رام الله-يواصل الشاب أحمد أبو هنية (21 عامًا) من بلدة عناتا، شمال شرق القدس المحتلة، بحثه عن عمل بعد أن أنهى تعليمه في الكلية بتخصص الفندقة والسياحة. وحتى اللحظة، لم تتح له الفرصة للعمل في تخصصه، الأمر الذي دفعه لمساعدة والده في عمله بمجال البناء.
وتشير نتائج مسح القوى العاملة لعام 2017 والصادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء، إلى أن نسبة البطالة في القدس بلغت نحو 14%.
لكن أبو هنية لم يفقد الأمل في الحصول على عمل في مجال تخصصه. ويقول:"ما زلت أطرق أبواب الشركات والفنادق...لكن الأمر لا يخلو من صعوبات".
وشارك أبو هنية، إلى جانب العشرات من الخريجين والباحثين عن عمل في يوم توظيف بمدينة رام الله، ضمن مشروع "تقديم الخدمات المتكاملة للتدريب المهني والتوظيف لشباب القدس"، والذي تنفذه جمعية جهود للتنمية المجتمعية والريفية. وشهد يوم التوظيف مقابلات مع شركات تعمل في مجال السياحة وفنادق ومطاعم.
ويعد قطاع السياحة والخدمات من القطاعات الاقتصادية الواعدة في مختلف محافظات الضفة الغربية. في رام الله، على سبيل المثال، تعج المدينة بالمطاعم والفنادق والمقاهي.
ويقول مغنم غنام، المدير التنفيذي لجمعية جهود إن المشروع يهدف إلى تطوير قدرات الشباب المقدسي بشكل خاص والشباب الفلسطيني بشكل عام وتسهيل اندماجهم في سوق العمل عن طريق تزويدهم بمجموعة من المهارات التقنية المتخصصة بمجال السياحة والفندقة، والتدريب المهني في مكان العمل، والتوظيف لاحقًا.
واستهدف المشروع شباب تراوحت أعمارهم بين 16-29 سنة، متخصصون في مجال السياحة، من القدس وضواحيها.
ويشير غنام إلى أن جمعية جهود دربت 350 شاب وشابة في هذا المجال، حصل أكثر من 100 منهم على وظيفة بعد التدريب. ويضيف: "طموحنا أن نوظّف عدد أكبر، لذلك نعمل على تنظيم أيام توظيف مختصة بقطاع السياحة والخدمات في رام الله والقدس وبيت لحم، بهدف التشبيك بين الخريجين الباحثين عن عمل والمشغّلين في هذا القطاع الذين يبحثون عن كفاءات مدرّبة ومهنية".
وتقول سرين خانو، المسؤولة في أكاديمية السيزر للضيافة في رام الله، إن قطاع السياحة والخدمات في فلسطين ينمو بصورة سريعة، والمشغلون يبحثون دومًا عن أصحاب الكفاءات في هذا المجال، لذلك برزت الحاجة لوجود أكاديميات ومعاهد متخصصة تقدم الدورات والتدريبات في فنون الضيافة والطهي والفندقة والخدمات السياحية.
والجدير ذكره أن الحكومة الفلسطينية، من خلال وزارتي التربية والتعليم العالي والعمل، تبذل جهودًا كبيرة لتغيير الصورة النمطية تجاه قطاع التعليم المهني والتقني في فلسطين، وإيلاء هذا القطاع أهمية أكبر لما له من دور فاعل في تحقيق التنمية المستدامة والحد من البطالة المتفشية بين صفوف الشباب والخريجين.