حراك مساند لشركة كهرباء القدس في ظل تواصل أزمتها

تاريخ النشر
حراك مساند لشركة كهرباء القدس في ظل تواصل أزمتها
جانب من اللقاء مع وفد رجال الأعمال المقدسيين

القدس-أخبار المال والأعمال-التقى وفد من رجال الأعمال المقدسيين في مقر شركة كهرباء محافظة القدس، رئيس مجلس إدارتها  ومديرها العام هشام العمري وعضو مجلس الإدارة خالد ابو عكر، وعدد من موظفي الشركة، وأمين سر نقابة العاملين في الشركة هاني عبد السلام، وذلك للاطلاع على آخر مستجدات الأزمة الحالية في ظل مواصلة كهرباء إسرائيل قطع التيار الكهربائي عن مناطق امتياز الشركة.

وأكد الوفد الذي ضم أكثر من خمسين رجل أعمال على وقوفه الى جانب شركة كهرباء القدس ورفضه لكافة الإجراءات العقابية التي تمارس على أبناء شعبنا من قبل الحكومة الاسرائيلية، مضيفا أن شركة كهرباء القدس هي شركة وطنية وتعتبر الشريان الاقتصادي الوحيد الذي يربط القدس بالضفة.  

وأشار الوفد إلى أن الكهرباء والماء حق طبيعي وإنساني شرعته القوانين الدولية. ولا يحق لاسرائيل قطعها عن المدن الفلسطينية ما يؤكد أن هذه الاجراءات تفرض لأهداف سياسية وليست مجرد أسباب مالية.

وقد حمّل الوفد كبار المستهلكين المتخلفين عن دفع فواتير الكهرباء وبعض التجمعات الفلسطينية، بالاضافة لمناطق "ب" و"ج" غير الملتزمين بالدفع، المسؤولية في إعطاء اسرائيل الفرصة لفرض العقوبات الجماعية على المدن الفلسطينية من خلال التحكم بقطع الكهرباء، مطالبين برفع الغطاء وكشف أسماء كل المتخلفين عن الدفع والمتسببين بتراكم الديون على شركة كهرباء القدس.

وقال اسامة صلاح أحد رجال الأعمال المقدسيين: "نطالب السلطة الفلسطينية بالتعاون مع مجلس إدارة الشركة وجباية الأموال المطلوبة على التجمعات السكنية المتخلفة عن الدفع وتفعيل القضاء تجاه سارقي التيار الكهربائي"، مشيرا إلى أن "الضرر في هذه الشركة الوطنية يعود بالضرر على مدينة القدس وأهلها".

بدوره، طالب رجل الأعمال المقدسي مازن سبيتاني خلال زيارته كافة المسؤولين بالوقوف الى جانب الشركة واتخاذ الخطوات اللازمة والفعلية على أرض الواقع لإنقاذها قبل فوات الأوان وفقدان هذا الصرح الفلسطيني داخل مدينة القدس والتي توفر خدمة حيوية لا يمكن الاستغناء عنها. 

من جهته، قال رئيس اتحاد تجمع الإسكان المقدسي محمود  زحايكة: "المطلوب من جميع المواطنين الفلسطينيين الالتحام ومؤازرة هذه المؤسسة حتى اجتياز المرحلة الحالية من الأزمة المالية"، مضيفاً "رغم الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها الشعب لكن يجب أن يعلم المواطن ان مساهمته ودفع الفاتورة مقابل استهلاك التيار الكهربائي أمر ضروري وتخلف الدفع يساعد الجهات الاسرائيلية السيطرة على هذه المؤسسة وفقدان الكيان الوطني الفلسطيني".

وشكر رئيس مجلس ادارة شركة كهرباء القدس هشام العمري الوفد على هذه الزيارة التضامنية في ظل الأزمة المالية التي تمر بها الشركة بسبب تراكم الديون عليها  لصالح شركة كهرباء اسرائيل. مشيرا إلى أن الشركة على تواصل دائم مع الحكومة الفلسطينية لاطلاعهم أولا بأول على خلفية قرار كهرباء اسرائيل حيث قامت الحكومة بتشكيل خلية أزمة لمتابعة تداعيات الإجراء الإسرائيلي على أمل الخروج من هذه الأزمة والحفاظ على حق المواطن الفلسطيني في مناطق نفوذ الشركة كونها من الحقوق الإنسانية الطبيعية.

