شونفلد (ألمانيا) (د ب أ)- أقلعت أول رحلة رسمية يوم الأحد من مطار العاصمة الألمانية الجديد.
وأقلعت الطائرة صباح الأحد من المطار الواقع في منطقة شونفلد بالعاصمة برلين وعلى متنها 64 مسافرا ووجهتها هي مطار جاتويك بالعاصمة البريطانية لندن.
وبشكل إجمالي أدرجت 23 رحلة إقلاع وهبوط على جدول المطار في يومه الأول، من بينها مثلا رحلات من وإلى زيورخ وكذلك من إلى اسطنبول.
وقال رئيس المطار إنجلبرت لوتكه دالدروب: "يعد ذلك بالنسبة لنا يوما عظيما... لقد عملنا لفترة طويلة على أن يتسن لنا استقبال ركاب هنا"، لافتا إلى أن أزمة كورونا تسببت في عدم وصول الأعداد إلى الأرقام المتوقعة.
يشار إلى أنه تم افتتاح المطار الجديد المعروف أيضا باسم مطار فيلي برانت يوم السبت.
وفي الوقت الحاضر تستخدم الطائرات مسارات الإقلاع والهبوط الخاصة بمطار شونلفلد القديم بالعاصمة برلين وهو جزء من المطار الجديد. وسوف يتم تشغيل مسار الإقلاع والهبوط المبني حديثا يوم الأربعاء القادم.
معهد "دي آي دبليو" الاقتصادي الألماني يعارض منتقدي مطار العاصمة الجديد
وفي سياق متصل، حذر مارسيل فراتسشر، رئيس معهد "دي آي دبليو" الألماني لأبحاث الاقتصاد من المبالغة في المشاكل المالية لمطار العاصمة الجديد، "بي إي آر".
وفي تصريحات لصحيفة "هاندلسبلات" الألمانية الصادرة يوم السبت، قال فراتسشر:"ليس من قبيل المفاجئة أن يسجل مطار /بي إي آر/ خسائر في مثل هذه الأزمة الاقتصادية العميقة، فهذا الأمر يحدث لكل المطارات الأخرى تقريبا".
وأضاف فراتسشر أنه ليس هناك داع للتشكيك في القدرة المستقبلية للمطار الذي تستعد برلين لافتتاحه اليوم بعد تكرار تأجيل موعد افتتاحه على مدار السنوات الماضية.
يذكر أن الحزب الديمقراطي الحر وحزب الخضر، على وجه الخصوص، أعربا بشكل متكرر عن مخاوفهما من أن تتسبب خسائر شركة المطار (إف بي بي) في تكاليف على مدار سنوات لمالكي المطار، وهما الحكومة الاتحادية وولايتا برلين وبراندنبورج.
وقال زباستيان تسايا، رئيس كتلة الحزب الديمقراطي الحر في برلمان برلين، اليوم:" ثمة شعور بالقلق حيال فترة ما بعد افتتاح المطار نظرا للوضع المالي الحالي لشركة (إف بي بي)".
كما أدلى سفين-كريستيان كيندلر، نائب البرلمان الألماني عن حزب الخضر، بتصريحات مماثلة، قال فيها إن "المشكلة هي أن المطار يهدد بأن يكون مقبرة لمليارات حتى مع تشغيله لأن التكاليف ببساطة لا يمكن تغطيتها من خلال الإيرادات".
وفي المقابل، أعربت بياتريس كرام، رئيس غرفة التجارة والصناعة، عن ترحيبها بافتتاح المطار وقالت إن هذا "يوم تاريخي لمنطقة العاصمة برمتها"، وأضافت أن أخطاء الماضي قيل عنها كل شيء، " أما الآن فقد حان وقت النظر إلى الأمام ودفع المطار إلى النجاح".
وكان من المفترض بالأساس أن يتم افتتاح المطار في الثلاثين من تشرين أول/أكتوبر عام 2011.
نقابة "فيردي": مطار برلين الجديد يفتح أبوابه وسط ظروف غير مواتية
ورأى موظفو قطاع الطيران في ألمانيا أن مطار العاصمة الجديد فتح أبوابه في ظل ظروف غير مواتية، بسبب جائحة كورونا.
