القدس- أكد مدير عام مستشفى المقاصد الدكتور بسام أبو لبدة أن المستشفى الذي يواصل عمله بأقصى طاقاته لا يزال يعاني من مشكلة تكمن في التدفق النقدي، حيث وصل المستشفى إلى درجة متوازنة ما بين الدخل والنفقات التشغيلية، وهذه النفقات لا تشمل الإنشاءات وتزويد المستشفى بالأجهزة والمعدات الطبية والتي تمويل من عدة جهات مانحة وعلى رأسها البنك الإسلامي للتنمية.
وأوضح أبو لبدة أن ما يضع المستشفى في أزمة مالية حاليا هو التدفق النقدي وتراكم الديون على الجهات المختلفة التي تقوم بتحويل المرضى للمستشفى، حيث يوجد عجز شهري مقداره حوالي 4 ملايين شيقل، ما بين المصاريف التشغيلية والتدفق النقدي، وهذا المبلغ يتراكم شهريا مما يؤدي إلى تراكم في الديون سواء للبنوك أو الموردين أو لضريبة "الأرنونا" أو لصندوق توفير تقاعد الموظفين أو للشركات المتعاقدة مع المستشفى كشركة التنظيف أو موردي الأدوية والمستهلكات الطبية.
وأشار إلى أن الديون للموردين بلغت حوالي 70 مليون شيقل، بالإضافة إلى ديون البنوك والقروض التي يضطر المستشفى لاستقراضها من البنوك لسداد العجز.
وكان الدكتور بسام أبو لبدة قد كلّف أخيرا بإدارة مستشفى المقاصد بالقدس كمدير عام بقرار من الهيئة الإدارية لجمعية المقاصد، كما تم تكليف الدكتور عز الدين حسين ياسين الذي يشغل منصب رئيس القسم الباطني والقلب كمدير طبي للمشفى، وسليمان تركمان كمدير إداري فيما بقي جمال الدقاق مديرا ماليا للمستشفى وعيسى عليان مديرا لدائرة الموارد البشرية، حيث بدأ الفريق الإداري عمله منذ منتصف شهر آذار الماضي بانسجام وتوافق، للاستمرار في أداء وعمل المستشفى من كافة النواحي الطبية والإنسانية والأكاديمية.
وأكد أبو لبدة أن الإدارة الجديدة تعكف حاليا على التواصل مع كافة الجهات وعلى رأسها الحكومة الفلسطينية للمساعدة لسداد بعض الديون، موضحا أن الحكومة الفلسطينية وعلى رأسها وزير الصحة د.جواد عواد تلتزم مشكورة باعتبار مستشفيات القدس كمراكز رئيسية لتحويل المرضى، مبينا أن الدفعة المالية التي يتم دفعها شهريا تغطي 60% من الفاتورة الشهرية التي يتم إصدارها للمرضى المحولين من وزارة الصحة، الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم الديون المترتبة للمستشفى على وزارة الصحة.
ولفت إلى أن هناك تواصل مع الحكومة الفلسطينية على أعلى المستويات ونتمنى أن تتكلل الجهود بالنجاح مع الجهات المختلفة لإقناعهم بسداد جزء من الديون المتراكمة، إضافة إلى الدفعة الشهرية التي تدفعها للمستشفى.
وأشار الدكتور أبو لبدة إلى أن المستشفى يستمر في التطور وتحقيق الإنجازات ومواكبة التطورات العصرية في مختلف النواحي والجراحات، حيث نناقش حاليا إدخال برنامج زراعة الاعضاء في المستشفى علما أن البنية التحتية جاهزة لذلك، وسيتم التنسيق مع وزارة الصحة الفلسطينية بخصوص ذلك حتى تكون الجهود مشتركة. كما أن هناك نموذجا ناجحا في مجمع فلسطين الطبي، وسيشكل برنامج زراعة الأعضاء في المقاصد رديفا للبرنامج الموجود.
كما أشار إلى أن المقاصد تعمل مع مختلف الجهات خاصة مع شبكة مستشفيات القدس ووزارة الصحة الفلسطينية ويجري تنسيق الجهود حتى لا تكون الخدمات تنافسية وإنما تكاملية سواء مع سائر مستشفيات الشبكة أو وزارة الصحة.
وقال الدكتور بسام أبو لبدة إن المستشفى يعمل بأقصى طاقاته بنسبة إشغال مرتفعة وما زال يستقبل المرضى من مدن الضفة الغربية وقطاع غزة بناء على التحويلات الصادرة من وزارة الصحة الفلسطينية، بالإضافة إلى أهلنا في القدس ممن يحملون تغطية من صناديق المرضى، وكذلك المقدسيون الذين فقدوا تأمينهم الصحي حيث يسعى قسم الشؤون الاجتماعية في المشفى إلى مواصلة تغطية نفقات علاجهم؛ من خلال الصندوق الخاص لهذا الغرض والذي كان يمول من قبل برنامج الأمم المتحدة الانمائي من خلال برنامج دعم وصمود وتنمية المجتمع الفلسطيني في المناطق المسماة "ج" والقدس الشرقية، الممول من حكومات السويد والنرويج والنمسا.
وأوضح أبو لبدة أن بعد انتهاء المنحة عملت إدارة مستشفيات المقاصد والمطلع والعيون بالتنسيق مع شبكة مستشفيات القدس الشرقية بتنظيم عشاء خيري لتمويل هذا الصندوق بحيث تم الحصول على تمويل جزئي لهذا الغرض، وسيجرى المتابعة مع الجهات المانحة وخاصة مع البرنامج لتمويل الصندوق، مع الإشارة إلى أن هناك حوالي 60-70 الف مقدسي يسكنون خلف جدار الفصل أو حتى داخل حدود بلدية القدس يتم وقف التأمين الصحي لهم بحجج مختلفة، مما يضعهم في أزمة كونهم بحاجة للعناية الطبية ولا يملكون أي تامين صحي.
وشدد أبو لبدة على أهمية وجود المقاصد في مدينة القدس له أهمية على الصعيدين الطبي أو الأكاديمي، بالإضافة إلى الأهمية الوطنية حيث تشكل مستشفيات القدس الرابط الحقيقي ما بين مدينة القدس وباقي مدن الضفة الغربية وقطاع غزة.