دافوس-بي بي سي-وكالات-تعرض وزير الخارجية اللبناني السابق جبران باسيل إلى موقف محرج خلال مشاركته في جلسة حوارية ضمن فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي في بلدة دافوس السويسرية.
وقد بدا على باسيل الإرتباك والتعجب من الأسئلة التي وجهتها له محاورته هادلي غامبل المذيعة في قناة "سي إن بي سي" الأمريكية.
واستهلت المذيعة هادلي غامبل المقابلة بسؤال وجهته لجميع الحاضرين حول فرص نجاح الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة حسان دياب.
وباستثناء شخص واحد، لم يبد أحد من الحاضرين تفاؤله بالحكومة الجديدة، التي يعتقد كثيرون بأن باسيل كان أحد أبرز مهندسيها.
من أين لك هذا؟
ثم واصلت المذيعة حوارها مع باسيل، فسألته "كيف وصلت إلى هذا المنتدى؟ هل أتيت على متن طائرة خاصة؟".
وبدت علامات التعجب على الوزير اللبناني السابق، الذي كرر سؤال محاورته قبل أن يجيبها: "بباسطة لقد جئت على نفقتي الخاصة".
وأردف: "عادة ما تنتشر الشائعات والأكاذيب في هكذا مسائل. لكن اعتدت على ذلك. وفي الحقيقة لم أكلف خزينة الدولة قرشا واحدا".
ولم تكتف المذيعة بتلك الإجابة فأتبعتها بسؤال آخر: "كيف يمكن لوزير لبناني يتقاضى 5 آلاف دولار شهريا أن يستأجر طائرة خاصة؟ هل هي من أموال العائلة؟".
فرد باسيل: "كلا، إنها هدية من صديق، لقد أتيت بدعوة إلى هنا".
وعلقت المذيعة بنبرة ساخرة: "أتمنى أن أحظى بأصدقاء مثل هؤلاء".
وهنا تدخلت سيغريد كاغ، وزيرة التجارة الهولندية والمنسّقة الخاصّة السابقة للأمم المتحدة في لبنان، فقالت: "عندما نكون في الحكومة يُمنع علينا أن يكون لدينا مثل هؤلاء الأصدقاء".
وتابع باسيل قائلا: "أبلغت منظمي المنتدى بأني لن أكون في المنصب عند انعقاد المؤتمر لكنهم أصروا على استضافتي".
وطال الحوار بين الوزير والمذيعة، التي أكدت في أكثر مناسبة أن الكثير من اللبنانيين لا يرغبون به كممثل لبلدهم في دافوس.
لكن الوزير رد قائلا: "يحق لي أن أمثل لبنان بالطبع، فأنا رئيس أكبر كتلة برلمانية".
عريضة ووسم
وأغضب ظهور باسيل في المنتدى الاقتصادي العالمي العديد من اللبنانيين عبر مواقع التواصل.
وتصدر اسمه واسم المذيعة الأمريكية قوائم العبارات الأكثر تداولا على تويتر في البلاد.
كما أطلق مغردون وسم "جبران باسيل لا يمثلني" وطالبوا من خلاله بشطب مشاركة باسيل، وذكروه بالحملات الرافضة لذهابه وتمثيله لبنان في المنتدى.
وعلى موقع (change.org) وقع أكثر من 14 ألف لبناني عريضة حملوا فيها باسيل مسؤولية "ما آلت إليه الأوضاع في البلاد".
كما ركز قطاع واسع من المغردين على تقييم أداء المذيعة الأمريكية بالإشادة والسخرية من "تعثر باسيل في مجاراة أسئلتها".
ورأى العديد من اللبنانيين أن المذيعة استطاعت كسر الهالة التي أحاط بها باسيل نفسه دون أن تخل بأساسيات العمل الصحفي.
وقال فريق منهم إنها قدمت "درسا في إعداد الحوارات الممتعة والرصينة للكثير من الإعلاميين العرب".
وبعكس هؤلاء، دافع آخرون عن باسيل ووصفوا أداء المذيعة بـ"المتحيز والفض".
وقارنوا حوارا مع الوزير اللبناني بمقابلة كانت قد أجرتها مع وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير، على هامش مؤتمر دافوس.
لماذا ينتقد اللبنانيون باسيل أكثر من غيره؟
قبل أيام، تشكلت حكومة جديدة في لبنان برئاسة حسان دياب، بدعم من حزب الله وحلفائه.
ويعد حزب "التيار الوطني الحر" الذي يترأسه باسيل من أبرز الداعمين لحكومة دياب.
وقوبلت الحكومة الجديدة بالرفض من قطاع واسع من اللبنانيين، الذين خرجوا بقوة إلى الشارع، مطالبين برحيل الطبقة السياسية بأكملها.
كما ردد بعضهم هتافات من قبيل: "ارحل ارحل يا حسان، وارحل يا باسيل".
واعتبر المحتجون اللبنانيون أن الحكومة الجديدة أعادت إنتاج نظام المحاصصة الطائفي، الذي كان سبباً في اندلاع موجات التظاهر في لبنان.
ويشهد لبنان منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول السابق احتجاجات ضد الطبقة السياسية، التي يحملونها مسؤولية تدهور الوضع الاقتصادي وانتشار الفساد.
ونال فيها باسيل نصيب الأسد من الانتقادات والشتائم.
ويتصدر وزير الخارجية اللبناني السابق نقاشات المدونين عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
ويصفه فريق من اللبنانيين بأنه "الصهر المدلل" و"المتسلق" الذي شق طريقه بواسطة المحسوبية والفساد.
فيما يتهمه كثيرون أيضا بالعنصرية والطائفية، ويعتبرونه أحد معارضي الاحتجاجات الأخيرة.
من جهته، يقول باسيل إنه يدعم الحركة الاحتجاجية، معتبراً أنها "إيجابية للغاية".
وأضاف: "إنهم يحتجون لأنهم فقدوا المال، هم ليسوا متحدين على الإطلاق حول أي موضوع سياسي".