غزة-(الأيام)-اعتبر أصحاب مطاعم وفنادق ومحال بيع المرطبات والحلويات قرار وزارة الداخلية بغزة منع تحرك المركبات، بعد أذان المغرب من كل يوم طيلة أيام شهر رمضان، بمثابة "قرار غير مباشر بإغلاق محالهم بشكل دائم".
واتهم هؤلاء خلال أحاديث منفصلة مع صحيفة "الأيام"، الداخلية بعدم دراسة الأبعاد الكارثية للقرار على آلاف المحال والمنشآت الاقتصادية والتجارية، التي تعتمد على عملها بشكل رئيسي في شهر رمضان على فترة ما بعد الإفطار، خصوصاً المطاعم ومحال المرطبات.
وقال مدير مطعم السلام على شاطئ البحر، صلاح أبو حصيرة، إن القرار شكّل ضربة قاصمة للمطعم وللمطاعم الأخرى التي تعتمد في شهر رمضان على تقديم وجبات الإفطار للزبائن الذين يتوافدون من مناطق بعيدة.
وأوضح ان القرار في جوهرة يمثل إغلاقًا منذ ساعات الصباح وليس من بعد أذان المغرب كما جاء في نص القرار.
وأضاف أبو حصيرة لـ "الأيام"، إنه وضع خطة للاستغناء عن جميع العمال خلال اليومين القادمين إذا لم تتراجع الداخلية عن قرارها، الذي سيحرم جميع المنشآت السياحية من الاستفادة من المناسبات الاجتماعية خلال شهر رمضان والتي يفضل الكثير من المواطنين إقامتها في الفنادق والمطاعم.
من جانبه، لم يجد محمد أبو مذكور، صاحب مطعم "نيو ليفل"، الا اغلاق مطعمه الواقع في أعلى أحد الأبراج المكتبية بمدينة غزة وتسريح نحو 45 عاملاً بعد صدور القرار.
وقال أبو مذكور لـ "الأيام"، إنه فشل في اقناع مسؤولين في الداخلية بالعدول عن القرار، ما دفعه الى اتخاذ القرار لا سيما وان عمل المطعم يعتمد بشكل كامل على الفترة المسائية بعد اذان المغرب.
وأضاف أبو مذكور، انه من غير المنطقي فرض القيود بعد صلاة المغرب.
بدوره، قال احمد الفرغلي صاحب محل لبيع المرطبات في حي الرمال بمدينة غزة، إن القرار سيعني حرمانه من نحو 80% من زبائنه والمشترين الذين يتوافدون من مناطق واحياء بعيدة في مدينة غزة.
وأضاف الفرغلي لـ "الأيام"، إن محله يعتمد بشكل أساسي في شهر رمضان على فترة ما بعد الإفطار، داعياً الداخلية الى التراجع عن القرار وتمديد فترة السماح بتحرك المركبات الى الساعة التاسعة مساءً على الأقل.
تسريح عمال
من جانبه، وصف صاحب محال حلويات ساق الله وسط ساحة الجندي المجهول في مدينة غزة القرار بمثابة إغلاق شامل لمحله.
وقال لـ "الأيام"، انه قرر عدم صناعة أنواع واصناف عديدة من الحلويات التي يتم شراؤها والاقبال عليها بعد اذان المغرب، محذراً من ان تداعيات القرار ستطال العاملين لديه، والذي لن يجد خيارا امامه الا الاستغناء عنهم في قادم الأيام إذا لم تتراجع الداخلية عن القرار.
وطال القرار مؤجري ألعاب الأطفال والمركبات الصغيرة، الذين ينتظرون شهر رمضان بفارغ الصبر كما يقول الفتى ماجد حسنين صاحب مجموعة من الألعاب والعربات.
وقال حسنين، ان الغالبية العظمى من المواطنين لن تستطيع الوصول الى الساحة التي تتوسط حي الرمال الارقى في مدينة غزة.
وأضاف حسنين لـ "الأيام"، انه بدأ التفكير بنقل الألعاب الى مناطق واحياء شعبية في المدينة.
انهيار القطاع السياحي
من جانبها، حذرت الهيئة الفلسطينية للمطاعم بغزة، من انهيار واسع النطاق للقطاع السياحي في القطاع، بعد قرار الحكومة بمنع تحرك المركبات يومياً، بعد أذان المغرب.
وأكدت الهيئة في بيان حصلت "الأيام" على نسخة عنه، أن القرار يهدد بانهيار وإفلاس مئات المطاعم والمنتجعات السياحية في غزة، في الوقت الذي تتجهز للعمل خلال موسم رمضان الحالي، على أمل تعويض الخسائر التي لحقت بهم خلال العام الماضي.
وأضافت الهيئة، انها تنظر بخطورة بالغة للنتائج الكارثية التي تهدد القطاع السياحي، نتيجة القرارات الحكومية التي استسهلت إغلاق المنشآت السياحية، أو القرارات التي تمس أعمالها بشكل مباشر، مشيرةً إلى عدم تدخل الحكومة فيما يجري في الأسواق العامة والطرقات والمولات التجارية.
وطالبت الجهات الحكومية بالتراجع عن القرار، مع التأكيد على ضرورة السماح للقطاع السياحي للعمل وفقا لبروتوكولات وزارة الصحة المعتمدة والموافقة عليها مع هيئة المطاعم، بما يحقق عودة العمل داخل المنشآت السياحية وحمايتها من الإفلاس.