عصر التسويق المؤثر
تعاون متنامي لتجارة التجزئة الإلكترونية والمؤثرين لتعزيز العملية التسويقية والمبيعات
بقلم ماورو رومانو، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لـ"عرب كليكس
دبي-تعتمد صناعة التجارة الإلكترونية بشكل كبير خلال الفترة الحالية على التسويق عبر المؤثرين في سبيل تحقيق مجموعة من الأهداف التي من شأنها الترويج والتسويق للعلامات التجارية والدخول في علاقة عمل مع منشئي المحتوى والمدونين من أجل رفع نسب الوصول والانتشار وتوليد عملاء محتملين وزيادة الوعي بالعلامة التجارية وبالتالي زيادة حجم المبيعات.
فمن خلال التواجد القوي على منصات التواصل الاجتماعي، يتمتع المؤثرون بطريقتهم الفريدة في الترويج للعلامات التجارية أو تقديم منتج جديد، الأمر الذي يتردد صداه بقوة لدى عامة الناس المتابعين لهم، وهو ما يعزز من مصداقية العلامة التجارية ويكون له تأثير قوي في اتخاذ قرارات الشراء الخاصة بشريحة واسعة من الجمهور.
وبين تقرير صدر في العام 2019 عن وكالة التسويق "Mediakix"، أن 80 بالمائة من مختصي التسويق يؤمنون بشدة بالتسويق عبر المؤثرين، حيث يخصص ثلثيهم ميزانيات لاستخدام هذه الأداة التسويقية الهامة.
وتزايدت أهمية منصات التواصل الاجتماعي مع ما تأثره على سلوك المستهلك وما يتناقله الجمهور من تقييمات حول منتج ما أو خدمة ما، على عكس ما كان متبعاً في السابق من تأثير للإعلانات التقليدية التي كان يتم فيها إغراء الناس بإعلان بسيط لشراء منتج معين. ولا يعرض المؤثرون منتجاً فحسب، بل يقدمون مراجعة تفصيلية للمستخدمين لفهم المنتج الذي يبحثون عنه بشكل أفضل.
كما ساهمت طبيعة منصات التجارة الإلكترونية بتقديم ميزة إضافية تتمثل في القدرة على تصميم المنصة الالكترونية بطرق جاذبة وذات أشكال جميلة تستهوي الكثير من العملاء، وكان لمواد ومحتوى الفيديو التأثير الأكبر في هذا الصدد، حيث بينت دراسة أن ما يقرب من 78 في المائة من الأشخاص يشاهدون الفيديو عبر الإنترنت على أساس أسبوعي، وهو ما استدعى تصميم حملات تسويقية باستخدام محتوى الفيديو لتعزيز الوصول إلى الجمهور المتابع.
ومن الضروري التنبيه هنا إلى آلية اختيار المؤثر الصحيحة، بما يتماشى مع متطلبات واحتياجات العلامة التجارية والأهداف الموضوعة، فاختيار المؤثر يجب أن يستند إلى معايير محددة يأتي في مقدمتها طبيعة المحتوى المقدم، وحجم السوق المستهدف. فبإمكان الشركات التعامل مع المؤثرين ممن لديهم متابعين على وسائل التواصل الاجتماعي بأعداد تصل إلى 100 ألف وأكثر للوصول إلى نطاق واسع، أو يمكن اختيار المؤثرين ممن لديهم متابعين أقل بكثير ولكن بتركيز وتأثير أكبر. ويساعد التحليل المنهجي لجمهورك المستهدف في تنسيق رسالة العلامة التجارية الصحيحة، وتسهيل اختيار المؤثر الذي يعتبر مناسباً للترويج لتلك الرسالة على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة.
ومما لا شك فيه فإن العائد على الاستثمار سيكون مرتفعاً بشكل عام على المحتوى الذي ينشئه المؤثر، لا سيما بالنظر إلى فهمهم القوي للجمهور المستهدف، ومقدرتهم على توصيل المحتوى بطريقة سلسة وذات تأثير قوي.
وتعكس حملات التسويق عبر المؤثرين بقوة أهداف وغايات العلامة التجارية، ويمكن قياس المتابعين بناءً على المشاركة وحركة مرور الموقع والمتابعات والنقرات والمشاركات والتعليقات والإحالات من بين عدة معايير أخرى.
باختصار، فإن العلامات التجارية التي تختار السير في طريق التسويق عبر المؤثرين ستختار نهجاً فريداً للغاية في سبيل الوصول إلى كافة شرائح الجمهور المستهدف. وسيساعد العثور على مؤثر يمكنه تمثيل علامتك التجارية بشكل أفضل في تعزيز تواجدك عبر الإنترنت وجذب المزيد من الزيارات لاكتشاف علامتك التجارية وتحقيق مبيعات أكثر.