وقالت نقابة "فيردي" العمالية: "يتم حاليا إلغاء العديد من الوظائف في صناعة الطيران"، مشيرة إلى شطب الوظائف المقرر في شركة "إيزي جيت"، أكبر شركة طيران في برلين.
وأعلنت "إيزي جيت" الأسبوع الماضي عزمها خفض أسطولها إلى النصف تقريبا، من 34 إلى 18 طائرة، اعتبارا من كانون أول/ديسمبر المقبل، إلى جانب شطب 418 وظيفة من إجمالي 1500 وظيفة.
وسيُجرى تأمين 320 وظيفة أخرى عبر عقود ساعات مخفضة مؤقتة حتى حزيران/يونيو على الأقل.
وقالت النقابة: "إذا لم يتحسن الوضع في صناعة الطيران بحلول ذلك الوقت، ستلوح في الأفق موجة تالية من التسريح".
ومن المقرر تقليص عدد الموظفين في الشركة، الذي كان مخططا له سلفا، بشكل أساسي من خلال برنامج تطوعي، ولكن لا يمكن استبعاد حالات خفض لأسباب تشغيلية.
وقالت "فيردي": "نناشد أرباب العمل في /إيزي جيت/ تحمل المسؤولية الاجتماعية حتى يتم الحفاظ على أكبر عدد ممكن من الوظائف، ولا يتعرض موقع برلين للتهديد بسبب شطب آخر في الوظائف".
وبررت "إيزي جيت" خطط الشطب بانهيار الحجوزات خلال جائحة كورونا. وعقب إفلاس شركة "إير برلين" قبل ثلاث سنوات، قامت "إيزي جيت" بتوسيع أسطولها في برلين بشكل كبير.
نشطاء يرتدون زيا يشبه البطريق للاحتجاج أمام مطار برلين الجديد
ونظم عشرات من نشطاء حماية المناخ احتجاجات أمام مطار العاصمة الألمانية الجديد "BER" قبيل افتتاحه رسميا يوم السبت الماضي مرتدين أزياء على هيئة البطريق.
ونظمت مجموعة "ابقوا على الأرض"، المعنية بخفض حركة الطيران، مسيرة بميدان فيلي-برانت حتى مدخل الصالة الجديدة رقم واحد للمطار، مرددين هتافات: "ماذا نريد؟ عدالة مناخية! متى نريدها؟ الآن!".
وقال أحد أعضاء المجموعة إن الأمر يدور حول إرسال إشارة ضد صناعة الطيران.
ومباشرة أمام المدخل، شكل النشطاء حروف «#NO BER» ببالونات كبيرة مكعبة. وفي الوقت نفسه، قامت مجموعة ثانية بإغلاق السلالم في أحد الطوابق أسفل الصالة رقم 1. وكان عشرات الأعضاء متنكرين في زي البطريق يرقدون، أو يجلسون على الأرض. وتجمهر آخرون حولهم ورفعوا لافتات كتب عليها، ضمن أشياء أخرى: "الطيور الرائعة تبقى على الأرض".
وقالت لينا توكناك، وهي متحدثة باسم المجموعة، إن حوالي 250 شخصا شاركوا في هذه الفعاليات، وأضافت: "هدفنا شل حركة المطار وتعطيل الافتتاح بشكل كبير... لا يمكن أن يتم افتتاح مطار عملاق جديد في أوقات أزمة المناخ"، مؤكدة ضرورة خفض حركة النقل الجوي بوجه عام.
وقالت توكناك: "نؤيد إنهاء الرحلات الداخلية وإغلاق المطارات الإقليمية"، مشيرة في ذلك إلى أهمية إجراء نقاش مجتمعي حول أي الرحلات الجوية التي لا تزال ضرورية وأيها ليست كذلك.
وكانت المجموعة أعلنت الجمعة حملة عصيان مدني لمنع افتتاح المطار، كما نظمت مجموعات أخرى مثل "أيام الجمعة من أجل المستقبل" و"تمرد ضد الانقراض" فعاليات احتجاجية من مطار شونفيلد القديم إلى المطار الجديد (BER).
