر السيطرة على "جائحة كورونا" بفعل حملات التطعيم.
ولكن الأمر مختلف تمامًا بالنسبة للفلسطينيين، الذين لا يملكون مطارًا، ولا يسيطرون على معابرهم البرية، ويضطرون للسفر عبر مطارات الأردن، بعد أن يتحملوا مشاق وتكاليف السفر إليها عبر جسر الملك حسين.
وزادت جائحة "كورونا" الأعباء على المسافر الفلسطيني، إذ يضطر إلى التسجيل عبر منصة الكترونية، وإجراء فحص "كورونا" والحصول على نتيجته من وزارة الصحة بعد دفع مبلغ 150 شيقل، ومن ثم إجراء فحص آخر بقيمة 28 دينار على الجسر الأردني، إلى جانب التكاليف الأخرى التي يتكبدها أحيانًا إذا اضطر للجوء إلى مكتب خدمات سياحية للتسجيل عبر المنصة. أما في حاالة امتلاكه لتذكرة سفر عبر مطار الملكة علياء في العاصمة الأردنية عمان، فإن المسافر غير مضطر للتسجيل عبر المنصة، وليس ملزمًا بإجراء فحص "كورونا" عند الجانب الأردني، حيث يستقل حافلة مباشرة من الجسر إلى المطار.
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين، اليوم الخميس، إن الاتصالات جارية مع الجانب الأردني لإلغاء "منصة" السفر للأردن لصعوبة التسجيل عليها، ولارتباطها بارتفاع التكاليف التي تثقل على المواطن.
وقال المستشار السياسي لوزير الخارجية والمغتربين السفير أحمد الديك إن الوزارة تقدمت بمذكرة رسمية لنظيرتها الأردنية بهذا الخصوص، والتي وعدت بدراسة الموضوع مع السلطات الأردنية المختصة، وأن التسهيلات التي تعتمدها المملكة لتسهيل حركة المواطنين تسير باتجاه إلغائها.
وأضاف الديك أن الأردن وعد بإلغاء المنصة، حيث إنها لم تكن خيارًا أردنيًا أو فلسطينيًا لكن فرضتها مواجهة جائحة "كورونا"، كي يتم التحكم بحركة التنقل بين الدول والزوار للسيطرة على انتشار الفيروس.
وأوضح أن المنصة الأردنية تفرض تكاليف سفر تصل إلى 800 شيقل على الفرد الواحد الذي يرغب بالسفر الى الأردن أو خارجها وهي مقسّمة كالآتي: 150 شيقلا فحص "كورونا" للجانب الفلسطيني، و250 شيقلا تشمل 28 دينارا لفحص "كورونا" ثان على الجانب الأردني، تضاف إليها ضريبة الجسر 155 شيقلا، إضافة إلى 10 دنانير، وأجرة باص 21 دينارًا من الجسر إلى المطار.
وبإمكان الحكومة الفلسطينية التخفيف من أعباء السفر على المواطن، في حال إلغائها رسوم الـ150 شيقلًا التي تفرضها على فحص "كورونا" للراغبين بالسفر، علمًا أنها تجري الفحص مجانًا للمواطنين منذ بدء الجائحة. وتشدد الإدارة العامة للمعابر والحدود الفلسطينية على "المسافرين المغادرين من معبر الكرامة بضرورة الاحتفاظ بوصل فحص الكورونا الصادر عن وزارة الصحة، حيث لا يستطيع أي مسافر المغادرة إلا بإبرازه"، ما يدلل على أن الهدف المادي يطغى على الهدف الصحي من الفحص.
وفي هذا السياق، ذكر الديك أن وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، طرح موضوع إلغاء المنصة الأردنية على نظيره الأردني أيمن الصفدي، كما اقترح خلال اجتماع الحكومة الفلسطينية الأخير ضرورة النظر في إعفاء المواطن من دفع 150 شيقلا رسوم فحص "كورونا" في الجانب الفلسطيني.
وثمنت الخارجية دور الملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، ملكا وحكومة وشعبا، وما تقوم به من تسهيلات لتخفيف معاناة المواطنين خلال الجائحة، حيث تمكنت آلاف العائلات من العودة إلى أرض الوطن، أو السفر للالتحاق بأعمالهم وجامعاتهم.