رام الله-أخبار المال والأعمال-احتفل بنك فلسطين، مؤخراً، بتخريج الفوج الرابع من خريجات برنامج فلسطينية لإدارة الأعمال Mini MBA كجزء من نشاطات البنك واستراتيجيته لتعزيز دور المرأة وتمكينها من الدخول في الحياة الاقتصادية والاجتماعية.
وتخرجت خلال الحفل 35 سيدة أعمال وريادية فلسطينية من بين 80 سيدة تقدمن للمشاركة في دورة الفوج الرابع للبرنامج.
وجرى تنظيم الحفل في مقر المركز الرئيسي للإدارة العامة لبنك فلسطين في مدينة رام الله، بالتواصل مع الحضور والمشاركين في مدينة غزة، بحضور رئيس مجلس إدارة مجموعة بنك فلسطين المالية هاشم الشوا والمدير العام رشدي الغلاييني، ومحافظ سلطة النقد الفلسطينية عزام الشوا، ومحافظ محافظة رام الله والبيرة ليلى غنّام، والشريك المسؤول في شركة أرنست ويونغ إحدى شركاء البرنامج سائد عبد الله، ومديرة جمعية تنمية المرأة الريفية نادية حرب وممثل منظمة أوكسفام رحّال رحّال وعدد من المسؤولين في مجموعة بنك فلسطين وحشد من الشخصيات الريادية النسوية، وبمشاركة إعلاميين وصحفيين.
وعبر رئيس مجلس إدارة مجموعة بنك فلسطين هاشم الشوا عن سعادته بهذا الإنجاز وتخريج دفعة جديدة من برنامج فلسطينية لإدارة الأعمال Mini MBA، سارداً في الوقت ذلك تطور البرنامج، الذي بدأ منذ العام 2015 حيث تم تخريج أول فوج، في حين وصل عدد المستفيدات من برنامج فلسطينية إلى ما يزيد عن 12 ألف سيدة، من خلال 800 ورشة عمل، مشيداً بالشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات والفعاليات الشعبية التي استضافت وتعاونت مع البنك لتنفيذ الدورات واللقاءات الارشادية والتدريبية لتصل إلى أكبر عدد من النساء، والتي ساهمت بشكل رئيسي في إنجاح هذا المشروع، والتي وصلت بحسب الشوا الى ما يزيد عن 120 جمعية ومؤسسة ومنظمة محلية ودولية.
من ناحيته، قال الغلاييني إن برنامج "فلسطينية" تم تصميمه كجزء من استراتيجية البنك الداخلية والخارجية لتحقيق الشمول المالي من جهة، وتوفير فرص عمل متكافئة للموظفات من جهة أخرى.
وبحسب الغلاييني، فقد أضحى "فلسطينية" اليوم برنامجاً مستداماً ذا تأثير ايجابي في تمكين المرأة وتقوية قدراتها في مجال إدارة المشاريع الصغيرة من حيث إنشاء مشاريع جديدة أو تطوير مشاريع قائمة، ومساعدتهن على دخول معترك الحياة الاقتصادية وخوض ساحات العمل.
وأشاد الغلاييني بالشراكات التي عقدها البنك أثناء تنفيذه للبرنامج، مشيراً الى أن النجاح على المستوى المحلي لم يكن ليتحقق لولا الشراكات المميزة التي عقدها البنك مع مؤسسات آمنت بهذه الإستراتيجية كمؤسسة التمويل الدولية، وشركة Ernst & Young، ومنتدى سيدات الأعمال، وبتعاون مميز وخاص مع جمعية تنمية المرأة الريفية ومنظمة أوكسفام والوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي SIDA.
وقال الغلاييني إنه تم تخريج ما يزيد عن 130 سيدة من كل المدن الفلسطينية، حصلن على تدريبات متقدمة شملت إدارة المشروع باستخدام نموذج Lean Canvas ومجالات القيادة وتطوير الأعمال والتسويق والتسعير وخدمة الزبائن وإدارة الموارد البشرية والإدارة المالية والضرائب والتسجيل.
كما تم خلال البرنامج تشبيك السيدات مع موظفي البنك لتلبية احتياجاتهن المصرفية وتقديم الخدمات الاستشارية غير المالية وتشبيكهن مع جهات أخرى لمساعدتهن في تطوير أعمالهن.
من جانبها، عبرت غنّام عن سعادتها للمشاركة في حفل تخريج برنامج فلسطينية، مشيرةً إلى أن أي فعاليات تدعم النساء الفلسطينيات هي محط اهتمام لها، مثمنة الدور الذي يقوم به البنك تجاه المجتمع الفلسطيني عبر دعمه من خلال برامج المسؤولية الاجتماعية.
