رام الله-أخبار المال والأعمال-أعلن صندوق الاستثمار الفلسطيني، والاتحاد الأوروبي، أن 40 مشروعا مولت ضمن المرحلة الثانية من برنامج "القدس" المشترك لتمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة في المدينة.
وأوضح الجانبان، في بيان صحفي، يوم الأربعاء، أن تقديم الطلبات للبرنامج، الذي تنفذه مؤسسة فلسطين للتنمية التابعة للصندوق، مستمرة.
ويهدف البرنامج إلى تقديم منح تمويلية للمشاريع المقدسية سواء، كانت الجديدة أو القائمة، في مختلف القطاعات الاقتصادية، من أجل توسيع نشاطاتها وتنمية أعمالها التجارية وتوفير مزيد من فرص العمل.
وتمتد المرحلة الثانية من البرنامج في الفترة من 2018-2021 بحجم تمويلي يبلغ 2.3 مليون يورو بتمويل مشترك من الاتحاد الأوروبي وصندوق الاستثمار الفلسطيني، وستؤدي إلى ضخ مبلغٍ مماثل تقريباً في الاقتصاد المقدسي من قبل المستفيدين نظراً لطبيعة وشروط البرنامج.
واستفاد من البرنامج حوالي 30 مشروعا لغاية الآن، من خلال حصولهم على منح تمويلية ساهمت في إطلاق مشاريع جديدة، أو ساعدتهم في تنفيذ خططهم التوسعية لمشاريعهم القائمة، وزيادة إنتاجية تلك المشاريع، الأمر الذي سيساهم في توفير أكثر من 150 فرصة عمل لأهلنا في القدس، والحفاظ على حوالي 200 فرصة عمل أخرى، في حين حصل 14 مشروعا آخر على الموافقة النهائية للتمويل وهي الآن في مرحلة العطاءات.
وتم الانتهاء من المرحلة الأولى من البرنامج في عام 2017، بحجم تمويلي وصل إلى حوالي مليوني يورو، وأدّى إلى ضخّ مبلغٍ مماثل من المشاريع المستفيدة في الاقتصاد، حيث استفاد منها 21 مشروعا وساهمت في خلق ما يزيد على 110 وظائف جديدة.
وقال رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمار الفلسطيني محمد مصطفى، "يسعى الصندوق إلى تطوير اقتصاد مدينة القدس من خلال محفظة استثمارية بالشراكة مع عدد من الأطراف المحلية والدولية، ويشكل هذا البرنامج جزءا من هذه المحفظة".
وأضاف "يدير الصندوق إضافة إلى هذا البرنامج محفظة استثمارية تصب في تطوير اقتصاد القدس، وذلك من خلال مجموعة من الاستثمارات العقارية والسياحية إلى جانب قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة من خلال برنامج إقراض بفوائد منافسة بالتعاون مع مؤسسات الإقراض العاملة في القدس، بحيث تهدف هذه الاستثمارات والبرامج إلى المساهمة في تمكين أهلها وتفعيل القطاعات الاقتصادية الحيوية فيها، وتوفير فرص العمل، وإعادة الأهمية السياحية والاقتصادية والوطنية لها".
من جهته، قال مدير عام مؤسسة فلسطين للتنمية جمال حداد "بناء على النجاح الذي حققه البرنامج في مرحلته الأولى؛ أطلق الاتحاد الأوروبي وصندوق الاستثمار المرحلة الثانية من البرنامج منتصف العام 2018 التي ما زالت تستقبل الطلبات من المشاريع المقدسية".
وأوضح ان المرحلة الثانية من البرنامج "تتميز باستفادة عدد من المشاريع الناشئة والشبابية، إضافة إلى التنوع القطاعي لتلك المشاريع، والعاملة في قطاعات التكنولوجيا والرعاية الصحية والصناعة والمهن الحرفية والصناعات الغذائية والتعليم وريادة الأعمال والسياحة وغيرها. كما أسهم التمويل الذي قدمه البرنامج في إطلاق أكثر من 8 مشاريع جديدة بالكامل، وبنسبة تمثيل جيدة من الشباب والنساء".
وأعرب حداد عن شكره للاتحاد الأوروبي لدوره في تمويل هذا البرنامج، ومساهمته في تطوير اقتصاد مدينة القدس، حيث إن معظم المشاريع المستفيدة وظفت التمويل في تطوير أنشطتها والارتقاء إلى مستويات متقدمة في العمل.
