نابلس-أخبار المال والأعمال-اختتمت مؤسستا "تعاون لحل الصراع" و"شغف للتعبير الرقمي"، مؤخرًا، مشروع "مجاورات رقمية إعلامية"، خلال مجاورة حقيقية في بلدة سبسطية في الشمال الغربي لمدينة نابلس.
تضمن المشروع الذي استمر لمدة عام تمكين 26 مشتركًا من مختلف محافظات الضفة الغربية بما فيها القدس، بهدف إكسابهم مهارات إعلامية ورقمية وإنتاج وصناعة محتوى لتسليط الضوء على قضايا اجتماعية ومحلية. ويعتبر هذا المشروع جزء من مشروع شباب لايف بالتعاون مع (دوتشيه فيلا Deutsche Welle DW) وبتمويل من الاتحاد الأوروبي، لتطوير مهارات الشباب في الضفة الغربية بما فيها القدس وقطاع غزة وعدد من الدول العربية.
كما تضمن المشروع إطلاق منصة "نوفيدو" الرقمية لنشر أعمال المشتركين وكفرصة داعمة لهم، وإنشاء استوديو رقمي إعلامي خاص بهم، وأيضًا تناول سلسلة من اللقاءات والتدريبات، منها: صناعة المحتوى والاعلام الرقمي، صناعة الفيديو، كيفية التعامل مع النزاعات والصراعات في المجتمع الفلسطيني، والإنتاج والإخراج، بالإضافة الى تنفيذ ورشات عبر تطبيق "زووم" لنقل المعرفة لأكثر من 300 شخص.
وشملت مخرجات المشروع عدة مراحل، المرحلة الأولى: انتاج محتوى رقمي خاص بفيروس كورونا وتبعاته، منها: الحجر يثقل كاهل النساء العاملات، الزواج المبكر، العنف ضد النساء، فيما شملت المرحلة الثانية انجار المشتركون 26 مجاورة رقمية لقضايا سياسية واجتماعية واقتصادية وبيئية وغيرها، واختتم المشروع بتنفيذ مجاورة جماعية في بلدة سبسطية التاريخية تم في ختامها إعلان الفائزين عن أفضل 5 مجاورات بقيمة 1500 يورو لكل مشترك.
والمشاريع الـ 5 الفائزة هي: حنان المالكي عن مجاورتها للتجمعات البدوية في عرب الكعابنة في منطقة المعرجات ومدرسة رأس التين شرق قرية كفرمالك، ودلال رضوان عن مجاورتها لقرية سوسيا جنوب الخليل، ورزان جعايصة عن مجاورتها للنساء العاملات في المستوطنات، وهيا أبو شخيدم عن مجاورتها لتل رميدة في الخليل، وسليمان مكركر عن مجاورته للثقافة والفن في فلسطين خلال جائحة كورونا.
وأكد مدير المشروع هاني سميرات أن مؤسسة تعاون لحل الصراع ماضية في استكمال واستثمار هذا الجهد المميز مع المشاركين، معبرًا عن شكره وامتنانه لكافه الشركاء وللمشاركين، والذين ساهموا في تحقيق أهداف المشروع، كما أشاد سميرات بنوعية المنتجات الاعلامية المتنوعة للمشاركين الشباب ونوعية ومحتوى هذه القضايا التي ركزت على قضايا اجتماعيه واقتصادية وثقافية وحقوقية غنية ومميزة والتي اعطت مساحات حرة للمشاركين الشباب في استعراض قضايا تمس بواقع حياتهم وتعبّر عن احتياجات واهتمامات الشباب.
من جانبها، قالت منسقة المشروع ميساء الشاعر: "نحن فخورون جدًا بما انتجه المشاركون رغم التحديات التي واجهوها بما يتعلق بصعوبة إجراء المجاورات كما يجب بسبب الوباء، ولكننا سعداء بوضع المشاركين على طريقهم في عالم التدوين بالفيديو والبودكاست وذلك سعيًا لإثراء المحتوى العربي الهادف على الإنترنت"، وأضافت: أردنا أن يكون اختتام المشروع بعيش المشتركين في مجاورة مجتمعية سياحية مباشرة بينهم وبين أهالي سبسطية للتعرف أكثر على البلدة وتوثيق حكاياتها ومعالمها.
وقالت هيا أبو شخيدم: "تجربتي في مشروع مجاورات رقمية من التجارب المميزة والتي كسبتُ من خلالها الكثير من المعرفة والأصدقاء المميزين، وفوز مجاورتي يعني لي الكثير، لا سيما أن المشاركين قد قدموا محتوى مميز وبمستويات عالية".
بدورها، أعربت حنان المالكي عن سعادتها بالمشاركة في المشروع، مبينةً بأنها اكتسبت العديد من المهارات الجديدة والتي ستمكّنها من تسليط الضوء على قضايا مهمة في المجتمع الفلسطيني، منوهةً الى ضرورة تنظيم وتنفيذ العديد من اللقاءات والمشاريع المماثلة لمشروع "مجاورات رقمية" للنهوض في المحتوى الرقمي الفلسطيني.
يذكر أن مؤسسة "تعاون لحل الصراع" تأسست عام 2002 بهدف زيادة الوعي لدى الشباب حول الطرق الفعالة والمسالمة للتعامل مع النزاع، وتطوير قيم الفهم، الاحترام، والمقدرة على التعاون مع الآخرين ضمن عالم متداخل الثقافات، والحد من الآثار السلبية للنزاع عن طريق تعزيز العدالة الاجتماعية والسلم الأهلي وحقوق الإنسان والتسامح والمشاركة والتعامل مع النزاعات بشكل سلمي.
ويشار الى أن مؤسسة شغف للتعبير الرقمي هي شركة غير ربحية تأسست عام 2015، بهدف تمكين الشباب رقميًا للتعبير عن أنفسهم ومجتمعاتهم وقضاياهم بأدوات رقمية من فيديو، صوت، صورة، نص، وغيرها من أدوات التدوين والإعلام الاجتماعي والمناصرة الرقمية، كما تسعى لتطوير الهوية البصرية لمشاريع النساء الرياديات ومبادرات الشباب المجتمعية.
ولتصفح المنصة من خلال الرابط: https://bit.ly/37cRSWR