الرياض (رويترز) - قال أمين الناصر الرئيس وكبير الإداريين التنفيذيين لشركة أرامكو السعودية في رسالة لموظفي الشركة إن أرامكو باتت بعد الهجمات على معاملها النفطية في بقيق وخريص في 14 سبتمبر أيلول ”أقوى من ذي قبل“.
وتسببت الهجمات التي وقعت في 14 سبتمبر أيلول على منشأتي بقيق وخريص، وهما من أكبر معامل معالجة النفط في المملكة، في اشتعال حرائق كبيرة وإلحاق أضرار جسيمة مما أسفر عن خفض الإنتاج لأكبر مصدر للنفط في العالم إلى النصف بوقف 5.7 مليون برميل يوميا من صادراتها.
وقال الناصر في الرسالة التي وجهها بمناسبة اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية الذي يحل في 23 من سبتمبر أيلول ”لا شك أن المعتدين كانوا يرغبون في رؤيتنا منكسرين مزعزعين، ولكن بفضل الله كان لتلك الاعتداءات التي استهدفت ضرب الاقتصاد العالمي وزعزعة صناعة النفط السعودية من خلال تدمير بنية أرامكو السعودية أثر إيجابي لم يحسب له المعتدون حسابا“.
وتابع قائلا في رسالته ”وبات وطننا العزيز، ومنه نحو سبعين ألف موظف وموظفة في الشركة، على غير ما أراد أعداؤنا، أقوى من ذي قبل“.
وأشار الناصر إلى أثر التحرك السريع لاحتواء الحرائق وبدء أعمال الإصلاحات وقال إنه أدى لتحجيم أثر الهجمات على سوق النفط والاقتصاد العالمي.
وقال في الرسالة ”هذه الهجمات الإجرامية لم تؤثر على أعمال أرامكو السعودية فقط بل امتد أثرها التخريبي إلى زعزعة أسواق الطاقة العالمية وتهديد أمن الطاقة العالمي والإضرار بالاقتصاد العالمي على حد سواء“.
وتابع قائلا ”وقد كانت استجابتنا للأحداث غير مسبوقة في سرعتها ومرونتها وثباتها... وقد تمكنا بفضل الله... من استئناف إنتاج خريص خلال 24 ساعة من وقوع الهجوم. واستأنفنا الإنتاج في معامل بقيق بعدها، ونحن نتوقع عودة الإنتاج إلى مستوياته السابقة بإذن الله نهاية الشهر الجاري“.
وأضاف ”أثبتت هذه الأحداث الجسيمة... أن موثوقية المملكة ... ممثلة هنا في أرامكو السعودية راسخة وقوية وأهل للاعتماد عليها مهما كانت الظروف“.
وبعد ستة أيام من الهجوم الذي استهدف قلب قطاع النفط السعودي وزاد من حدة صراع مستمر منذ عقود مع إيران، نظمت أرامكو جولة لوسائل الإعلام يوم الجمعة للوقوف على الأضرار وجهود الإصلاح.
وسحبت الشركة آلاف الموظفين والمتعاقدين من مشروعات أخرى للعمل على مدار الساعة لاستعادة الإنتاج. وقال مسؤولون في أرامكو للصحفيين إن الشركة تأتي بمعدات من الولايات المتحدة وأوروبا لإعادة بناء المنشآت المتضررة.
وقال الناصر في الرسالة التي اطلعت عليها رويترز ”لم تتخلف المملكة ممثلة في أرامكو عن الوفاء بأي التزام عليها لأي عميل من عملائها الدوليين“ مضيفا أن الشركة ستستمر في الوفاء بمهمتها بتوفير الطاقة التي تحتاجها الأسواق العالمية.
وصرح وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان يوم الثلاثاء بأن السعودية استعانت بمخزوناتها للحفاظ على تدفق إمدادات النفط لعملائها داخل وخارج المملكة.
وأعلنت حركة الحوثي في اليمن مسؤوليتها عن الهجمات لكن مسؤولين أمريكيين قالوا إنها جاءت من جنوب غرب إيران. ونفت طهران، التي تدعم الحوثيين، أي ضلوع لها في الهجمات.
وقالت السعودية إن 18 طائرة مسيرة وثلاثة صواريخ استهدفت بقيق، أكبر معمل لمعالجة النفط في العالم، بينما استهدفت أربعة صواريخ منشأة خريص.
ولم تسفر الهجمات عن سقوط أي مصابين في الموقعين على الرغم من أن آلاف العمال والمتعاقدين يعملون ويعيشون في المنطقة.