بيروت-العربي الجديد-لعل قاعدة الادخار من أبسط القواعد الاقتصادية في العصر الحالي، إذ يمكن احتسابها بشكل بسيط، من خلال طرح مستوى الاستهلاك من معدلات الإنتاج.
وعلى الرغم من بساطة العملية الحسابية، إلا أن الادخار كعملية واقعية يعدّ من أصعب الأمور التي يُمكن أن تواجه الفرد في أيامنا هذه، خصوصاً مع كثرة المغريات التي تدفعك بشكل مستمر إلى الإنفاق الاستهلاكي.
ومن نافل القول إن زيادة معدل الادخار تتطلّب زيادة الإنتاج بطبيعة الحال، مع المحافظة على مستويات الاستهلاك من دون تغيير أو خفض، ما يحقق زيادة في المال الذي يخصص للادخار.
وانطلاقاً من هنا، يمكن زيادة معدلات الادخار من خلال خفض الاستهلاك وفقاً للمعادلة السابقة.
وهناك كثير من النصائح التي يمكن سردها في مجال خفض الاستهلاك، خصوصاً أن معظم الطبيعة الاستهلاكية في أيامنا هذه هي طبيعة قابلة للتحول والتأقلم، وفقاً لأسلوب الحياة المتبع.
الابتعاد عن الإعلانات
لعل النصيحة الأكثر أهمية في هذا المجال تتمثل في الابتعاد عن التلفاز ووسائل التواصل التي تبث الإعلانات، خصوصاً أنها مصممة خصيصاً لكي تترك إحساساً بأنك تحتاج إلى هذا المنتج وأن من الضروري الحصول عليه.
وفي علم الترويج والتسويق، تعمل كل المؤسسات اليوم على بث إعلاناتها بطرق غير مباشرة، خصوصاً أن المستخدم أصبح أكثر وعياً من قبل، ما يتطلب أنواعاً جديدة من الإعلانات المبطنة، لذا فإن المستخدم يجب أن يكون أكثر وعياً، ويقوم بالابتعاد عن الإعلانات التي في أغلب الحالات لا يحتاج إلى المنتجات التي تروج لها.
سياسات التسوق
من البديهي القول إن التسوق يأخذ حيزاً مهماً في الطابع الاستهلاكي، إذ غالباً ما يتوجه المستهلك إلى المحال التجارية لشراء شيء معين، ليخرج بسلة من المشتريات لا يكون بحاجة إليها فعلياً.
وفي هذا السياق، ينقسم التسوق إلى قسمين، القسم الأساسي المتمثل في شراء المستلزمات اليومية التي يحتاج إليها المستخدم أو المستهلك، وقسم الكماليات، كشراء الألبسة والأجهزة الكهربائية وغيرها.
وفي الحالة الأولى، من الضروري تجنّب الذهاب إلى المتاجر الكبرى "السوبرماركت" قدر الإمكان، خصوصاً أنها تضم جميع المستلزمات التي تحتاج إليها، وأغلب المنتجات التي لا تحتاج إليها.
وعوضاً عن الدخول إلى هذه المتاجر، يمكن الاكتفاء بالمتاجر المحلية الصغيرة، التي غالباً ما تكون أسعارها أعلى قليلاً، إلا أن المغريات فيها أقل بشكل لافت، وبالتالي فإنك لن تقوم بشراء ما لا تحتاج إليه وستكتفي بما ينقصك.
أما في حالات الضرورة، فيجب تخصيص يوم أسبوعي أو شهري للذهاب إلى هذه المحال، والتسلح بلائحة كتب عليها جميع المنتجات التي تحتاجها في المنزل، والتأكد دائماً من عدم شراء أي شيء من خارج اللائحة، خصوصاً أن المغريات كثيرة.
أما في حالة استهلاك المنتجات الكمالية، مثل الألبسة، فإن أفضل أنواع التسوق هو التسوق عكس التيار، بمعنى شراء الملبوسات الصيفية في بداية الفترات الشتوية والعكس، خصوصاً أن المؤسسات الضخمة تبحث عن تصريف منتجاتها في هذه الفترات، وبالتالي ستخفض أسعارها بصورة طبيعية.