رام الله-أخبار المال والأعمال-شارك وزير الاقتصاد الوطني خالد العسيلي، اليوم الثلاثاء، في فعاليات المؤتمر الوزاري حول الاقتصاد الأزرق المستدام الذي ينظمه افتراضيًا الاتحاد من أجل المتوسط، برئاسة مشتركة من المملكة الأردنية برئاسة وزير النقل مروان الخيطان، والاتحاد الأوروبي برئاسة المفوض المسؤول عن البيئة والمحيطات ومصائد الأسماك في الاتحاد الأوروبي فيرجينجيو سسينكوفيتش، بحضور الأمين العام لأمانة الاتحاد من أجل المتوسط ناصر كامل.
وأعرب العسيلي عن سعادته بتأسيس مجموعة عمل الاقتصاد الأزرق للاتحاد من أجل المتوسط ومنصة أصحاب المصلحة في الاقتصاد الأزرق المتوسطي، لافتًا إلى أهميه مشاركة دولة فلسطين في مثل هذه الاجتماعات الهامة.
وتحدث عن الوضع الاقتصادي لفلسطين في ظل سيطرة إسرائيل على الموارد الطبيعية، مشيرًا إلى أن إسرائيل تسيطر على 85٪ من موارد المياه الفلسطينية، في الوقت الذي يجبر فيه الفلسطينيون على شراء 22٪ من المياه اللازمة من شركة مياه إسرائيلية، و97٪ من المياه في قطاع غزة لا تلبي المعايير الصحية الدولية.
ولفت العسيلي إلى الظروف المعيشية التي يعاني منها قطاع غزة في ظل الحصار المفروض عليه، قائلا: "يعيش مليونا فلسطيني في قطاع غزة تحت حصار إسرائيلي غير قانوني، ويعتمد 80٪ من السكان على المساعدات الغذائية، مع معدل فقر يبلغ 53٪، إضافة إلى تقليص الاحتلال الإسرائيلي الحدود البحرية المسموح بها إلى 3 أميال فقط.".
وأضاف: "وفقاً لتقرير الأونكتاد الأخير إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، فإن التكلفة الاقتصادية التراكمية للاحتلال الإسرائيلي، فقط من الإغلاق المطوّل والعمليات العسكرية في غزة خلال الفترة 2007-2018، تقدّر بنحو 16.7 مليار دولار".
ودعا العسيلي دول الاتحاد من أجل المتوسط إلى رفع الحصار الإسرائيلي سريعًا عن المناطق البحرية الفلسطينية المتاخمة لشاطئ قطاع غزة، وتأكيد سيادة دولة فلسطين على مياهها الإقليمية، مؤكدًا الحق الفلسطيني في استكشاف واستخراج الموارد في المنطقة الاقتصادية الخالصة والجرف القاري بناءً على أحكام اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.
وشدد على أن تحقيق النمو الاقتصادي الأزرق يحتاج إلى معالجة العائق الرئيسي وهي عدم الوصول إلى البحر بسبب الاحتلال الإسرائيلي، لافتًا إلى التزام الحكومة بتعافي وتعزيز التنمية الاقتصادية خاصة في قطاع غزة، وبتطوير نظام الاقتصاد الأزرق من أجل تحقيق التكامل بين جميع دول البحر الأبيض المتوسط.
وناقش المجتمعون خلال جلسات المؤتمر مجالات التنمية في الاقتصاد الأزرق، خاصة تلك المتعلقة بالبحوث والابتكارات البحرية، والغذاء المستدام من البحر كمصائد الأسماك وتربية الأحياء المائية، إضافة إلى النقل البحري المستدام الخالي من التلوث.
وبحثت الدول المشاركة في المؤتمر تأثير الفضلات البحرية على الاقتصاد الأزرق، كالنفايات البلاستيكية وتأثيرها على البيئة البحرية، ودور السياحة البحرية، والطاقة البحرية المتجددة، والاستثمار البحري المستدام في تنمية الاقتصاد الأزرق وخاصة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في هذا المجال.