رام الله-أخبار المال والأعمال- بينما تواصل البنوك العاملة في السوق الفلسطيني توجيه تبرعاتها إلى صندوق "وقفة عز"، الذين شكّل خصيصا لدعم جهود مواجهة جائحة كورونا، أعلن بنك القدس عن سحب أموال تبرعه للصندوق، والتي تقدّر بـ3 مليون شيقل، منها 210 آلاف شيقل خصصت لوزارة التنمية الإجتماعية.
وأكد رئيس صندوق "وقفة عز" طلال ناصر الدين في تصريحات صحفية لتلفزيون وطن المحلي، إن بنك القدس سحب أموال تبرعه التي قدّمها في وقت سابق للصندوق، مشيرا إلى أن البنك تسرّع وأعلن تبرعه بثلاثة ملايين شيقل من خلال صندوق وقفة عز، ومن ثم إكتشف انه كان قد وقع اتفاقية قبل إنشاء الصندوق مع وزارتي التنمية الاجتماعية والصحة لتقديم تبرعه مباشرة لهما، وبالتالي تواصلت معنا ادارة البنك وطلبت ان تسحب أموال تبرعاتها التي وصلت للصندوق كي لا تحدث أية اشكالية فنية فيما يتعلق بأموال التبرع الخاصة بالبنك .
وقال ناصر الدين: إن أموال بنك القدس هي بالتأكيد أموال تخص البنك وهو له كامل الحرية في كيفية توزيعها وبما أن الهدف هو التبرع فلا يوجد أية أشكالية بالنسبة لنا، مشددا أنه بالفعل ونتيجة لخطوة البنك فقد انخفض حجم الأموال الموجودة في الصندوق .
كما كشف ناصر الدين أن إدارة الصندوق تواصلت مع إدارة البنك من أجل أن يبقى تبرع البنك من خلال الصندوق لكن إدارة البنك كان لها وجهة نظر أخرى ونحن نحترم رأيها.
وكان بنك القدس قد وقّع اتفاقية مع وزارة التنمية الاجتماعية بتاريخ 7 نيسان الماضي لتقديم إغاثة للأسر والعائلات المتضررة جراء أزمة كورونا، يقوم بموجبها البنك بتقديم مبلغ مئتي وعشرة آلاف شيكل تُصرف للأسر المستفيدة والمسجّلة على قوائم وزارة التنمية الاجتماعية والمتضررة جراء الأزمة الراهنة، ويعتبر هذا المبلغ جزء من 3 مليون شيقل التي خصصها البنك كمساعدة طارئة للحكومة لمواجهة الأزمة، عبر صندوق "وقفة عز".
وجرى توقيع الإتفاقية في مبنى الإدارة العامة للبنك ووقّعها كلا من وزير التنمية الإجتماعية أحمد مجدلاني والرئيس التنفيذي لبنك القدس صلاح هدمي، بحضور محافظ سلطة النقد عزام الشوا ورئيس صندوق "وقفة عز" طلال ناصر الدين ووكيل وزارة التنمية الإجتماعية داود الديك.
وفي تعليقه على الموضوع، قال هدمي إن مجلس إدارة البنك قرر التبرع بثلاثة ملايين وعشرة آلاف شيقل (860 ألف دولار)، منها 800 ألف دولار لوزارة الصحة و60 ألف دولار لوزارة التنمية الاجتماعية.
وأضاف: "إن إدارة البنك كانت قد رتبت وقبل إنشاء صندوق وقفة عز أن يتم التبرع مباشرة بهذه الأموال الى وزارتي الصحة والتنمية الاجتماعية"، مشيرا في الوقت ذاته أن "الهدف من إنشاء صندوق وقفة عز بالدرجة الأولى هو دعم الصحة من أجل مواجهة جائحة كورونا والتنمية الاجتماعية والمتمثلة بالعمال والأسر الفقيرة".
وتابع: "بالتالي، عندما تم إنشاء الصندوق كان الوضع الطبيعي أن يتم التبرع بأموال البنك من خلال الصندوق، لكن فنيا الصندوق يرغب بأن تورّد الأموال الى حسابه والتصرف من خلاله.
وعلل هدمي سحب الأموال بأن البنك كان رتب مسبقا مع وزارتي الصحة والتنمية الإجتماعية حول كيفية صرف أموال التبرع وتبرع بالجزء الأكبر من الأموال قبل إنشاء صندوق "وقفة عز"، موضحا أنه "عندما جاء الصندوق وقام بتعيين شركة عالمية للتدقيق الخارجي على كل الأموال التي دخلت الى الصندوق كان طلب الصندوق واضحا لنّا أن يتم ايداع كل المبلغ الى الصندوق وأنه لا يمكن القبول بأن يتم وضع جزء من الأموال في الصندوق بحجة أن الجزء الآخر قد تم التبرع به قبل إنشاء الصندوق".
وأضاف: من باب الشفافية المطلقة كان الحديث واضحا ما بين البنك ورئيس الصندوق والمدقق الخارجي شركة "ارنست ويونغ"، انه ما دامت هذه الأموال لم تدخل الى حسابات الصندوق فعليا فلن تحتسب، ومن هنّا نحن نقول أن الصدقة الجارية لازلت قائمة، ومن أجل الأمانة الصحفية المبلع موجود وضمن مسؤوليتنا الاجتماعية ولكن التصرف به سيكون خارج صندوق "وقفة عز".
ونفى هدمي وجود أي خلاف مع إدارة صندوق "وقفة عز"، مؤكدا أن كل الإجراءات تمت بالتوافق والتفاهم مع رئاسة الصندوق وعلى مبدأ العمل بالشفافية المطلقة.