رام الله-أخبار البنوك-قال وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات علام موسى: "إننا محظوظون كوننا نعيش في عهد انتشار البيانات الضخمة، فهو عصر الحقائق الثابتة والمعلومات الدقيقة، حيث لم تعد الاستبيانات مقياسا يعكس الواقع بدقة، بل إنه يحتمل الخطأ".
جاء ذلك في مؤتمر نظمته شركة "عيون ميديا" بعنوان "big data.. Big impact"، يوم الاربعاء، في فندق الميلينيوم بمدينة رام الله، بالتعاون مع بنك فلسطين وشركة الاتصالات الفلسطينية "بالتل".
وأضاف الوزير أن الحكومة والوزارة تهتم اهتماماً بالغاً في تأسيس بنية تحتية فاعلة لتستوعب ما يلزم من تطورات مستقبلية للنهوض بواقع قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في فلسطين، مؤكداً أن الحكومة على طريق التحول نحو "الحكومة الالكترونية" عبر ربط المؤسسات الحكومية ببعضها البعض، إذ تم مؤخرا اطلاق تطبيق "حكومتي" كمنصة تسعى للتواصل بشكل مباشر مع المواطن، والتخفيف من جهده ووقته، لمتابعة ما يحتاجه من ملفات ومعاملات دون الحاجة للوصول إلى الوزارات، بما يضمن تحقيق الموضوعية والشفافية في العمل.
وأكد أن العالم الرقمي في تسارع مستمر، والتقنية تعد مؤشرا على نمو الدولة وتقدمها، مبيناً أن الوزارة أطلقت سلسلة من الحوافز والمسابقات لتشجيع الاستثمار في تكنولوجيا المعلومات، آخرها كان مسابقة تصميم أفضل تطبيق حكومي والذي يهدف بأن يقوم المواطن بتحديد مشكلة تواجهه وتصميم وابتكار حل لها، في خطوة تعبر عن الشراكة المستمرة والدائمة مع المواطن من مختلف الفئات والأعمار.
وأوضح الوزير موسى أن الوزارة قامت بتأسيس مركز للتدريب والابداع التكنولوجي وهو مجهز بأحدث الأجهزة والتقنيات من أجل تدريب الكادر الحكومي والنهوض به، مؤكداً امكانية أن تستفيد شركات القطاع الخاص من المركز المجهز بأحدث التقنيات والتكنولوجيا المتقدمة ليحاكي توجهات العصر.
من ناحيتها، قالت مديرة شركة "عيون ميديا" ميس صوافطة إن المؤتمر هو اشراقة على السوق الفلسطينية، ولتسليط الضوء على كل ما توصل له الخبراء على مستوى العالم في مجال التسويق الرقمي، والذي سيمهد الطريق للنجاح والنمو السريع للسوق الفلسطينية في هذا المجال.
وأكدت صوافطة سعادتها كون المؤتمر يستضيف أحد الشخصيات الفلسطينية العالمية المؤثرة، وهو الدكتور المقدسي أحمد غزاونة والذي يعمل محاضراً بجامعة "كوبنهاجن" في مجال الإدارة والتسويق والابتكار التعاوني، عدا عن تأسيسه مجموعة من الشركات الناشئة، إضافة إلى كونه معد ومقدم ورشات عمل في مجاله الأكاديمي، معلنةً من خلال المؤتمر عن شراكة عمل مع د. غزاونة في مجال البيانات ونقل المعلومات للاستفادة من خبرته في السوق المحلي.
وتمنت صوافطة أن يكون هذا المؤتمر نقطة البداية لإطلاق عدد من المشاريع المتعلقة بالتسويق الرقمي والبيانات الالكترونية، موضحة ان الشركة تأسست عام ٢٠١٥ وباتت تضم الآن عدد من الشباب والشابات المختص في مجال التسويق الرقمي والحلول المبتكرة.
بدوره، عبر مدير دائرة التسويق والعلاقات العامة في بنك فلسطين ثائر حمايل، عن سعادته بهذا المؤتمر، كونه يتحدث عن قطاع ساهم في تطوير الوطن والنهوض باقتصاده، مضيفاً "التكنولوجيا عنصر أساسي في العمل المصرفي، كونها باتت المصدر الأول في الحصول على المعلومة، ونحن في بنك فلسطين نستخدمها لتطوير خدماتنا وبرامجنا كافة، وفي الآونة الأخيرة قمنا بالتركيز على تطوير خدماتنا الالكترونية من خلال تطبيق "بنكي" وهو التطبيق المصرفي الأفضل في السوق المصرفي الفلسطيني ويضاهي أفضل التطبيقات الموجودة في الدول العربية، إذ يستطيع المواطن إتمام 80٪ من مجمل ما يحتاجه دون الحاجة للوصول إلى البنك".
وأوضح حمايل أن البنك أسس قبل نحو ٢٠ عاماً المركز الأول لإصدار بطاقات الائتمان في فلسطين، ما أتاح الفرصة للمواطنين والزوار والسواح استخدام بطاقات الفيزا والماستر كارد داخل الوطن وبكل سهولة".
كما شارك مدير تحليل البيانات في شركة "بالتل" وائل ابورزق الحضور ببعض الأرقام والإحصائيات حول حجم البيانات التي ينتجها العالم في الآونة الأخيرة، مبيناً أن البيانات التي انتجت في السنتين الأخيرتين تضاهي ما تم إنتاجه في عشرين سنة، علاوة على أن البيانات التي ستنتج في السنتين القادمتين ستتضاعف عن ما أنتج بنحو ٥٠ مرة، وهذا ما يؤكد أن هناك ثورة في عالم البيانات على مستوى العالم.
وأكد ابورزق أن العلم في هذا المجال لا يزال قيد التطوير، مشيراً إلى ان "بالتل" تعتمد بأكثر من 85% من توسعتها على عمليات التحليل للمعلومات والبيانات.