وفي سياق متصل، اعتلى عدد من نشطاء حماية المناخ اليوم السبت مبنى مدخل مطار العاصمة الألمانية الجديد، ثم هبطوا من عليه باستخدام حبال.
وقام أحد النشطاء بفرد لافتة احتجاجية على واجهة المبنى تحمل عبارة: "اوقفوا الطائرات بدلا من إفساد المناخ". ونزل ناشط آخر من أعلى المبنى بحبل.
ولم تتدخل الشرطة مع هذين الناشطين، إلا أنها أوقفت اثنين آخرين صعدا إلى السقف أيضا بتهمة التعدي على ممتلكات الغير، بحسب ما ذكره متحدث باسم الشرطة.
"إيزي جيت" تعرب عن ارتياحها لافتتاح مطار العاصمة الألمانية الجديد
وأعربت شركة إيزي جيت، التي تعد من أكبر عملاء مطار العاصمة الألمانية الجديد، "بي إي آر"، عن ارتياحها لافتتاح المطار.
وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، قال يوهان لوندجرين، الرئيس التنفيذي للشركة:"برلين واحدة من أهم قواعدنا، وهي تستحق مطارا بمثل هذه البنية، ومن الأمور العظيمة أن مطار /بي إي آر/ أصبح حقيقة واقعة بعد هذه السنوات العديدة".
وأضاف لوندجرين أن شركته استعدت على مدار سنوات لحقيقة أن دمج فريقي عملها في مطاري تيجل وشونيفيلد في مقر واحد سيجلب منافع عديدة، و"سيكون الأمر أكثر فعالية بالنسبة لنا"، مشيرا إلى أن المطار الجديد يتيح "تجربة محسنة على نحو كبير" مع العملاء.
يذكر أن إيزي جيت تضررت بقوة من أزمة كورونا، وأعلنت تقليل أسطولها في برلين إلى ما يقارب النصف، وقد تم شطب 418 من إجمالي نحو 1500 وظيفة في الشركة، وأعلنت الشركة تأمين 320 وظيفة فقط حتى الصيف المقبل، وقال لوندجرين عن الآفاق المستقبلية للعاملين إن "كل شيء متوقف على الطلب".
وأضاف لوندجرين:"نعتقد أننا سنرى في عام 2023 أعداد الركاب التي كانت في عام 2019"، مشيرا إلى أن النقل الجوي هو واحد من أكثر القطاعات تضررا من الأزمة، وقال إنه لهذا السبب، من الحكمة أن تقوم الحكومات بدعم شركات الطيران.
وكشف لوندجرين عن محادثات تجريها شركته مع الحكومة البريطانية بشأن الحصول على مساعدات مالية، وكذلك مع أطراف أخرى في أوروبا، بينها ولايتا برلين وبراندنبورج، اللتان تمتلكان مطار العاصمة الألمانية الجديد بالمشاركة مع الحكومة الاتحادية.
وأوضح لوندجرين أن المسألة لا تدور فقط حول المساعدات المالية، بل كذلك حول وضع معايير موحدة للاختبارات والحجر الصحي في أوروبا.
وأعلنت إيزي جيت مع بدء تشغيل مطار "بي إي آر" عن تعاون مع شركة السكك الحديدية (دويتشه بان)، ومن خلال هذا التعاون، يمكن للعملاء أن يجمعوا بين تذاكر الطيران والقطار في حجز واحد.
رئيس لوفتهانزا: افتتاح مطار العاصمة الألمانية الجديد "يوم تاريخي"
كما أعرب كارستن شبور، الرئيس التنفيذي لشركة لوفتهانزا الألمانية للطيران، عن اعتقاده بأن افتتاح مطار العاصمة الألمانية الجديد يعتبر بمثابة "يوم تاريخي".
وقبل إقلاعه من ميونخ على متن طائرة خاصة متوجها إلى برلين للمشاركة في افتتاح المطار الذي تأجل موعد افتتاحه مرات عدة على مدار السنوات التسع الماضية، قال شبور مازحا:"ما زلت لا استطيع أن أصدق الأمر تماما".
وأضاف شبور أن لوفتهانزا تأسست في برلين وأعرب عن سعادته بأن يكون هناك في برلين مطار "يليق ببلادنا".