غزة-الأيام-محمد الجمل-بدت شواطئ محافظات غزة شبه خالية من مراكب الصيادين، مع حلول مساء أمس، بعكس ما كان سائداً قبل أسبوعين؛ فإجراءات الاحتلال الجديدة واعتداءاته المتواصلة ضد الصيادين، تسبّبت في خنقهم، ومنعتهم من ممارسة حرفتهم التي يعتاشون منها؛ فقد خفضت قوات الاحتلال مساحة الصيد المسموح للصيادين التحرك فيها من تسعة أميال بحرية إلى ثلاثة فقط، لكن وفق ما يؤكده صيادون فإنهم يتعرضون لإطلاق نار حتى وهم يصطادون في مسافة لا تزيد على ميلين بحريين.
قيود كبيرة
الصياد محمد النجار أكد أن قرار تقليص مساحة الصيد حتى ثلث المساحة التي كان يسمح للصيادين العمل فيها يعتبر سابقة خطيرة، ومحاربة للصيادين في قوتهم، وهذا القرار فعلياً منع الصيادين من دخول البحر، لأن المساحة المسموح لهم الصيد والتحرك فيها هي في مجملها مناطق فقيرة وخالية من الأسماك.
وأوضح أن الصيادين حتى إن حاولوا الصيد فيها يتعرضون لإطلاق نار مباشر، ما يشكل تهديداً حقيقياً على حياتهم، وقد أصيب أحد الصيادين برصاص الاحتلال قبل يومين.
وبيّن النجار أن معظم الصيادين قرروا توفير الوقود الذي سيخسرونه في رحلاتهم البحرية، وتجنب الأخطار المحدقة التي تتربص بهم خلال عملهم في البحر، لذلك فغالبيتهم لا تغامر بنزول البحر بالمطلق.
وأشار النجار إلى أن استمرار الوضع الحالي يصيبهم بضرر بالغ، خاصة أنه بعد حوالى شهر ونصف الشهر يبدأ موسم الصيد الثاني في بحر غزة، وهو موسم ينتظره الصيادون بفارغ الصبر.
معاقبة الصيادين
أما الصياد خالد عابد، فأكد أن الاحتلال يسارع دائماً لمعاقبة الصيادين الفقراء كوسيلة للضغط وتحقيق أهداف سياسية، ودائماً هم من يدفعون الفاتورة الأكبر، ويخسرون أرزاقهم، وأحياناً حياتهم.
وأشار عابد إلى أنه، مع الكثير من الصيادين، قرروا التوقف عن العمل في ظل الأوضاع الصعبة التي يواجهونها، فكل من يدخل البحر يتعرض لإطلاق النار والملاحقة من قبل بحرية الاحتلال، حتى وإن كان يعمل في المنطقة التي سمحت قوات الاحتلال للصيادين التحرك والصيد فيها.
ونوّه عابد إلى أن بعض الصيادين انصرف لمهن أخرى مثل الزراعة، وآخرون نفضوا الغبار عن شباك صيد بدائية كانوا هجروها، وباتوا يلاحقون الأسماك على الشاطئ، معتمدين على مراكب صغيرة أو على قدراتهم في السباحة، علهم يوفرون قوت أبنائهم.
وأوضح أن العديد منهم يضع شباكاً لساعات في المياه، وكثيراً ما يخرجونها خالية من الأسماك، إلا أنهم يكررون المحاولات.
أسواق فقيرة بالأسماك
ومنذ بدء صدور قرارات الاحتلال المتتالية بحق الصيادين، وفرض حصار بحري مشدد على قطاع غزة، بدأت أسواق القطاع تعاني من شح كبير وواضح في الأسماك البحرية الطازجة، واختفى العديد من الأنواع التي كانت تعرض فيها.
ويقول بائع الأسماك أحمد أيوب: إنه بات مضطراً للتوجه إلى مزارع الأسماك من أجل شراء كميات وعرضها في السوق، رغم عدم تفضيل المواطنين لها، وأحياناً يتوجه إلى حسبة الأسماك الواقعة على شاطئ البحر، عله يصدف كمية نجح صيادون في إخراجها من البحر.
ونوه إلى أن معظم المواطنين بات يبحث عن الأسماك المثلجة، والميسورين منهم يتوجهون لمزارع الأسماك التي تربى في المياه المالحة لشراء الأنواع الثمينة مثل الدنيس والقاروص وغيرها.
وأشار أيوب إلى أن الباعة تضرروا بسبب تشديد الحصار على الصيادين، وكذلك المواطنين اللذين حرموا من الأسماك البحرية.