الأغوار-وفا- إسراء غوراني-ينهمك المزارع أشرف صوافطة من قرية بردلة في الأغوار الشمالية بالعمل في بركة المياه المقامة على أرضه، ضمن مشروع لتربية الأسماك يخدم عشرات المزارعين في القرية، ويعود بالنفع على كافة أهاليها والمناطق المجاورة من خلال توفير مصدر ثابت للأسماك في المنطقة.
يحتاج المزارعون في المنطقة لمثل هذه المشاريع النوعية التي تعود عليهم بنفع ملحوظ، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها جراء ممارسات الاحتلال الذي يلاحقهم في مصادر رزقهم.
وبين صوافطة أن المزارعين يعتبرون هذا المشروع من أهم المشاريع التي قدمت للقرية، باعتباره مشروعا متعدد الفوائد، ويعود بالنفع على المزارعين والأهالي في المنطقة.
وعن فوائد المشروع قال لـ"وفا": "تفتقر منطقتنا بأكملها لمصدر أو أماكن لبيع الأسماك، لكن هذا المشروع سيجعلها متوفرة باستمرار، إضافة إلى أن ذلك ينعكس إيجابا على الإنتاج الزراعي النباتي في المنطقة، فالمياه التي يتم تربية الأسماك فيها تعتبر غنية بالمغذيات للنباتات، وعند استخدامها للري تحسّن إنتاجية النبتة وجودة ثمارها بشكل ملحوظ، ما يحسن من فرص تسويقها بأسعار ممتازة".
وأضاف صوافطة: "قبل سنوات كان لنا تجربة في هذا المجال، ومن خلال التجربة لاحظنا أن إنتاجية محاصيلنا ازدادت بشكل كبير وتحسنت جودتها، وهو ما دفعنا لطلب تكرار هذا المشروع، ونسعى للاستمرار فيه وجعله مشروعا مستداما في المنطقة".
بدوره، أوضح مدير المشاريع في اتحاد لجان العمل الزراعي، المشرف على المشروع مؤيد بشارات، أن هذا المشروع يأتي استكمالا وإعادة لمشروع بدأ في بردلة في العام 2012، حيث تمت إقامة ثلاث برك معندية بسعة 400 متر مكعب لكل منها ويستخدمها المزارعون في تجميع حصصهم من المياه واستغلالها عند حاجتها، وتخدم كل واحدة عشرة مزارعين.
وأكد أن لجان العمل الزراعي ارتأت تطوير الفكرة بحيث تصبح هذه البرك متعددة الاستخدام لتحقيق عدة فوائد وفقا لما تحتاجه المنطقة، فتم استقدام مشروع لتربية الأسماك، وبالتالي أصبحت البرك تستخدم لتربية الأسماك وري المزروعات من نفس المياه عند تبديلها.
ونوه بشارات إلى أن المياه تعتبر ذات فائدة كبيرة للمزروعات نظرا لاحتوائها على مغذيات عضوية ناتجة عن مخلفات الأسماك، وبالتالي تساهم في توفير أثمان الأسمدة على المزارعين وتقليل المبالغ المدفوعة لهذه الأغراض.
مؤخرا وزع اتحاد لجان العمل الزراعي أربعة آلاف سمكة من أسماك المشط لتربيتها في هذه البرك والاستفادة منها بناء على طلب المزارعين، تزامنا مع تأهيل المزارعين من خلال تقديم الخبرات والمعلومات اللازمة، إضافة لوجود مشرفين من الاتحاد لمتابعة المشروع.
وعن أهمية هذه المشاريع لمناطق الأغوار، أكد بشارات أنها تساهم في توفير مصدر غذائي تفتقر له المنطقة وتغطية احتياج السوق المحلي له، فمناطق الأغوار تخلو تقريبا من متاجر الأسماك، إضافة إلى فوائد جمة على الإنتاج الزراعي النباتي الذي تشتهر به المنطقة، فمن المثبت أن مياه تربية الأسماك تعتبر غذاءً ممتازا للنباتات، وتزيد الإنتاجية لذات المحصول بنسبة لا تقل عن 20%.
كما يوفر المشروع التكاليف على المزارعين، خاصة تلك التي يتم صرفها لشراء الأسمدة الكيماوية بسبب توفير سماد عضوي مجاني، وتساهم في زيادة دخل الأسرة من خلال بيع الأسماك، وكل ذلك يحقق الاستغلال الأمثل للموارد المائية المحدودة في تلك المناطق.
وشدد على أن حاجة المزارعين والأهالي لهذه المشاريع تزداد في الوقت الراهن بسبب تفشي فيروس كورونا، وأهمية توفير مصدر غذاء محلي دون الحاجة إلى التنقل.
وعن الكميات التي من المتوقع أن تنتجها برك الأسماك، أوضح بشارات أن الأربعة آلاف سمكة التي تم تزويد المزارعين بها ستنتج حوالي طن ونصف مع نهاية الدورة التي تمتد ستة أشهر، وهذا ما يجعلها تشكل ركيزة أساسية للأمن الغذائي في المنطقة.