القدس-أخبار المال والأعمال-ضمن فعاليات أسبوع الريادة العالمي، نظمت "جست" مؤسسة الرياديين المقدسيين للتكنولوجيا والخدمات المجتمعية؛ عدة لقاءات عبر الإنترنت اسضافت خلالها عدداً من الخبراء الفلسطينيين والدوليين بهدف التعرف على الرياديين الفلسطينيين، ومناقشة التحديات التي تواجههم، وإلقاء الضوء على المهارات الواجب توفرها لدى الرياديين ليتمكنوا من مواصلة مشاريعهم واختراق الأسواق المحلية والعالمية.
وأكد المهندس هاني العلمي رئيس مجلس إدارة مؤسسة جست أن المؤسسة حريصة على إتاحة الفرصة للرياديين من مختلف المحافظات للانخراط في مثل هذا الحدث الهام والذي تتكثف فيه النشاطات واللقاءات، مما يُسهم في تحفيز البيئة الريادية في فلسطين، وفتح آفاق للتشبيك مع المستثمرين والمؤسسات التمويلية وما سيترتب عليه من عقد مزيد من اللقاءات المتواصلة خلال العام وتشجيع الرياديين على إطلاق مشاريعهم وبالتالي خلق المزيد من فرص العمل في فلسطين. لافتاً إلى أن مؤسسة جست تولي الرياديين المقدسيين اهتماماً خاصاً نظراً للظروف والتحديات التي تعيشها المدينة وما سببته من الارتفاع الكبير في نسب البطالة في أوساط أبنائها من الشباب والخريجين.
وكان العلمي افتتح لقاءات أسبوع الريادة العالمي بجلسة عبر تقنية زووم (zoom) يوم الأحد الماضي بعنوان "القدس والريادة- نجاحات وإخفاقات"، حيث استعرض واقع البيئة الريادية في القدس ومتطلبات تهيئة المناخ المحفز للرياديين والرياديات في القدس. كما تناول خلال الجلسة عدة مواضيع تمحورت حول مفهوم الريادة وسمات الريادي الناجح القادر على التفكير خارج الصندوق وتطوير مشروعه بشكل مستمر لتجاوز المخاطر واقتناص الفرص سواء في السوق المحلي أو الأسواق العالمية، إضافة إلى التحديات التي يواجهها الرياديون، والفرص المتاحة أمامهم لتطوير مشاريعهم. وأجاب العلمي على استفسارات الرياديين المشاركين في الجلسة من القدس ومن محافظات الوطن، والتي تمحورت حول تطوير مشاريعهم، والتحديات التقنية والفنية، وتسجيل الشركات الناشئة، والتعامل مع الشركاء في المشروع وجذب المستثمرين.
وأعرب العلمي عن اعتزازه برياديي ورياديات القدس والذين تمكنوا من تحقيق نجاحات لافتة في مشاريعهم الريادية على الرغم من المعيقات التي تواجههم، معتبراً أن الريادة باتت تشكّل اليوم حلاً بارزاً لتعزيز صمود الشباب في المدينة المقدسة في ظل التحديات السياسية والاقتصادية المحيطة بالقدس. وأكد أن "جست" تواصل طيلة العام تنظيم اللقاءات وإتاحة الفرصة للرياديين الفلسطينيين للمشاركة في الفعاليات المحلية والدولية لتوجيههم إلى المسار الصحيح من أجل المساهمة في إنجاح مشاريعهم.
وتوجه العلمي بالشكر لصلاح العملة مدير عام شركة نمو للحلول التطويرية القائمة على تنظيم أسبوع الريادة العالمي في فلسطين. كما أشاد بجهود طاقم جست الذين تولوا مهمة التنسيق مع الخبراء والرياديين للانضمام إلى اللقاءات الافتراضية من أجل تحقيق الهدف من هذا الأسبوع الهام سيّما تمكين الرياديين من القدس ومن سائر محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة من الالتقاء مع الخبراء، ومناقشة التحديات والفرص ومتطلبات تطوير أفكارهم ومشاريعهم وتعزيز فرص التشبيك وجذب المستثمرين.
وشدّد العلمي على ضرورة توفير البيئة الريادية المشجعة لتعزيز صمود الرياديين في القدس والتي تشهد تقدماً ملحوظاً على صعيد الحالة الريادية، وقال مؤكداً "لقد ارتفع عدد المشاريع الريادية والشركات الناشئة ،كما ازداد إقبال الشباب على المشاريع الريادية في القدس، وصرنا نلاحظ جرأة أكبر لدى الرياديين في تطوير مشاريع خلاقة جديدة". وأعرب عن أمله بأن يحقّق أبناء القدس مزيداً من النجاحات في المشاريع الريادية من أجل تحسين الوضع الاقتصادي وتحقيق الحياة الكريمة للشباب والعائلات المقدسية، وأن يسهم تطوير بيئة ريادية محفزة إلى تثبيت الريادة في القدس وتحقيق هجرة عكسية باتجاه المدينة المقدسة عوضاً عن هجرة الشباب الريادي إلى الخارج.
وحول واقع الريادة في فلسطين، أوضح العلمي أن البيئة الريادية في فلسطين تتطور بشكل ملموس نتيجة اهتمام الحكومة الفلسطينية بالريادة، وخاصة استحداث وزارة الريادة والتمكين التي باتت تمثل عنواناً للرياديين في فلسطين، إضافة إلى تطوير وتسهيل الإجراءات لتحفيز الرياديين خاصة الرياديين المقدسيين حيث بات بإمكانهم اتخاذ عنوان لمشاريعهم في القدس سواء عبر تخصيص مقر منفصل أو الانضمام إلى حاضنة مقدسية دون الحاجة إلى التواجد في إحدى محافظات الضفة الغربية وذلك بهدف تثبيت الرياديين في القدس، هذا بالإضافة إلى ما تقدمه بعض البنوك الفلسطينية من تسهيلات تمويلية للرياديين بهدف دعمهم من أجل مواصلة مشوارهم الريادي.
وعلى مدار أسبوع، واصلت جست استضافة المتحدثين والخبراء في لقاءات عبر الانترنت، حيث تناولت الجلسات عدة مواضيع تهم الرياديين، وخاصة الوصول إلى المستثمرين والتشبيك معهم، والتعرف على الجانب القانوني في مجالات الريادة والشركات الناشئة، وعرض نماذج ناجحة لرياديات فلسطينيات في شركات وجامعات عالمية مرموقة، والتعرف على أساليب تسويق المشاريع الناشئة، وكيفية الاستفادة من تطبيقات الموبايل لإنجاح المشاريع والشركات الناشئة، وبناء شبكة المعارف على مستوى العالم، وغيرها من اللقاءات الهادفة إلى تحفيز الريادة والرياديين في فلسطين.