وشدد حداد على أن هناك العديد من المشاريع الواقعة في مناطق حيوية كالبلدة القديمة في مدينة القدس، التي استفادت من البرنامج وهي مشاريع سياحية وتجارية ساهم البرنامج في تعزيز صمودها هناك، وتطوير أنشطتها. من جهة أخرى، ساهم البرنامج في دعم مشاريع تقع في مناطق مهدد أصحاب الأعمال فيها بالتهجير، ومناطق أخرى تواجه صعوبات واحتكاك مباشر مثل: وادي الجوز والعيسوية في القدس.
نماذج وقصص نجاح:
تطبيق "توازن" – تطبيق التأمل العربي الأول
تقول سونا عثمان، المؤسسة والمديرة التنفيذية لشركة "توازن" وهو أحد المشاريع المستفيدة: "لقد كان تطبيق "توازن" مجرد فكرة، وحصلنا على تمويل من برنامج القدس لتأسيس وتطوير وإطلاق التطبيق، وبالفعل نجحنا في إطلاق "توازن" وهو تطبيق للأجهزة المحمولة لتمكين التأمل للمتحدثين باللغة العربية، كما نجحنا في الوصول الى 13 دولة حول العالم، بما في ذلك الدول العربية، وأمريكا وأوروبا. ويقدم "توازن" تأملات موجهة بمواضيع متعددة ولفئات عمرية مختلفة منها الأطفال، ويقوم المستخدمون بعد العثور على مكان هادئ باختيار التأمل الذي يريدونه من التطبيق، بدءًا من التنفس إلى اليقظة الذهنية أو الاسترخاء قبل النوم".
وأضافت عثمان: "نجح المشروع في استقطاب شركات رائدة للاستثمار في "توازن"، حيث استثمر صندوق ابتكار في التطبيق على اعتبار أن ابتكار متخصص في الاستثمار في الشركات التكنولوجية الناشئة، بالإضافة إلى وجود إمكانيات كبيرة في نجاح التطبيق وزيادة انتشاره. كما لاقى التطبيق إقبالا واسعاً، الأمر الذي أهله للمشاركة والفوز في مسابقة Hub71 MENA Growth Competition على مستوى الشرق الأوسط".
مركز Amal’s Skincare للعناية بالبشرة
استفادت خبيرة البشرة أمل سعيد من البرنامج وحصلت على تمويل لمشروعها القائم Amal's Skincare Profiles وهو مركز للعناية بالبشرة، حيث تم توظيف التمويل في شراء آلات حديثة مكنتها من فحص وتشخيص وتقديم خدمات العناية بالبشرة، الأمر الذي ساهم بزيادة الزبائن.
مصنع Hygel Activia
في ظل ظروف جائحة "كورونا" التي مرت بها المنطقة، استفاد مصنع Hygel Activia من برنامج القدس، وهو مصنع لمعقمات اليدين، حيث ساهم التمويل الذي حصل عليه المشروع في شراء آلات حديثة ساهمت في زيادة الإنتاجية، وتلبية الطلب المتزايد في هذه الظروف.
مطبعة Printx
من الأفكار الريادية التي ساهم البرنامج بتطويرها، مشروع Printx، وهو مكتب لتقديم خدمات الطباعة التقليدية، إلى جانب طباعة الخرائط للمهندسين المعماريين والمقاولين. ويقول السيد عنان جناح مدير المشروع: "نمتلك خبرة سابقة في الطباعة بكافة أشكالها، ونبعت فكرة الخرائط من وجود حاجة ملحة لتوفير خرائط هندسية واضحة وبدقة عالية، وبعد الحصول على التمويل من برنامج القدس، تمكنا من الحصول على آلات حديثة ساهمت في تطبيق فكرة طباعة الخرائط على الواقع، وزيادة إنتاجية المشروع بعد إدخال هذه الفكرة".
شماسي وعرائش خشب القدس
حصل مراد بزبز على تمويل لإنشاء مشروع (شماسي وعرائش خشب القدس)، ليصبح صاحب مصلحة بعد كان موظفاً لأكثر من 25 عاما، وليعمل على تطوير مشروعه الخاص به في تركيب العرائش والديكورات الخارجية.
مركز 6/6 للبصريات
حصلت مجد الأشهب أخصائية البصريات على تمويل من البرنامج، وبدأت من الصفر بإنشاء مشروعها الخاص 6/6 وهو مركز للبصريات يشمل فحوصات نظر وبيع النظارات وصقل العدسات، وذلك بعد أن كانت تعمل موظفة.