غزة-الأيام-ما زالت المناطق الزراعية شرق محافظة خان يونس، جنوب قطاع غزة، تحتفظ بلقب سلة الخضروات الرئيسية في القطاع، اذ تزود الأسواق بكافة أنواع الخضروات والتوابل الخضراء، وحتى أنواع من الفواكه.
ودفعت الخبرات التي اكتسبها مزارعو المناطق المذكورة، للعمل على تطوير الزراعة كماً ونوعاً، فبعد الوصول لطرق تزيد الإنتاج وتحسنه، بدؤوا بالبحث عن زراعات جديدة وواعدة، لفتح أسواق لخضروات لم تكن معروفة في القطاع.
واستغل المزارعون توفر أنواع جديدة من الخضروات مثل القرنبيط الأخضر، والمعروف باسم "البروكلي"، وكذلك الشمندر أو "البنجر"، في مختبر كلية الزراعة بجامعة الأزهر، وقيام الأخيرة بتقديمها لهم كدعم، وبدؤوا بزراعة النوعين، على نطاق ضيق، ما لبث أن توسع لاحقاً.
زراعات واعدة
ويقول المزارع خالد قديح، ويمتلك أرضاً زراعية في بلدة خزاعة، إن التفكير بزراعات جديدة غير موجودة في قطاع غزة كان يراوده منذ سنين، وهو دائم البحث على شبكة المعلومات الالكترونية "انترنت"، وكان يتمنى دائماً توفر أنواع جديدة من الأشتال، وفي مقدمتها البروكلي والبنجر الغنيان بمواد وعناصر غذائية وعلاجية لا تعد ولا تحصى.
وأكد قديح أنه كان من أوائل الحاصلين على الأشتال، وخصص أرضاً لزراعة النوعين، وقدم لهما كل الرعاية الممكنة، حتى نجحت زراعتهما وأعطيا إنتاجاً جيداً، وكان سعيداً جداً بنجاح التجربة، بل واكتشف أن أراضي شرق خان يونس، مناسبة جداً لزراعة هذين النوعين.
وأكد أن زراعة النوعين المذكورين بدأ ببلدة خزاعة، ثم عبسان والقرارة المجاورتين، وكانت البداية بعدد محدود من الدونمات، ثم توسعت وأصبحت زراعة أوسع، خاصة بعد إضافة أشتال الكرفس كنوع ثالث مستحدث.
صعوبات في التسويق
وأوضح قديح أن المشكلة الوحيدة التي واجهها المزارعون كانت صعوبة تسويق المنتوجات الزراعية، فهذه الأصناف جديدة غير معروفة في قطاع غزة، والناس في البداية ترددوا في شرائها، وأول موسم تعذر بيعها.
وأشار إلى أن العام الحالي وهو الثاني لزراعتها، كان أفضل بكثير، فقد شاع صيت البروكلي والشمندر كخضروات غنية بالمواد النافعة للجسم، وكذلك علاجية، وبدأ الناس يقبلون عليها بصورة أكبر.
وأكد أن حرص البعض على وجود هذين النوعين في منازلهم، دفعهم للمجيء للمزارع لشرائهما، فيما بات الباعة يخصصون مكاناً على بسطاتهم، وثمة إقبال متزايد من المواطنين، خاصة على البروكلي الموجود في كل دول العالم، ويُعرف في بعض المناطق بالذهب الأخضر، لما يدره على المزارع من أرباح، ويقدم فائدة صحية كبيرة لمن يتناوله.
وتوقع التوسع بزراعة الأصناف المذكورة مستقبلاً، وربما استحداث أنواع أخرى جديدة، فهناك الكثير من أنواع الخضروات التي يصلح زراعتها في قطاع غزة لكنها للأسف غير موجودة، والأصل يكون تنوع في المزروعات، منوهاً إلى انه وعلى الصعيد الشخصي ينوي الاستمرار بزراعة الأنواع المذكورة، فقد سئم الزراعات التقليدية.
وكانت زراعة فاكهة الأناناس الاستوائية حققت نجاحاً كبيراً في قطاع غزة، إذ زُرعت في الدفيئات الزراعة بمناطق المحررات كتجربة أولى خلال العام الماضي.