بدورها،، أشادت حرب بالجهود التي بذلها بنك فلسطين من خلال برنامج فلسطينية لتمكين المرأة وتطوير إمكانياتها الإدارية والقيادية وسعيه الدائم نحو إدماجها أكثر في الحياة الاقتصادية والاجتماعية، مطالبةً بعمل المزيد لتنال المرأة الفلسطينية حقوقها وتساهم في عملية التنمية في فلسطين.
من جهته، قال محمد صوافطة مدير برنامج العدالة الاقتصادية في منظمة أوكسفام والهادف لتحسين نظام السوق والحوكمة في القطاع الزراعي، إن دعم المرأة وتمكينها اقتصادياً واجتماعياً هو في صلب سياساتها واستراتيجيتها للعمل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويأتي الاستثمار في هذا البرنامج التدريبي ترجمة على أرض الواقع لتلك السياسات.
وسعت منظمة أوكسفام من خلال هذا البرنامج التدريبي لإعطاء فرصة للنساء للوصول إلى موارد التدريب وتحسين مهاراتهن وخبرتهن النظرية والعملية في عالم المال والأعمال، والتي بالتالي ستنعكس على جودة أعمالهن في مشاريعهن العامة أو الخاصة وعلى أدائهن المهني أيضاً بما يشكّل خطوة أساسية متقدمة نحو تحقيق تمكين اقتصادي اجتماعي حقيقي.
وأضاف صوافطة إن هناك فرصة ذهبية للنساء للاستفادة من خبرات عملية لنساء أخريات شاركن في هذا التدريب، وهو أيضاً انعكاس لاستراتيجيات أوكسفام للتمكين الاقتصادي للمرأة والتي تؤكد على العمل الجماعي والشمولي لتحقيق أهداف التمكين المرجوة.
وتابع: "ستستمر مؤسسة أوكسفام بالعمل، ومن منطلق إيمان المنظمة بتمكين النساء الفلسطينيات من خلال ابتكار حلول للمشكلات والتحديات الاقتصادية التي تواجه النساء في المجتمع الفلسطيني لتحقيق المساواة بين الجنسين، وخلق بيئة مواتية وزيادة الفرص المتاحة لإدراج المرأة ومشاركتها في صنع القرار".
وفي كلمته خلال الحفل، أثنى محافظ سلطة النقد على بنك فلسطين ومبادراته في رعاية برامج من شأنها أن تسهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتستهدف فئات المرأة والشباب لتساعدهم على تحقيق طموحاتهم، مؤكداً على انسجام ذلك مع توجهات واستراتيجيات سلطة النقد، في كل ما يسهم بتمكين المرأة مصرفياً، وتحقيق الشمول المالي، وإحداث تطور نوعي لدى القطاع المصرفي الفلسطيني.
وأوضح الشوا أن نسبة الإناث اللواتي يمتلكن حسابات مصرفية بلغت حتى نهاية عام 2019 حوالي 30%، داعياً المصارف ومؤسسات الإقراض إلى ضرورة تركيز سياساتهم التمويلية المستقبلية بما يلبي احتياجات المرحلة القادمة من خلال التخصص في إعداد برامج التمويل على أن تشمل منتجات مصرفية تستهدف المرأة، خاصة صاحبات المشاريع الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، مشيراً إلى أثر ذلك في زيادة الناتج المحلي وتطوير الاقتصاد الوطني.
الجدير بالذكر أن تنفيذ هذا البرنامج على وجه الخصوص جاء ضمن مشروع "التطوير العادل في الإنتاج الزراعي ونظم السوق من أجل التنمية الاقتصادية في الأراضي الفلسطينية المحتلة" وهو برنامج يرتبط بالأنشطة المجتمعية التي تقوم بها "جمعية تنمية المرأة الريفية" من خلال منظمة أوكسفام بتمويل من الوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي SIDA.
وفي نهاية الحفل، تم تكريم الجهات الداعمة والشريكة للمشروع، لا سيما سلطة النقد الفلسطينية، وجمعية المرأة الريفية، ومؤسسة التمويل الدولية، وشركة Ernst & Young ومنتدى سيدات الأعمال، ومنظمة أوكسفام، والوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي SIDA الذين بذلوا جهوداً في إنجاح هذا البرنامج، فيما تم بعد ذلك توزيع الشهادات الخاصة بالخريجات.