غزة (الأيام)-حامد جاد-شكا مستوردون وقائمون على شركات عاملة في مجال تخليص البضائع من ارتفاع غير مسبوق في كلفة شحن البضائع، لا سيما المستوردة من الصين ودول شرق آسيا.
وفي أحاديث منفصلة لصحيفة "الأيام" المحلية حول أبرز الأسباب التي أدت الى ارتفاع كلفة شحن البضائع الواردة الى السوق المحلية، أشار احد مستوردي المستلزمات المكتبية إلى ان تكلفة شحن حمولة حاوية "كونتينر" من القرطاسية والمستلزمات المكتبية الأخرى، التي تستوردها شركته، ارتفعت مؤخراً لنحو 12 ألف دولار، في حين لم تكن تتجاوز اكثر من الفي دولار قبل شهر كانون الثاني الماضي .
وقال التاجر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، كنّا ندفع نحو ألفي دولار خلال العام الماضي وحالياً اصبح السعر يصل الى اكثر من 12 ألف دولار نتيجة لصعوبة إعادة الحاويات الفارغة الى مصدرها " الأمر الذي يعني ارتفاع كلفة الشحن بنسبة 600%".
من جهتها، أكدت مسؤولة في احدى شركات تخليص البضائع داخل الخط الأخضر أن تكلفة نقل حاوية البضائع الواحدة الواردة من الصين الى ميناء حيفا أو سدود، ارتفعت مع مطلع العام الحالي الى ما يتراوح بين 10 آلاف الى 12 ألف دولار، في حين لم تكن تلك التكلفة تتجاوز الفي دولار حتى نهاية العام الماضي .
وبينت المسؤولة، التي فضلت أيضًا عدم ذكر اسمها لأسباب تتعلق بسياسة شركتها، أن ارتفاع كلفة الشحن يرجع الى سببين رئيسين؛ أولهما ارتفاع الطلب على الحاويات في ظل القيود التي فرضت على مختلف أشكال الشحن للبضائع بما في ذلك الشحن البحري وما ترتب على هذا الأمر من تأخير لعملية إعادة الحاويات الفارغة.
وأوضحت أن السبب الآخر يكمن في طول الفترة التي تستغرقها عملية النقل، حيث مدة نقل الحاوية واعادتها فارغة تستغرق في الوضع الطبيعي نحو 45 يوماً أما حاليًا فأصبحت تستغرق أكثر من ثلاثة اشهر كي يتم إعادة الحاويات الفارغة، الامر الذي ترتب عليه بعد عدة اشهر من تفشي فيروس كورونا نقص في الحاويات المتوفرة على مستوى مختلف الأسواق ما زاد من تكلفة النقل.
بدوره، أشار رئيس غرفة تجارة الخليل، عبده ادريس، إلى تزامن مشكلة ارتفاع تكلفة الشحن مع ارتفاع أسعار المواد الخام بسبب الاغلاقات والإجراءات الاحترازية المعمول بها في الدول المنتجة والمصدرة لهذه المواد.
ونوه ادريس إلى أن العديد من التجار المستوردين لجأوا مؤخرًا الى الاستيراد عبر ميناء العقبة نظرًا لانخفاض تكلفة الشحن مقارنة مع تكلفة الشحن عبر الموانئ الإسرائيلية، حيث تصل تكلفة شحن الحاوية الواحدة عبر ميناء العقبة لنحو سبعة آلاف دولار مقارنة مع نحو 12 ألف دولار عبر الموانئ الإسرائيلية، ما يعني أقل بأربعة آلاف دولار.
وتوقع أن تشهد أسعار الشحن انخفاضًا خلال الفترة المقبلة بعد التكيف مع الاغلاقات التي مرت بها العديد من الأسواق المصدرة وبعد انتهاء الأعياد الصينية.
وقال ادريس "إن هذه الأزمة المتعلقة بارتفاع تكلفة الشحن تعد أزمة عالمية في حين ان أكبر الدول المصدرة كالولايات المتحدة تراجعت لديها القوى العاملة بنسبة 30% وأدت اجراءات الرقابة المشددة لانخفاض وتراجع في مختلف الانشطة بما في ذلك الاستيراد والتصدير.
وأضاف "هناك مشكلة في إعادة الحاويات الفارغة لمصادر الإنتاج وهذه مشكلة عالمية في ظل "كورونا" مازال المستوردون يعانون من آثارها.
وأكد أن المشكلة الأكبر في ارتفاع تكلفة الشحن تتمثل في الاستيراد من الصين وأسواق شرق آسيا بينما الاستيراد من تركيا يبقى اقل تكلفة.
ونوه ادريس الى ان المستهلك المحلي هو الذي يتحمل عبء ارتفاع تكلفة الشحن، اما التاجر فيتحمل المخاطر المترتبة على المنافسة بين السلع المستوردة من الصين ومن الدول الاخرى والتي تنخفض فيها تكلفة الشحن.
واعتبر ان ارتفاع تكلفة الشحن من شأنه أن يفتح المجال أمام الاقبال على الاستيراد عبر ميناء العقبة، وفي ذات الوقت سيشجع دعم الصناعات المحلية بما يعزز فرصة المنتج الوطني في السوق المحلية.
من جهته، أكد أحد التجار ومالك شركة لتخليص البضائع في مدينة غزة أن تفشي فيروس كورونا والتداعيات المترتبة عليه طالت عمليات شحن البضائع وادت لتوقف أعمال الشحن لفترات زمنية طويلة، الامر الذي ادى مباشرة لارتفاع التكلفة.
وبين أن الإبقاء على الحاويات داخل الموانئ الإسرائيلية لمدة تصل في بعض الأحيان لثلاثة اشهر ترتب عليه دفع ما يعرف برسوم أرضيات تصل خلال الفترة المذكورة لما يتراوح بين 20 الى 30 الف شيكل للحاوية الواحدة، وبالتالي هذه التكلفة تضاف الى مجمل تكلفة الشحن.
ونوه في هذا السياق الى ان التكلفة المذكورة تنسحب على البضائع الواردة من الصين والاسواق المجاورة لها على وجه الخصوص، حيث تكون فترة الشحن طويلة، وبالتالي تصل تكلفة شحن الحاوية الواحدة لأكثر من 12 ألف دولار.
وأوضح أن تكلفة الشحن من تركيا عندما تنطلق الحاوية من ميناء مرسين التركي الى ميناء حيفاء او ميناء اسدود كانت تقدر بنحو 1350 دولاراً وتصل في اقصى تكلفة لها لنحو 1500 دولار، في حين ان الشهر الماضي بلغت تكلفة نقل الحاوية نحو 2600 دولار.
واعتبر انه حال احتساب ثمن الحاوية على المستورد تكون التكلفة اقل من ذلك بالنسبة للبضائع التي يتم شحنها من الصين، حيث ان ثمن الحاوية يقدر بنحو 3500 دولار وتكلفة الشحن الفي دولار، وبالتالي هذا يعد اقل من نصف تكلفة الشحن المعمول بها حالياً.
وأكد أن ارتفاع التكاليف مرتبط بفيروس كورونا وما ترتب عليه من رسوم حجز حاويات لفترة زمنية طويلة في الموانئ تصل لنسبة 50% من مجمل تكلفة الشحن والنسبة المتبقية هي تكلفة النقل في البواخر .
ونوه في هذا السياق إلى أن تكلفة الشحن تزداد ايضاً حسب طبيعة البضائع المشحونة.
Publishing Date