كهرباء القدس تطلع ممثلين من الاتحاد الأوروبي على آخر مستجدات الأزمة مع كهرباء إسرائيل

وفي سياق متصل، التقى رئيس مجلس إدارة شركة كهرباء محافظة القدس ومديرها العام هشام العمري، وعضو مجلس الإدارة خالد أبو عكر، بممثلين عن الاتحاد الأوروبي في مقر البعثة بمدينة القدس، في سياق اهتمام الاتحاد الأوروبي بالقطاع الطاقي في فلسطين، حيث أطلعهم على آخر مستجدات وحيثيات الأزمة مع شركة الكهرباء الإسرائيلية، بعد أن واصلت الأخيرة قطع وتقنين التيار الكهربائي عن مراكز المدن والبلدات والقرى الواقعة ضمن مناطق امتياز الشركة بسبب تراكم الديون على الشركة لصالح شركة الكهرباء الإسرائيلية.

وأكد العمري أن "هذا الاجتماع يندرج في إطار أولويات الاتحاد الأوروبي بالعمل على تعزيز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والتنموي للفلسطينيين، وذلك عبر دعمه لمختلف القطاعات التنموية في فلسطين، لاسيما قطاع الطاقة الفلسطيني، إضافة إلى توفير الدعم اللازم لتنفيذ مشاريع الطاقة البديلة والمتجددة في العديد من المناطق الفلسطينية، بما يسهم في تحقيق الاستقلال الطاقي والأمن الكهربائي للمواطنين، هذا إلى جانب تعزيز التنمية الاقتصادية في مدينة القدس للحفاظ على المؤسسات الحيوية فيها".

وقدم العمري خلال اللقاء شرحاً وافياً عن أهم التحديات التي تواجه الشركة، بما فيها الديون المتراكمة على المستهلكين والتي تجاوزت قيمتها 800 مليون شيكل، إضافة إلى سرقة التيار الكهربائي والتي تقدر بنحو 160 مليون شيكل نتيجة التعديات على الشبكات الكهربائية، وعدم الالتزام بتسديد فواتير الكهرباء الشهرية في المناطق المحيطة بالقدس وفي مناطق "ب" و"ج" والتي تفتقر إلى وجود الأمن الفلسطيني فيها، مؤكداً على ضرورة تفعيل القضاء الفلسطيني، وتمكين الأمن الفلسطيني لتوفير الحماية للجباة من الشركة خلال أداء عملهم في تلك المناطق.

وأضاف العمري "إن شركة كهرباء القدس رغم أزمتها والأعباء المالية المترتبة عليها إلا أنها تمكنت من تحقيق قفزات نوعية في مجال الاستثمار في مشاريع الطاقة، لاسيما مشاريع الطاقة الشمسية في مناطق الإمتياز، بالتعاون مع الحكومة وسلطة الطاقة الفلسطينية، وغيرهم من الشركاء كصندوق الاستثمار الفلسطيني ومجموعة زورلو التركية للطاقة، حيث من المتوقع أن تصل الشركة مع نهاية العام إلى إنتاج ما يقارب 20 ميغا واط من الطاقة الكهربائية، ما ينعكس إيجاباً على مستوى الخدمات الكهربائية التي تقدمها الشركة لمشتركيها في مختلف مناطق امتيازها، وهذا إنجاز هام لفلسطين على صعيد القطاع الطاقي، مضيفاً أن مشاريع الطاقة الشمسية التي تنفذها الشركة تتقاطع مع اهتمامات استراتيجية الاتحاد الأوروبي في دعم مشاريع الطاقة في فلسطين، آملاً أن يكون هذا الاجتماع بداية للتعاون وبحث إمكانية تنفيذ مشاريع في مجال الطاقة الشمسية بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي للوصول إلى الاستقلال الطاقي وتحقيق الأمن الكهربائي.

وبين العمري أن كهرباء القدس تواصل جاهدة في محاربة سرقة التيار والتهرب من سداد الفواتير، والبحث عن سبل كفيلة لتطوير منظومة العدادت الذكية للحد من الفاقد الفني والسرقات وتحسين الجباية المالية للشركة، هذا بالإضافة إلى استكمال استبدال العدادات القديمة بعدادات ذكية، بهدف زيادة ورفع نسب التحصيل وتخفيض الفاقد الاسود، لتمكين الشركة من الوفاء بالتزاماتها وتسديد مديونيتها، وخصوصا في ظل الأوضاع الصعبة التي تمر بها الشركة بسبب التعدي على الشبكات وسرقة التيار الكهربائي.

وأوضح العمري أنه حال واصلت شركة الكهرباء الإسرائيلية وقف قرارها بقطع وتقنين التيار الكهربائي في مناطق الامتياز وفق برنامج القطع الذي بدأ بتاريخ في 22 من شهر أيلول الماضي وحتى 24 من تشرين الأول الحالي، سيكون له تداعيات خطيرة على مجمل الأوضاع، وحدوث أضرار لا تحمد عقباها، وشلّ كافة مناحي الحياة، لاسيما المؤسسات، والمستشفيات، ومستودعات الأدوية، وقطاعات التعليم والمياه، والاتصالات، والقطاع الاقتصادي، وكافة القطاعات الحيوية والخدماتية الأخرى في مناطق الامتياز.